السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة....
أليكم القصة
حل صياح المرتعد شيخ اليمنة من الجعافرة بنفر من جماعته ضيفا على قوم وكان من عادات أهل البادية إذا كانوا كثيرين فإنهم يتوزعون على البيوت لأن في ذلك تيسيرا على المضيف حتى يستطيع أن يقوم بواجبهم , وقد كان من نصيب صياح المرتعد أن يحل على أحد البيوت التي صاحبها لم يكن موجودا. حيث لاحظ صياح أن المرأة صاحبة البيت تخرج وتعود في حالة شديدة من الارتباك فاستغرب ذلك وعندما استوضح عن الأمر.أخبرته أنها في غاية الحرج. لأن ليس لديها ما تقدمه من طعام فهدّأ من روعها وطلب منها أن تضع القدر على النار حتى يرتفع الدخان , ولما فعلت طلب منها أن تحضر شيئا من الدهن ولم يكن لديها سوى دهن قديم أحضرته له , فما كان منه إلا أن دهن وجهه ويديه وطلب من جماعته أن يفعلوا مثلما فعل , ثم غادروا البيت.
صياح المرتعد طلب من المرأة أن تشعل النار ليشعر جماعته الذين تفرقوا بين البيوت الأخرى أن أهل البيت قاموا بواجبه , وتمسّح بالدهن لكي تبدو آثار الدسم ويصدقون أنه تناول وجبة دسمة , وقد أراد بكل هذا أن يستر على هذا البيت وهذا لطيب أخلاقه. والذي حدث بعد ذلك هو أن زوج المرأة عاد فأخبرته بما جرى , فأخذ شاة وأشهد من حوله أنها ذبيحة صياح المرتعد , ومرت سنوات وهي تتوالد حتى بلغت ثلاثين رأسا , فأرسل زوج المرأة على صياح وأخبره حين حضر أن له حقا وهذا حقه فقال صياح كان معي جماعة وأنا أقسمها عشرا لي وعشرا لجماعتي وعشرا للمرأة التي قامت بواجبنا , فقال زوج المرأة لك ماتريد
وقال له هذه الأبيات:
يا المرتعد واجبْك حق ٍ وصايــب = حق ٍ على اللي يعرفون المواجيـــب
وسّــــمْتها بحْضور كل القرايــب = ذبيحتك يا منقع الجود والطيــــــــب
لو ما بغينا ما علينا غصـــايــب = لا شك ضيف البيت له حق ومْصيب
جمّلتنا يا شوق ضافي الذوايــب = وذي عادة الطيب بسـتْر المعازيـــب
يفداك منهو ضاري ٍ بالسبايـــب = لا ضاف علّق بالمعزب كلاليــــــــب
جرّبْت شينات الدهَر والنوايـــب = والجود مْن الماجود مابه تكاذيـــــب
تُرفع لك البيضا بروس الجذايب = حيثك من اللي ينطحون المصاعيـب
مع أطيب التحية