الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , اما بعد:
فيروى ان رجلا غنيا كان قد أقام حفلا في قصره على رقص وغناء وشرب خمر ورقص للجواري , وقد
جعل جارية جميلة على باب القصر تستقبل الضيوف , فمر شيخ من عند هذا القصر وسمع صوت الغنا
من خارج القصر , فوقف عند هذه الجاية وقال لها: صاحب هذا القصر حر أم عبد؟ فقالت: بل حر
((فقال لها: لو كان عبدا ما عصى مولاه))
ثم مضى , وكان صاحب القصر يرى هذا الشيخ وهو يكلم الجارية , فلما ذهب الشيخ جاء صاحب القصر
الى الجارية وسألها عما قاله هذا الشيخ، فقالت: سألني ءأنت حر أم عبد؟ فقلت له: بل حر, فسألها: وماذا أجابك؟ قالت:
((قال: لو كان عبدا ماعصى مولاه))
فقال لها صاحب القصر لم تفهمي مقصود الشيخ, فهو يقصد لو كان عبد لله ماعصى مولاه الله
الذي أعطاه المال والقصر واعطاه هذه النعم ثم هو يستعمل هذه النعم في معاصي الله.
وقيل ان هذا الرجل تاب بعد ذلك وصار من العباد الزهاد ..
فكم من عبد منا عصى مولاه بنعمه؟؟
وبمناسبة قرب عيد الأضحى, فاني أذكر بسنة التكبير في الاسواق والبيوت والمساجد وغيرها اذا بلغهم خبر العيد, ثم يفتتح يوم العيد كذلك بالتكبير ثم الصلاة, ويشرع الفرح بلبس الجديد والاجتماع بين المسلمين وخاصة الأقارب والأرحام ويجب أن يكون الفرح في حدود المباح..
كما أنصح وأًذكر بأن يتقي الله المرء فلا يكن في عطلة العيد كمن كان في سجنا وأطلق، فيروح يعبدُ شهواته المحرمة, ويقضي أيام عطلته بالمعاصي من الأغاني والرقصات والإختلاط (والتبرج بالاسواق والتجمعات ولبس الملابس الفاضحةإن كانت امراءة)، أو في البر( إن كان شاب) يرتكب المعاصي والآثام بتسهيل وتزيين من الشيطان الذي يجعله يخرج بفرحه الى المعصية.والواجب على كل مسلم ومسلمة ان يتقي الله في كل وقت وحال.
واخيرا أقول لكل من انعم الله عليه (( لو كان عبدا ماعصى مولاه))
وليس المعنى ان العبد معصوم عن المعاصي ولكن الإصرار على هذا والإعداد والاستعداد لهذا هو المصيبة التي يُبتلى بها بعض الناس.
والآن هل تفرح فرح الشاكرين الموفقين؟
ام فرح الأشرين البطرين؟
اسال الله لي ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق..