فريق أميركي فرنسي يتعقّب تشكّل العواصف ببالونات لاختبار الطقس
تسيير البالونات المجهزة بأجهزة فوق مناطق تولدّ الأعاصير بالمحيط الأطلسي
بداية النص
باحثون يستعينون ببالونات ضخمة لاختبار الطقس
واشنطن، 5 أيلول/سبتمبر، 2006 – سيطلق باحثون أميركيون وفرنسيون بالونات ضخمة لاختبار الطقس محمّلة بحوالي 300 جهاز. وستطفو تلك البالونات فوق مناطق شاسعة من المحيط الأطلسي وأفريقيا، وذلك لاستكشاف ظاهرة تشكّل بعض من أخطر الأعاصير والعواصف العاتية.
وجدير بالذكر أن القطاع الشرقي الاستوائي من المحيط الأطلسي يبعد عن المنطقة الخاضعة لرصد الطائرات الأميركية التي تتعقب الأعاصير، كما أن لدى العاملين في الأرصاد الجوية مهارات قليلة في مجال التنبّؤ بأي من هذه العواصف المتكوّنة هناك قد تتبدّل فتتحوّل إلى إعصار، كما يقول العلماء المختصون بالأرصاد الجوية.
وقد تم إطلاق أول بالون مزود بأجهزة - وهي المناطيد الطوافة المستخدمة في دراسة حرارة وحركة الهواء العلوي ويطلق عليها اسم "دريفتسوند"- من زيندر بجمهورية النيجر اأافريقية يوم 28 آب/أغسطس، حسبما جاء في بيان صحفي للمؤسسة القومية للعلوم في الولايات المتحدة بتاريخ 31/8.
وستطلق سبعة بالونات مشابهة أخرى من المنطقة نفسها حتى نهاية أيلول/سبتمبر الحالي، فوق المحيط الأطلسي في عملية متزامنة مع أوج الفترة التي تتشكل فيها الأعاصير في المناطق الاستوائية منه.
وقال كليف جيكوبز الذي يشرف على الدعم المقدم للمركز القومي لأبحاث الأرصاد الجوية، ومقره كولورادو، إن "البيانات والمعلومات التي تجمعها البالونات المزودة بالأجهزة (دريفتسوند) يتوقّع أن تصف طبيعة الأحوال التي إما تشجّع أو تقمع تكّون الأعاصير."
وقد قام علماء في المركز المذكور وزملاء فرنسيون لهم في المركز الوطني (الفرنسي) لدراسات الفضاء بتطوير بالونات الاختبار (دريفتسوند) فيما موّل الأبحاث كل من المؤسسة القومية للعلوم التي ترعى المركز القومي لأبحاث الأرصاد الجوية، والإدارة الوطنية للمحيطات والأجواء في الولايات المتحدة.
وستنطلق هذه البالونات بفعل الرياح من أفريقيا إلى منطقة البحر الكاريبي على علو ما بين 20 ألف إلى 21 ألف متر، حيث تسود رياح شرقية خفيفة. وسيسقط كل بالون بواسطة باراشوت أو مظلة هبوط جهازا يسمى (دروبسوند) مرّتين في اليوم، لكي يستشعر الجهاز حالة الطقس خلال هبوطه الذي يستغرق 20 دقيقة ثم يبعث ببيانات إلى البالون، ومنه إلى العلماء، بواسطة الأقمار الصناعية.
وسيتحكم العلماء في العملية من مركز العمليات في باريس. فإذا بدأت ظاهرة جوية في الظهور والتطور سيكون بمقدور العلماء أن يصدروا تعليمات للبالون كي يطلق المزيد من أجهزة "دروبسوند" – بمعدل مرة كل ساعة، إذا لزم الأمر.
وقد وقع الاختيار على مركز الإطلاق ليكون في جمهورية النيجر لدراسة الظواهر الجوية الضعيفة التي تعرف بالموجات الشرقية والتي تكون بمثابة "النواة" بلنسبة للأعاصير.
وتتحرك عشرات الموجات من هذا القبيل عبر أفريقيا إلى المحيط الأطلسي بين خطوط العرض المقسمة للكرة الأرضية من 10 إلى20 شمال خط الاستواء. ويتطور القليل من تلك الموجات فيتحوّل إلى أعاصير وعواصف استوائية، يصل بعضها إلى السواحل الأميركية على المحيط الأطلسي وخليج المكسيك، بالإضافة إلى منطقتي البحر الكاريبي وأميركا الوسطى.
ويقول ديفيد بارسونز العالم في مركز الأبحاث الجوية وهو منسق البرنامج من الجانب الأميركي: "ستوفر آلات دريفتسوند بيانات ومعطيات فريدة من نوعها حول الأحوال التي تؤدي إلى تشكل الأعاصير في الأطلسي. فهي تطوف بسرعة قريبة من سرعة حركة الموجات الشرقية؛ وهكذا فإنها تظل طافية فوق تلك الموجات لترصد حركتها منذ مراحلها الأولى."
ولغرض صنع جهاز الدريفتسوند كان لزاما على العلماء والمهندسين والميكانيكيين أن يتغلبوا على العديد من العقبات. فقد اقتضى أن تكون كل آلة دريفتسوند قوية إلى درجة تمكنها من أن تتحمل حالات البرد القارص في الطبقات العليا من الغلاف الجوي على مدى أيام (حيث سجلت درجة الحرارة 62 درجة مئوية تحت الصفر) هذا إلى جانب ضوء الشمس المركز في طبقات الجو العليا الرقيقة الضعيفة.
ومن أجل أن يكون نشر البالونات عمليا ومنحفض التكلفة، اقتضى أن يكون النظام مزودا بآلات خفيفة الوزن ومنخفضة الكلفة ومتوفرة، وقادرة على العمل بصورة يمكن الاعتماد عليها في درجات الحرارة القصوى (ارتفاعا أو انخفاضا) وفي ظروف الضغط المنخفض، وأن تكون قوتها منخفضة جدا.
وفي ضوء طبيعتها المرنة وغير المكلفة نسبيا، يعتقد العلماء أن البالونات أو المناطيد الطوافة المزودة بأجهزة (دريفتسوند) قد تصبح في وقت قريب طريقة شائعة لرصد ودراسة أنواع عديدة من الطقس في جميع محيطات الكون ومناطقه النائية.