بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس التاسع
أحكام القضاء
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لااله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وأصحابه وإتباعه بإحسان
" يأيها الذين امنوا اتقوا حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون "
" يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجال كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا "
" يأيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما "
أما بعد
فإليك أيها المسلم بعض أحكام القضاء لمن افطر في رمضان
كل من عليه أيام من رمضان يلزمه أن يقضيها قبل رمضان القادم
"فإذا أفطر يومين أو ثلاث أو أكثر وجب عليه القضاء ولا يلزمه التتابع إن تابع فهو أفضل وإن لم يتابع فلا حرج
وله أن يؤخر القضاء إلى شعبان فإن جاء رمضان الثاني ولم يقضها من غير عذر أثم بذلك وعليه القضاء مستقبلاً مع أطعام مسكين عن كل يوم كما أفتى بذلك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومقدار الطعام نصف صاع عن كل يوم من قوت البلد يدفع لبعض المساكين ولو واحدا .
أما إن كان معذوراً في التأخير لمرض أو سفر فعليه القضاء فقط ولا إطعام عليه لعموم قوله سبحانه" ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر "
تنبيه
إذا أفطر المسلم في رمضان لمرض ومات في مرضه فليس عليه شيء لا قضاء ولا إطعام لأنه معذور ولم يتمكن من القضاء
وهكذا المسافر إذا مات في السفر أو بعد القدوم مباشرة فلا يجب القضاء عنه ولا الإطعام لأنه معذور شرعاً .
أما من شفي من المرض وتساهل في القضاء حتى مات أو قدم من السفر وتساهل في القضاء حتى مات فإنه يشرع لأوليائهما وهم الأقرباء – القضاء عنهما لقول النبي صلى الله عليه وسلم" من مات وعليه صيام صام عنه وليه
ولما روى الإمام أحمد رحمه بإسناد صحيح عن أبن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أمي ماتت وعليها صوم رمضان أفأصوم عنها؟ قال: أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ أقضوا الله فالله أحق بالوفاء "
فهذا الحديث والذي قبله و ما جاء في معناهما كلها تدل على أن الصوم يقضى عن الميت سواء كان نذراً أو صوم رمضان أو كفارة في أصح أقوال أهل العلم .
فإن لم يتيسر من يصوم عنهما أطعم عنهما من تركتهما عن كل يوم مسكين نصف صاع ومقداره كيلو ونصف على سبيل التقدير كالشيخ الكبير العاجز عن الصوم والمريض الذي لايرجى برؤه وهكذا الحائض والنفساء إذا تساهلتا في القضاء حتى ماتتا فإنه يطعم عنهما عن كل يوم مسكين إذا لم يتيسر من يصوم عنهما ومن لم يكن له تركه يمكن الإطعام منها فلا شيء عليه لقول الله عز وجل "لايكلف الله نفساً إلا وسعها"
وقوله " فأتقو الله ما استطعتم
واسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وان يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وان يهدينا جميعا صراطه المستقيم وان يجعلنا وإياكم من المسارعين إلى كل خير والمتباعدين عن كل شر وان يوفق ولاة أمرنا لكل خير وان ينصر بهم دينه وان يصلح لهم البطانة وان يعينهم على كل خير وان يعيذهم من كل شر وان يوفق جميع المسئولين لكل ما فيه رضاه والى ما فيه صلاح العباد والبلاد كما اسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وان يولي عليهم خيارهم وان يصلح قادتهم وان يمنحهم الفقه في الدين والثبات عليه انه سميع قريب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله..
تقبل الله منا ومكم وغفر لنا ولكم