أبو الوفاء البوزجاني
تقل إلى جرجان في سن الـ25 والتحق ببلاط السلطان أبو الحسن قابوس بن وشمجير شمس المعالي، ونشر هناك أولى كتبه وهو "الآثار الباقية عن القرون الخالية"، وحين عاد إلى موطنه التحق بحاشية الأمير أبي العباس مأمون بن مأمون "خوارزم شاه" الذي عهد إليه ببعض المهام السياسية نظرا لطلاقة لسانه.
وعند سقوط الإمارة بيد محمود بن سبكتكين حاكم عزنة عام 407 هجرية ألحقه مع طائفة من العلماء إلى بلاطه، ونشر ثاني مؤلفاته الكبرى تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة.
كما كتب مؤلفين آخرين كبيرين هما القانون المسعودي التفهيم لأوائل صناعة التنجيم. وأطلق عليه المستشرقون تسمية بطليموس العرب.
ورغم من أن اسم البيروني يحتل مكانته في الأدب العربي، في ميدان الجغرافيا والرحلات، إلا أنه برز في كل فروع المعرفة الإنسانية، حيث كان مؤلفاا انتظم نشاطه كل دائرة العلوم المعاصرة له، التي تحتل بينها العلوم الرياضية والفيزيائية مكانة الصدارة عنده.
وقد وصفه جورج سارتون في كتابه مقدمة لدراسة تاريخ العلم بقوله: "كان رحالة وفيلسوفا، ورياضيا، وفلكيا، وجغرافيا، وعالما موسوعيا، ومن أكبر عظماء الإسلام، ومن أكابر علماء العالم".
كما وصفه المستشرق الألماني سخاو بقوله: "أعظم عقلية عرفها التاريخ".
كان لمؤلفاته اليد الطولى في صناعة أمجاد عصر النهضة والثورة الصناعية في العالم الغربي، فقد حدد بدقة خطوط الطول ودوائر العرض، وناقش مسألة ما إذا كانت الأرض تدور حول محورها أم لا، وسبق في ذلك غاليليو وكوبرنيكوس.
كما وضع قاعدة حسابية لتسطيح الكرة، أي نقل الخطوط والخرائط من الكرة إلى سطح مسطح وبالعكس، وبهذا سهل رسم الخرائط الجغرافية.
ساهم البيروني في تقسيم الزاوية لثلاثة أقسام متساوية، وكان متعمقا في معرفة قانون تناسب الجيوب.
واشتغل بالجداول الرياضية للجيب والظل بالاستناد إلى الجداول التي وضعها أبو الوفاء البوزجاني.
وبالإضافة إلى ذلك قام البيروني بدراسات نظرية وتطبيقية على ضغط السوائل، وعلى توازن هذه السوائل، حيث شرح كيفية صعود مياه الفوارات والينابيع من الأسفل للأعلى، وكيفية ارتفاع السوائل في الأوعية المتصلة إلى مستوى واحد.
أبو
الوفاء
البوزجاني
أبو الوفاء
الذكرى ال1075 لميلاد أبو الوفاء البوزجاني