بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان السفر إلى مدينة إب في موسم الأمطار والخضرة حلماً يراودني !
صحيح أنها قربية من صنعاء لكن انشغالي الشديد يحول دون ذلك ..
توكلت على الله وسافرت برفقة احد الإخوة لقضاء بضعة ايام في هذه المدينة الساحرة ..
عند وصولك إلى مدينة إب فإن عينك لن تتوقف وهي تطالع هذا الجمال النادر ، وقد أذهلني كثيراً ما رأيته من خضرة تفوق الوصف ..
والحمد لله .
نبدأ بنبذة يسيرة عن محافظة إب :
موقع المحافظة:
تقع محافظة إب في الجزء الأوسط من الجمهورية اليمنية بين خطي عرض (75 -13 ) - (5 - 14 ) وبين خطي طول(43 - 45 ) شرق جرينتش وإلى الجنوب من العاصمة صنعاء، التي تبعد عنها بحدود (193كم)
وتتصل المحافظة بمحافظة ذمار من الشمال ومحافظة تعز من الجنوب، محافظتي الضالع والبيضاء من الشرق، محافظة الحديدة من الغرب.
ويطلق على المحافظة اسم (اللواء الأخضر)، لأنها من أجمل مدن الجمهورية، ويشكل سكانها ما نسبته (10.8%) من أجمالي سكان الجمهورية، وتعد ثالث أكبر محافظات الجمهورية من حيث عدد السكان، وعدد مديرياتها (20) مديرية. ومركز المحافظة مدينة إب، وتعد الزراعة النشاط الرئيسي للسكان، إذ يشكل إنتاج المحافظة من المحاصيل الزراعية ما نسبته (5.6%) من أجمالي الإنتاج في الجمهورية، وتحتل المرتبة الرابعة بعد محافظات الحديدة، صنعاء ومأرب، وأهم المحاصيل الحبوب والخضروات. وتضم أراضي المحافظة بعض المعادن أهمها المعادن الطينية المستخدمة في صناعة الأسمنت والطوب الحراري ومعدن (الزيولايت) المستخدم في صناعة المنظفات والبازلت المستخدم في صناعة حجر البناء والمعدن المستخدم في صناعة أحجار الزينة .
أهم معالم محافظة إب التاريخية مدينة ظفار عاصمة الحميريين وجبلة عاصمة الصليحيين. ويتميز مناخ المحافظة بالتنوع وتساقط الأمطار الغزيرة طوال العام تقريباً، ومتوسط درجة الحرارة فيها خلال أيام السنة بحدود (18) درجة مئوية.
المساحة:
تبلغ مساحة المحافظة حوالي 5552كم2 تتوزع في عشرين مديرية متباينة المساحة وتعتبر مديرية القفر اكبر مديريات المحافظة من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها 676كم2 كما تعد مديرية الشعر اصغر المديريات من حيث المساحة 154كم2.
التضاريس:
تضاريس أراضي محافظة إبّ وعرة جداً ، فهي عبارة عن مرتفعات جبلية تتخللها وديان عميقة تجرى في ممرات ضيقة لها انحدارات حادة وطويلة ، وأغلب هذه الوديان تصب في سهل تهامة غرباً ، أمَّا الوديان التي تقع شرق محافظة إبّ فأنها تصب في خليج عدن ، وتنقسم محافظة إبّ من حيث السطح إلى قسمين هما:
أ - السهول والأودية: ومن أهم وأشهر الأودية في محافظة إبّ هي :
- وادي ميتم : ومنبع مياهه من مدينة إبّ ، وتنضم إلى وادي ميتم أودية جِبلة ، وأودية جبل بَعْدان ، وأودية صهبان ، والسَبْره ويتجه إلى وادي تبن في محافظة لحج .
- وادي عَنّه : عَنّه - بفتح العين وتشديد النون - أحد أودية بلاد العُدَيْن المشهورة التي ورد ذكره في العديد من المصادر التاريخية وينسبه الأخباريون إلى " عَنّه بن مثوب الأكبر بن عُريب " وهو وادي دائم الجريان على مدار العام ، تأتي مياهه من جبل مشورة القريب من مدينة إبّ ، ومن جنوب حبيش ، ومن شمال جبال العنسيين ، ومن شمال المُذَيْخِرَه ، ومن جنوب بني مليك من العُدَيْن، ويمر بوادي الدُرَّ جنوب مدينة العُدَيْـن ، ويتجه غرباً فيلتقي بوادي زبيد شمال جبل رأس، كما توجد على ضفتيه ينابيع الحمامات المعدنية الحارة .
- وادي زبيد: يبدأ من شمال مدينة إبّ فيمر بوادي السحول وتنضم إليه مياه شرق جبل حبيش وشماله ، وغرب جبل بَعْدان وشماله ، ومياه جبل المنار ، والمخادر ، وغرب بلاد يَرِيْم من قُلَّة بني مُسلم وهي أعلى جبال يَرِيْم ، ومنها أودية شيعان والصُنَّع ورِحاب والأودية النازلة من سُمارة ، وتنضم إليه - أيضاً - مياه جنوب عُتمة وشرق جبال وصابين وجنوب وصاب السافل وشمال جبل رأس فتسقي أراضي زبيد ، ثم تنصب إلى البحر الأحمر جنوب الفازة - غرب مدينة زبيد - ، ومياه وادي زبيد دائمة الجريان على مدار العام ، ويغور أكثرها تحت الرمال فتظهر في الفازة .
- وادي بنا: تبدأ مساقط مياهه من بلاد يَرِيْم ، وقاع الحقل والجبال المحيطة به ، وتجتمع أسفل وادي الحقل ، حيث توجد هناك آثار للسدود القديمة ، وتمر مياه الحقل في مضيق متعرج( ثلاثة كيلومترات ) ، ثم تهبط في وادي بنا حيث تمر بالسَدّة وتنضم إليه مياه وادي حوره ، ووادي المسقاة ، ووادي الأغبري النازل من الجهة الغربية والأودية النازلة من شخب عمار ، ويسير وادي بنا من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي في وادِ جميل المناظر آهل بالسكان ، فتسير إلى وادي دمت حيث الحمامات الشهيرة بمياهها المعدنية العلاجية… ، وتجتمع بها هناك أودية خبان النازلة من شلالات وادي المحفد ، ووادي الذاري ثم تتجه جنوباً إلى دمت حيث تلتقي بها أودية يَرِيْم الشرقية ومياه غرب جبن ، والحبيشية ، وصباح من جنوب رداع وتمر شرق مُريس ، وجبال الشعيب وتنضم إليه أودية السوادية من جهة البيضاء وأودية الطفة وغرب يافع فتسيل بين بلاد المفلحي من يافع العليا ، وجبال حالمين ثم تنزل إلى وادي أبين وخنفر ….، حتى تصب في البحر العربي جنوباً على بعد حوالي ( 40 كيلومتراً ) شرق مدينة عدن .
- وادي الدُرَّ : أحد أودية بلاد العُدَيْن المشهورة وقد ورد ذكره في العديد من المصادر التاريخية، يمر جنوب مدينة العُدَيْن ويعتبر من أجمل الأودية وقد تغنى به الشعراء والكتاب .
ب - المرتفعات الجبلية: وتنقسم إلى المرتفعات الشمالية والمرتفعات الجنوبية:
-المرتفعات الشمالية: ومنها جبال يَرِيْم وأشهرها جبل بني مُسلم الذي يرتفع عـن مستوى سطح البحر حوالي ( 3000 متراً ) غرب مدينة يَرِيْم على بعد حوالي ( 20 كيلومتراً ) ، ثم جبال ظفار وتقع جنوب شرق مدينة يَرِيْم على بعد حوالي(20 كيلومتراً) وهو مقر الدولة الحميرية بعد مأرب ، ثم جبال شخب عمار وكحلان في بلد خُبان ، وجبل المنار وهو شمال بَعْدان جنوب يَرِيْم ، ثم جبل بَعْدان وهو جبل مسنم يتجه من الجنوب إلى الشمال ، وبـه من الحصون الشهيرة حصن حَبّ ، وجبل حبيش الذي يقع غرب وادي السحول ، ثم جبال مشورة التي تقع جنوب حبيش من إبّ وكانت معقل الصليحيين وبها آثار قديمة ، وبالشرق منه جبل الخضراء الذي يطل على السيَّاني من الشرق ، وجبال صهبان ، ثم جبال العود التي تقع شرق بَعْدان ، ثم جبال صباح التي تقع شرق جبل العود ، وجبال مُريس التي تقع شمال شرق قعطبة.
المرتفعات الجنوبية: ومنها جبال العُدَيْن التي تقع في الجهة الغربية من محافظة إبّ ، وأشهرها جبال بني عوض شمال العُدَيْن ، وجبال بني مليك ، ثم جبال بلد الشهاري التي تقع جنوب شرق مدينة العُدَيْن ، وجبال المُذَيْخِرَه ، وحمير ، والأشعوب ، وجبل قُرعد وهي سلسلة من جبال التعكر والعنسيين ، تُكون هذه الجبال عموداً يفصل بين وادي نخلة ووادي عَنّه.
المناخ:
تتمتع محافظة إبّ بمناخ معتدل طوال العام ، وأمطارها غزيرة مصحوبة بالبرودة ، نتيجة هبوب الرياح الموسمية المشبعة ببخار الماء من بحر العرب من الجنوب الشرقي والجنوب الغربي للمحافظة، حيث يبلغ معدل تساقط الأمطار السنوي أكثر من (1000 مم) على المرتفعات الجبلية الغربية والجنوبية للمحافظة عند ارتفاع (1500 متراً عن سطح البحر).
لمزيد من المعلومات عن هذه المنطقة الجميلة وغيرها ؛ أنقر على هذا الرابط :
http://www.yemen-nic.info/gover/ibb/brife/
توجهنا من صنعاء إلى إب براً ..
عند وصولك إلى مدينة "يريم" الصغيرة -120 كلم جنوب صنعاء وارتفاعها 2.600 متر عن سطح البحر - تبدأ الأجواء في التغير نحو البرودة والأرض وقد بدت تكتسي خضرة وجمالاً
وأنت متجه إلى إب ستصادف حقل "كِتاب" الخصيب -2.550 متر عن سطح البحر -
شاهدت الحقول الزراعية يميناً وشمالاً وقد ارتوت من الأمطار الموسمية الغزيرة ولله الحمد
وشاهدت سيارات النقل الكبيرة وهي تنقل الخضروات للمحافظات
عند صعودك إلى جبل "سماره" الذي يصل بك إلى ارتفاع 2.800 متر عن سطح البحر ؛ ستشاهد حقل "كتاب" وقد رُسِم في لوحة جميلة ، وأنّا اتجهت يميناً وشمالاً بنظرك فستشاهد الخضرة وقد ازدانت
في أحايين كثيرة وغالباً ما تكون في بعد الظهر لربما تصادف الضباب يغطي جبل "سماره" وقد انتشر على شكل سحب منخفضة فوق حقل "كتاب" ويبدو لك المشهد وكأنك تحلق بالطائرة في الفضاء !
المنعرجات الوعرة بعضها " خطر جداً " ويلزمك القيادة بحذر شديد في الجو الصحو وعند الأمطار والضباب يكون أوكد ..
ستشاهد مثل هذه وأكثر ، يكون الشارع ضيقاً وفي طرفه منحدر سحيق !
كهذا المنعطف !
من المفترض أن نمر من أمام ذاك الجبل
وقد اقتربنا منه
البيوت تتناثر بين الحقول والخضرة تزداد شيئاً فشيئاً وقد جاوزنا رأس نقيل " سماره"
مدرجات ومنحدرات
الخضرة تكسو الجبال
البيوت الريفية تتناثر هنا وهناك
منحر جميل وخطير في نفس الوقت
الخضرة تكسو الجبال مع بعض المدرجات الزراعية
الأراضي الزراعية بدأت تظهر بشكل اوضح وقد نزلنا بسلام ولله الحمد من نقيل "سماره"
أحد الأودية التي تخترق الطريق وفيه بعض المياه الجاريه
الجمال ترعى في المناطق الخضراء وفوقها مناحل العسل
كما تشاهدون فالأرض رويانه من الأمطار الغزيرة التي هطلت يوم أمس الخميس 23 يوليو 2009 م
عند وصولنا لمدينة إب -1.900 متر عن سطح البحر - الساعة 11:15 ظهر الجمعة كانت الأجواء معتدلة جداً ورطبة والسحب الركامية تثور شرقاً وهي مميزة ..
وضعنا امتعتنا وصلينا صلاة الجمعة ثم ذهبنا للغداء ولفت انتباهي الأمطار الغزيرة التي غطت جبل بعدان شرق مدينة إب وأخذت صورة على الطاير ويبدو أنني اقتنصت صاعقة رعدية وهي نازلة على يمين الجبل
أخذنا راحة بعد الغداء ، وعند الرابعة عصراً قررنا الذهاب إلى منتزه "مَشْوَرَهْ" الذي يقع غرب مدينة إب بـ 5 كلم -2.300 متر عن سطح البحر-
مع العلم بأن أغلب معلوماتي عن مدينة إب هو من النت ! واستعنت بعد الله ببرنامج Google Earth لتحديد اتجاهات ومسافات المناطق التي أنوي الذهاب إليها !
عند سيرنا إلى منتزه "مَشْوَرَهْ" لفت انتباهي وبشكل كبير الخضرة الفاقعة عن يمين الطريق وخُيِّل لي أنني اكتشفت أجمل مكان في اليمن ، لكن لم يك بدّ من المضي قدماً في الذهاب إلى منتزه "مَشْوَرَهْ" لأني أشاهد رؤوس المزن وهي تنمو ،والمنتزه عباره عن رأس جبل مرتفع وما غربه وادٍ سحيق ومنحدر بشكل وعر جداً وهذا يمكنني من أخذ صور جميلة للتكوينات !
التقطت هاتين الصورتين للضاحية الغربية لمدينة إب على أمل العودة في الصباح الباكر لإشباع النظر منها !
وهذه على الطاير
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع >>>