رادارت الوطن العربي مركز الطقس للرصد الجوي (مباشر) مركز الطقس للأقمار الصناعيه (مباشر) البرق( مباشر )
العودة   الطقس > موسوعة الطقس للفترات الماضيه > البحوث و الدراسات المناخية
اسم العضو
كلمة المرور

البحوث و الدراسات المناخية دراسات و مواضيع علمية تتعلق بظواهر الطقس و التطرف المناخي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-01-2010, 08:33 PM
الليبو الليبو غير متواجد حالياً
مشرف عام الطقـس والمناخ وعلم الـفـلك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الإقامة: ليبيا
المشاركات: 3,399
معدل تقييم المستوى: 27
الليبو is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى الليبو
افتراضي جولة داخل هيئة الإذاعة البريطانية BBC

في خلال بحثي على الانترنت وجدت هذا الموضوع عن قسم الطقس بهيئة الاذاعة البريطانية واشهر مذيعيها ومحلليها .لذلك قمت بنقله الى منتدى الطقس بدون تغيير وذلك حتى يطلع عليه بقية الاعضاء لانه موضوع ممتع.

للامانة صاحب الموضوع: يونس الفاندي طالب بجامعة ريديينج في مجال الارصاد الجوية.

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

<CENTER><TABLE id=AutoNumber3 dir=rtl style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=750 border=0><TBODY><TR><TD width="100%"></TD></TR><TR><TD width="100%">

جولة داخل هيئة الإذاعة البريطانية BBC
</TD></TR><TR><TD width="100%">
</TD></TR><TR><TD width="100%"> </TD></TR><TR><TD width="100%">


كنت جالساً في قاعة المحاضرات بقسم الأرصاد الجوية بجامعة ريدينج الكائنة بجنوب بريطانيا أستمع إلى بيتر جيبس وهو يلقى محاضرته التي يتناول فيها مسيرته في تقديم نشرات الطقس والتنبؤات الجوية في قنوات هيئة الإذاعة البريطانية BB، حين خطرت فكرة هذه الزيارة لمركز الطقس بهيئة الإذاعة البريطانية الذي يعد واحداً من اكبر المؤسسات المتخصصة في مجال إعداد وبث نشرات الطقس على مستوى العالم.

وعندما انتهى بيتر جيبس من عرضه الشيق الذي تناول فيه مشواره العلمي كمتخصص في الأرصاد الجوية ، والإذاعي كأحد أبرز المذيعين البريطانيين المتخصصين في تقديم نشرات الطقس فتح باب المناقشة وطرح الأسئلة حول بعض النقاط التي أثارها في محاضرته. لم أنتظر طويلاً لكي أبادره بالسؤال عن إمكانية ترتيب زيارة لمركز الطقس بهيئة الإذاعة البريطانية BBC فرد قائلاً: لم لا. أعتقد أنه من الممكن تنظيم هذه الزيارة. من فضلكم سجلوا لي عناوين بريدكم الإلكتروني وسأعمل جاهداً لدى إدارة الهيئة للتنسيق والترتيب لهذه الزيارة والاتصال بكم في أقرب وقت ممكن.

لقاء بيتر جيبس

وحين كان بيتر يغادر قاعة المحاضرة حاملاً قائمة بأسماء الراغبين في زيارة مركز الطقس لمتابعة مراحل إعداد وتقديم النشرة الجوية توجهت إليه واقترحت عليه إجراء لقاء صحفي قصير معه. ابتسم وتسائل مستغرباً " هل أنت طالب أم صحفي؟" فأخبرته بقصتي وهوايتي المحببة مع الصحافة والإذاعة وطلبت منه أن يخبرني بدوره عن قصته مع الطقس والإذاعة. ضحك مرحباً ودارت عجلة الحوار بيننا.

بدأ بيتر يروي لي قصة التحاقه بهذا العمل قائلاً: قرأت إعلاناً عن حاجة مركز الطقس المحلي بمدينة نورويش لقبول مذيع ينظم لثلاثة أخرين لتقديم نشرة أحوال الطقس، وبما أنني كنت أعمل في هذا المركز كمتنبيء جوي اعتقدت أنه بإمكاني اختبار قدراتي للقيام بهذا العمل. وكانت المفاجأة أنني نجحت في الاختبار وانضممت لفريق العمل. ونفس الأمر حدث معي عند انتقالي للعمل بمركز الطقس بهيئة الإذاعة البريطانيةBBC في لندن.

وحول قدرته على ضبط أنفاسه وعدم اضطرابه أثناء تقديم النشرة الجوية وهل ينتابه نوع من التوتر العصبي حين يقف مباشرة في مواجهة الآت التصوير قال : ليس كما هو الحال في السابق عند بداية التحاقي بالعمل. ففي السابق كنت أشعر بصعوبة كبيرة، وأحسب المدة الزمنية القصيرة التي أذيع فيها نشرة الطقس وكأنها يوم كامل. ويضيف أما الآن فقد صرت أشعر بالارتياح كثيراً إلا أن بعض الأحوال الجوية الصعبة تزعجني كثيراً عند شرحها في النشرة، وصعوبة التنبؤ بالطقس من خلال الوضع الجوي السائد حينها تجعلني أتوخى الحذر كثيراً.

وعند سؤاله عن الأخطاء التي يرتكبها أفاد بأنه لم يرتكب أخطاءً فادحة إلاّ أنه لايزال يعاني من مشكلة دائمة وهي الخلط بين اتجاهي الشرق والغرب وأحيانا يجمعهما. أما عن صعوبة عمله فقال: دائماً هناك ضغط كبير في العمل ، وكل فترة عمل لا أجد فيها متنفساً للاستمتاع بشرب كوب من الشاي ، فالعمل في المركز أثناء فترة المناوبة لا يتوقف من البداية وحتى نهاية الدوام ، وكل نشرة طقس تحتاج إلى إعداد كبير ومتابعة دقيقة لتقلبات الطقس المفاجأة.

تخرج بيتر جيبس من جامعة نيوكاسل سنة 1979 بمرتبة الشرف في مجال الطبيعة والجغرافيا، والتحق بالمؤسسة البريطانية لأبحاث القطب الشمالي في كامبريدج. وبعد تلقيه دورة تدريبية في الرصد الجوي أبحر صوب القطب الشمالي في اكتوبر 1979 واستقر هناك لمدة سنتين قام خلالهما بتسجيل الرصدات الجوية الروتينية وإطلاق بالونات قياس العناصر الجوية في طبقات الجو العليا يومياً في ظروف جوية باردة جداً حوالي40 درجة مئوية تحت الصفر.

وفي سنة 1982التحق بيتر جيبس للعمل بمكتب الأرصاد الجوية البريطاني Met Office كمتنبيء جوي تحت التدريب. أمضى بعد ذلك عدة سنوات بمكتب التنبؤات الجوية التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني، ثم انتقل سنة 1989 للعمل بمركز الطقس المحلي بمدينة نورويش في الشمال الشرقي لبريطانيا حتى سنة 1993 حين بدأ تقديم النشرة الجوية بهذا المركز المحلي. وفي سنة 1997 انتقل للعمل بمركز الطقس التابع لهيئة الإذاعة البريطانيةBBC في لندن وبدأ مشواره في تقديم نشرات الطقس في قنوات الهيئة المختلفة بداية من شهر نوفمبر 1998.

ترتيبات الزيارة

بعد أسابيع قصيرة وصلتني رسالة من بيتر جيبس عبر بريدي الإلكتروني يخبرني فيها بموافقة هيئة الإذاعة البريطانية BBC على استضافتنا في زيارة قصيرة لمدة ثلاثة ساعات فقط ويطلب الالتزام بالتاريخ المحدد ... والتوقيت !!

وبسرعة أدرت محركات البحث في شبكة الانترنيت للحصول على عنوان وخريطة موقع مركز الطقس بهيئة الإذاعة البريطانية BBC لكي يساعدنا في الوصول إليه في الوقت المناسب وحتى لا تأكلنا شوراع لندن الجميلة فنتأخر في الوصول أو نضل عن هدفنا. وحين وجدت الخريطة والعنوان المطلوب وبيانات القطارات أرسلتها ووزعتها عبر البريد الإلكتروني على رفاق الرحلة البالغ عددهم إحدى عشر زائراً لم يكن بينهم إلا عربي ليبي واحد وهو كاتب هذه السطور وزميلة إفريقية من تنزانيا والتسعة الباقون كلهم بريطانيون ينحدرون من اسكتلندا وويلز وانجلترا.

تحدد برنامج الذهاب في الموعد المقترح وتصادف أن كان الطقس جميلاً دافئاً، فالشمس ساطعة والأنسام الباردة تلطف حرارة صيف بريطانيا والأجواء مهيئة ومشتاقة لمزيد من الإطلاع والتعرف على مبنى الطقس بلندن. تجمعنا عند الظهيرة في محطة مدينة ريدينج واستقلينا القطار إلى محطة بادينجتون التي وصلناها بعد نصف ساعة تقريباً حيث استبدلنا القطار بآخر قاصداً محطة المدينة البيضاء التي يقع بقربها مبنى هيئة الإذاعة البريطانية BBC .

بعد حوالي أربعين دقيقة نزلنا في المدينة البيضاء وترجلنا مسافة قصيرة تمتعنا فيها ببعض التعليقات والقهقهات الإنجليزية والتصورات التي داعبت خيالنا عن هذا المركز حتى دخلنا قاعة الإستقبال الكبيرة المتسعة لعدد كبير من المنتظرين. قدّمنا أسماءنا لموظف الاستقبال الذي أجرى اتصالاته بسرعة وأنجز إعداد بطاقات الزيارة الخاصة بنا وطلب منا الجلوس لإنتظار الدليل المرافق الذي سيصحبنا في هذه الجولة.
وصل دليلنا وقادنا عبر أجهزة الأمن الإلكترونية إلى داخل المبنى الأرضي حيث الممرات المزدانة بالعديد من الملصقات والإعلانات بالقرب من المقهى الكبير والمحلات الصغيرة وساحة الاستراحة والهدؤ ، ثم صعد بنا إلى حيث يقع مركز الطقس وجلسنا في إحدى القاعات المعدة لاستقبال الضيوف. تم الترحيب بنا وتوزيع بعض الكتيبات الإرشادية وبدأ دليلنا يقدم لنا فكرة عن هذا المركز الإذاعي المتخصص في بث نشرات الطقس.

مركز الطقس بهيئة الإذاعة البريطانيةBBC

يقع مركز هيئة الإذاعة البريطانيةBBC للطقس في وسط العاصمة البريطانية لندن بالقرب من محطة المدينة البيضاء White City للقطارات وهو مبنى ضخم أفتتح هذا المركز في شهر سبتمبر 1991 وتم تطويره وتوسيعه سنة 1996 وذلك استجابة لتزايد الطلب على نشرات الطقس من محطات الهيئة. كما أن إطلاق قناة الهيئة للأخبار على مدار الساعة BBC News 24 أدى إلى زيادة أخرى في تقديم خدمات الطقس. فالمركز يعد ويقدم بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حوالي مائة نشرة جوية يوميا يبلغ مجموعها الزمني 22 ساعة أسبوعياً ويقدم نشرات إضافية خلال عطلات نهاية الأسبوع للمحطات المحلية والدولية على حد سواء.

ويبث مركز الطقس بهيئة الإذاعة البريطانيةBBC نشرات الطقس بصورة منتظمة على القنوات الأولى والرابعة، ونشرة طقس كل ساعة على القناة الدولية BBC World ، ونشرتين كل ساعة في محطة BBC News 24 الإخبارية.. كما يقوم المركز بإعداد نشرات جوية للمحطات الإذاعية التابعة للقوات المسلحة البريطانية المنتشرة في أرجاء متفرقة من العالم ، وأيضاً لخدمات شبكة القطارات التي تسير رحلاتها داخل وخارج بريطانيا.
<TABLE class=cs_img cellSpacing=0 cellPadding=0 align=middle border=0><TBODY><TR><TD align=middle></TD></TR><TR><TD class=caption align=middle></TD></TR></TBODY></TABLE>
كما يمكن الإستماع إلى نشرات الطقس التي تبثها هيئة الإذاعة البريطانيةBBC المسموعة مباشرةً عبر قنوات BBC5,BB4,BB2 بالإضافة إلى نشرات مسجلة يمكن متابعتها مرئياً عبر خدمات الأقمار الصناعية الرقمية. أيضاً يبث المركز نشرات جوية عبر شبكة الانترنيت الدولية وشبكات الهاتف المحمول. ويلاحظ أنه مع زيادة عدد نشرات الطقس وبثها عبر محطات وقنوات هيئة الإذاعة البريطانيةBBC المختلفة فإن المدة الزمنية المخصصة للنشرة قد تراجعت وأصبحت تتراوح بين ثلاثين ثانية إلى أربعة دقائق.

إمكانيات مركز التقنية

يحتوي مركز الطقس بهيئة الإذاعة البريطانيةBBC على منظومة متكاملة لإعداد وتقديم نشرات الطقس تشمل المعدات التقنية ومتخصصي ومقدمي الطقس المؤهلين علمياً وهي تعتبر مكلفة جدا والأغلى في العالم أجمع. فهي تعمل لمدة 24 ساعة في اليوم على مدار 365 يوم في السنة من خلال قاعتين للبث المرئي وقاعة للبث المسموع ومكتب للتنبؤات يقوم فيه المذيعون والمذيعات بإعداد النشرات الجوية ، بالإضافة إلى مكاتب أخرى للطواقم الفنية التي تشرف على إعداد الرسومات والتقنيات الفنية المتعلقة بعرض خرائط ورسومات الأحوال الجوية على الشاشة المرئية. حيث يوجد بمبنى المركز عدد من الحجرات المجهزة بالحواسيب الآلية الحديثة ، والخادمات Servers والتقنيات الأخرى اللازمة مثل منظومةالعرض ثلاثية الأبعاد، والتي هي أحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال.

ويتصل المركز مباشرة عن طريق أجهزة الحواسيب العملاقة بالمقر الرئيسي لمكتب الأرصاد الجوية البريطانيMet. Office الذي يعمل على تزويد المركز بالمعلومات والبيانات الجوية الأساسية بشكل مستمر ومتواصل بالإضافة إلى العديد من الخرائط التي توضح توزيعات مناطق الضغط الجوي ودرجة الحرارة وهطول الأمطار والغطاء السحابي. أضافة إلى صور الأقمار الصناعية لكل قارة من قارات العالم التي يتم استقبالها كل ساعة، وخرائط رادارات الطقس الخاصة بهطول الأمطار، إلى جانب الاستفادة من استخدام العديد من نماذج التنبؤات الجوية لإصدار التنبؤات المختلفة.

كما تضم هذه الشبكة أكثر من 6000 شكل من الصور والرموز والرسومات والخرائط التي يتم إعدادها بالحاسب الآلي يومياً لعرضها مرئياً في نشرات الطقس وذلك من خلال أحدث منظومة متخصصة في مجال نشرات الطقس.

ومن خلال هذه الشبكة الضخمة يتمكن مذيعو النشرة الجوية من دراسة وتحليل الخرائط المختلفة ومقارنتها بالتنبؤات التي يتم إعدادها عن طريق النماذج الرياضية، ومعالجة البيانات ومواكبة أحدث التطورات لاستقراء وتحليل هذه المعلومات لإعداد تنبؤاتهم بدقة معتمدين على قدراتهم العلمية وخبراتهم في مجال الأرصاد الجوية.

إلى جانب ذلك يقوم مكتب الأرصاد الجوية البريطاني بتزويد مركز الطقس بهيئة الإذاعة البريطانية BBC بالمتخصصين في العلوم الجوية لتأهيلهم لتقديم نشرات الطقس المسموعة والمرئية المختلفة، بينما تتكفل هيئة الإذاعة البريطانيةBBC بدفع أجور ومرتبات ومكافأت هؤلاء المذيعين والذين يبلغ عددهم حوالي 23 مذيعاًً لنشرات الطقس.

وجميع المتنبئين والمذيعين يتلقون تدريباً متقدماً في أساليب مواجهة آلات التصوير أساسه ما صار يعرف بلغة الجسد Body Language وذلك للتحدث بطلاقة على الهواء مباشرة ودون تكلف عند تقديم المعلومات الدقيقة أثناء شرح الأحوال والتنبؤات الجوية بالاستعانة بالصور والأشكال والرسومات المرئية المتعددة. ومن خلال تدريبهم المتواصل تتولد لديهم الخبرة وتعطى لديهم الصلاحية في زيادة شروحهم او اختصارها وفقاً لحالة الطقس وتوقعاتهم.

إذاعة نشرة التنبؤات الجوية المرئية

يدخل مذيع النشرة الجوية إلى حجرة البث والإرسال والتي يكون فيها وحيداً فلا يوجد بداخلها مصورون طبيعيون ولكن عن طريق الضغط على زر معين يستطيع مذيع نشرة الطقس توجيه وتعديل آلة التصوير بالشكل الذي يوافق عليه المخرج. ويبدأ بتشغيل مفاتيح إنارة القاعة وتثبيت السماعة الصوتية في أذنه بحيث يتمكن من الاستماع إلى البرنامج العام أو تلقي تعليمات المخرج بحجرة التحكم والمراقبة. وقد صممت قاعات البث وفق تقنيات البث الرقمي الحديث جداً حيث يتم تسليط وتركيز الأضواء ورفع أو خفض مستويات الصوت عن طريق الأزرار. ويقف المذيع أمام شاشة شفافة تعرض عليها رسومات وخرائط الطقس ، وباستخدام هذه الشاشة يحدد المذيع الأماكن التي يود الإشارة إليها أو إبرازها عند بث النشرة.

مقابلة مايكل فيش

أثناء زيارتنا لمركز الطقس بهيئة الإذاعة البريطانية BBC تصادف أن كان مايكل فيش مناوباً في الفترة النهارية، سررت كثيراً بمشاهدته وهو بكامل أناقته وحيويته وروحه المرحة وتواضعه الذي تبرزه ابتساماته لنا ودردشته القصيرة معنا مجتمعين. ولما كنت أعرف بأن هذا المذيع هو أشهر وأقدم مذيع متخصص في نشرات الطقس في بريطانيا تقدمت إليه مستغلاً فرصة خروجه من قاعة البث بعد إنتهاءه من تقديم نشرة الطقس ، وحييته بكلمات رقيقة عرّفته فيها بأنني طالب من ليبيا يواصل دراسته العليا في مجال الأرصاد الجوية بجامعة ريدينج وأود التحدث إليه حول مسيرته في هذا المجال. وافق مايكل على التحدث معي ولكنه اشترط أن يكون حديثنا مختصرا نظراً لانشغاله بإعداد نشرة قريبة لاحقة. قبلت ذلك بكل سرور وبدأت بسؤاله عن مشوراه الطويل مع الطقس فقال مازحا:ً للأسف السنوات الممتعة قاربت على الإنتهاء وفي الخريف ( يقصد خريف 2004) سأحال على التقاعد، ولكن ما عليك ... هاتِ ما عندك من أسئلة.

حول صعوبة عمله أخبرني بأن إعداد وتقديم النشرات الجوية هو عمل شاق هذه الأيام. معلالاً ذلك بقوله: ففي السنوات الماضية في بداية التحاقي بالعمل كنت أقدم نشرتين تستغرق كل منها ثلاثة دقائق، أما الآن وبفعل زيادة الطلب على المعلومات والتنبؤات الجوية صارت نشرات الطقس المختلفة التي أقدمها تستغرق ما يفوق ساعة مرئية كاملة، كل منها يتطلب إعداداً دقيقاً واختلافاً في أسلوب تقديمها عن سابقتها. كنا نعمل من العاشرة صباحاً إلى العاشرة مساءً، وكان عددنا ثلاثة متنبئين فقط. الآن نحن نغطي 24 ساعة في اليوم ، خلال سبعة أيام في الأسبوع ، و365 يوم في السنة، ونقدم أكثر من 100 نشرة للطقس يومياً ويصل عددنا إلى 20 متنبيء جوي تقريباً. كما أنني أعمل حتى خلال أيام الراحة حيث يصبح من الضروري علي أن اتابع تغيرات الطقس ، بالإضافة إلى كتابة التقارير الفنية وإعطاء المحاضرات في هذا المجال.

وحول مدى استمتاعه بعمله قال: إن هذا العمل ممتع جدا لأنه لا يوجد يومان متشابهان في الأحوال وتسجيلات العناصر الجوية. وأيضاً لأن التنبؤات الجوية صارت اليوم مجالاً مطلوباً ومهما، والتغيرات المناخية والتلوث الجوي جعلت الإقبال والحاجة ملحة أكثر لمعلومات الأرصاد الجوية.

أما عن تجربته في تقديم نشرة الطقس عبر الإذاعة المسموعة قال: النشرات الجوية عبر الإذاعة المسموعة لازالت تلعب دوراً مهماً في تقديم أحوال الطقس والتنبؤات الجوية للمستمعينً. فالإذاعة المسموعة هي الوسيلة الوحيدة لاستقبال معلومات الطقس أثناء قيادة السيارة في رحلات السفر أو التنزه، لذلك فهي ضرورية جداً خاصة في أوقات الشتاء والطقس السيء إجمالاً.

قصة مايكل فيش والعاصفة الجوية

تعرضت بريطانيا في منتصف شهر أكتوبر 1987 لعاصفة جوية شديدة لم يقم مايكل فيش بالإشارة إليها أو التنبؤ بها في نشرته المسائية وتحذير الناس والمسئولين من أخطارها ومطالبتهم أخذ الحيطة والحذر أثناء خروجهم أو قيادتهم سياراتهم، مما أدى إلى حدوث إصابات كبيرة وأضرار بالغة في بريطانيا ، الأمر الذي جعله عرضة لانتقادات حادة في وسائل الإعلام المختلفة ومن المشاهدين والمستمعين على حد سواء.

وتبدأ قصة هذه العاصفة بالعبارة التالية (في وقت سابق هذا اليوم ، يبدو أن سيدة اتصلت بهيئة الإذاعة البريطانيةBBC وقالت بأنها سمعت أن هناك عاصفة جوية في طريقها إلى بريطانيا. حسناً ، لا تقلقي إن كنتِ تتابعين هذه النشرة ، فليس هناك أية عاصفة) . هذه هي العبارة المسجلة بصوت مايكل فيش في نشرة الطقس ليلة الخامس عشر من أكتوبر سنة 1987 والتي أكد فيها في رده عدم وجود أية عاصفة جوية قادمة على بريطانيا.

ولكن الواقع كان مغايراً كلياً لتنبؤاته! كيف؟

ففي يوم الخامس عشر من أكتوبر 1987 تكوّن منخفض جوي في خليج بيسكاي على المحيط الأطلسي واتجه صوب الجزر البريطانية مسجلاً انخفاضاً مستمراً في الضغط الجوي وصل إلى 964 مليبارا عند الساعة السادسة مساءً بتوقيت جرينيتش. وعند الساعة العاشرة والنصف ليلاً كانت تسجيلات الرياح ستسجل سرعتها قوة 10 بمقياس بيلفورت أي ما يعادل 55 إلى 63 ميلاً في الساعة. وبحلول منتصف الليل انخفض الضغط إلى 953 مليبار حين استقر المنخفض الجوي على منطقة تقع بنهاية غرب القنال الانجليزي. وعند الساعة الخامسة والنصف من فجر اليوم التالي تحرك المنخفض بسرعة غير عادية ضارباً جنوب انجلترا مخلفاً العديد من الأضرار المادية والبشرية خاصة في جنوب شرق انجلترا الذي شهد أكبر الخسائر الاقتصادية والتي قدرت بمليارات الجنيهات بالإضافة إلى العديد من الوفيات نتيجة الإنهيارات والفيضانات وحوادث السيارات وسقوط الأشجار وإنجراف الأراضي. فالرياح وصلت سرعتها 70 عقدة لمدة 3 أو 4 ساعات متواصلة ، وسجلت أقوى سرعة لها 117 عقدة بمنطقة قرب جرافيل بالنورماندي، و 83 عقدة في وسط لندن. وصاحب هذا تغير حاد جداً في درجات الحرارة، ففي جنوب فران برو بمقاطعة هيمشاير ارتفعت درجة الحرارة من 8.5 إلى 17.6 درجة مئوية خلال عشرين دقيقة بعد مرور العاصفة، كما كان التغير في الضغط الجوي هائلا، فقد ارتفع الضغط الجوي أكثر من 20 مليبار خلال 3 ساعات فقط. وحسب الدراسات المناخية فإن هذه التغيرات قد تحدث مرة واحدة فقط كل 200 سنة في بريطانيا.

وعند سؤاله عن تلك الحادثة علق مايكل بكل هدوء على تلك العاصفة بإعتبارها إحدى الذكريات السيئة في حياته العملية قائلاً: إن ظاهرة التغير المناخي ستنتج عنها في المستقبل العديد من ظواهر الطقس الحادة في أنحاء متفرقة من العالم، وربما تلك العاصفة كانت إحدى ظواهر التغير المناخي الذي تتعرض له بريطانيا.

وبمناسبة تقاعده عن العمل وهو أقدم وأشهر مذيعي نشرة الأحوال الجوية في بريطانيا أمضى أكثر من 31 سنة من العمل المتواصل في هذا المجال سألته عن مشاعره بهذه المناسبة فعبر عن حزنه العميق قائلا : لن أفتقد نهوضي المبكر من النوم عند حوالي الساعة الرابعة صباحاً ، ولا عملي المضني في الفترات الليلية ، ولكني سأفقد ما كنت أوديه من عمل مثمر يساهم أحيانا في إنقاذ أرواح الناس، لأن هذا العمل بالتأكيد أصبح يؤثر يومياً في حياة الناس لأنه صار جزءاً من اهتماماتهم، حيث أشارت الدراسات الإحصائيات أن مكتب الأرصاد الجوية البريطاني يوفر للدولة مئات الملايين من الجنيهات كل سنة ، وأنا أفخر بأنني أقوم بعملي كمذيع لنشرات الطقس وأساهم بشكل ما في توفير جزء من هذا المبلغ الضخم).

مايكل فيش

مايكل فيش هو أقدم وأشهر مقدمي نشرة الأحوال الجوية في بريطانيا على الإطلاق. فقد مارس هذا العمل منذ سنة 1971 حين بدأ بتقديم نشرة الطقس في هيئة الإذاعة البريطانيةBBC المسموعة ، ثم في يناير 1974 ظهر لأول مرة على شاشة الإذاعات المرئية مبتدئاً بهيئة الإذاعة البريطانيةBBC ثم في غيرها من القنوات الأخرى المنتشرة ببريطانيا.

تخرج مايكل فيش من كلية Eastbourne College والتحق بالعمل كراصد جوي في مكتب الأرصاد الجوية البريطاني Met Office بمطار جاتويك سنة 1962 ، ثم انتقل سنة 1965 للعمل كباحث في الدراسات العلمية بالمركز الرئيسي للتنبؤات الجوية في مدينة براكنل. وأثناء عمله هذا التحق بجامعة المدينة City University بلندن للحصول على درجة متقدمة في مجال الفيزياء التطبيقية وتخرج منها سنة 1968.

كتب مايكل العديد من المقالات والتقارير حول التنبؤات الجوية وقدم عدة استشارات علمية حول الطقس لعدد من دور النشر التي تصدر كتباً متخصصة في مجال الطقس والسفر والرحلات. منح سنة 1996 درجة الدكتوراة الفخرية في العلوم من جامعة المدينة بلندن وتحصل سنة 2004 على جائزة نادي إعداد البرامج المرئية والمسموعة كأفضل مذيع لنشرات الطقس في بريطانيا.

وللعلم فإن مكتب الأرصاد الجوية البريطاني Met. Office أنشيء سنة 1854م لتوفير المعلومات الجوية والبحرية وباشر سنة 1879م نشر التنبؤات الجوية بصورة منتظمة في الصحف والجرائد المطبوعة. وبتاريخ 14 نوفمبر 1922 أذاعت هيئة الإذاعة البريطانيةBBC أول نشرة مسموعة لأخبار الطقس أعدها مكتب الأرصاد الجوية البريطاني. ومنذ 23 مارس 1923 بدأ بث إذاعة هذه النشرة يومياً. وفي 11 نوفمبر 1936 تم إرسال أول خريطة للطقس والأحوال الجوية إلى هيئة الإذاعة البريطانيةBBC ، للاستفادة منها عند إعداد النشرة. وبعد ذلك برزت فكرة ظهور مذيع على الشاشة المرئية لتقديم النشرة الجوية ضمن البرنامج المرئي لهيئة الإذاعة البريطانيةBBC سنة 1953 حين لاحظ مدير عام الهيئة (سير إيان جاكوب) بأن قيام متخصص في الأرصاد الجوية بشرح حالة الطقس السائد وإصدار التنبؤات الجوية بالإضافة إلى عرض الخرائط والصور التوضيحية سيحسن هذه الخدمة ويطور العمل ويساهم في تعريف المشاهدين بمعلومات الطقس. وفي اليوم التاريخي الذي وافق 11 يناير 1954 أصبح (جورج كولينج) المتنبيء الجوي بمكتب الأرصاد الجوية البريطاني أول مذيع يظهر على الشاشة المرئية بهيئة الإذاعة البريطانية BBC ويقدم نشرة الطقس مباشرة على الهواء استغرق بثها خمسة دقائق كاملة.

خاتمة

كانت الجولة داخل مبنى هيئة الإذاعة البريطانية فرصة جيدة للإطلاع على كيفية إعداد التنبؤات الجوية ومتابعة عرضها وبثها على الهواء مباشرة للمشاهدين داخل المملكة المتحدة وخارجها. وهي أيضاً مكنتنا من التحدث إلى أشهر وأبرز مقدمي نشرات الطقس في بريطانيا والتعرف على قدراتهم العلمية والإذاعية. هذا إلى جانب مشاهدة الأجهزة والمعدات التقنية المتطورة في البث الإذاعي المرئي لنشرات الطقس ومعايشة أجواء وفضاء العمل داخل هيئة الإذاعة البريطانية.

وعند نهاية الوقت المحدد لهذه الزيارة غادرت مع زملائي مبنى البي بي سي وأنا أحلم بأن يكون للعرب يوما ما مركز لبث معلومات الطقس إذاعياً بمستوى هذا المبنى الضخم والإمكانيات المتقدمة. يظل الأمل معقود على الأجيال العربية القادمة وتظل مشروعية الحلم العربي ... قائمة كغيرها من المشاريع الأخرى.
</TD></TR><TR><TD width="100%">
ملاحظة:
ياريت المسؤولين عن الارصاد الجوية في البلدان العربية يقرؤون الفقرة الملونة باللون الازرق
ويوفروا نفس الامكانيات لمراكز الرصد الجوي والنشرات الجوية في بلداننا العاجزة عن قياس درجة الحرارة
اوتوقع ان حتى حالة الطقس لليوم التالي عوضا عن اطلاق التحذيرات بشان الفيضانات او موجات الحرارة
وياريت يقدموا نشرات جوية جيدة ومفيدة عوضا عن نشرات copy _paste
</TD></TR></TBODY></TABLE></CENTER>

 
 
ضع تعليق بحسابك في الفيس بوك


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع



الساعة الآن 01:28 PM.
 

Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

   

تصميم المنافع لتقنية المعلومات