
الوكالة العربية لاخبار الفلك والفضاء:
ملهم محمد هندي:
في آخر المناسبات الشهابية في السنة الميلادية تترك السماء ظلمتها الحالكة و سكونها المهيب لتضاء بخيوط ذات ألوان جميلة تتناثر كالمطر في السماء , فتعتبر فترة 6-17 ديسمبر من أجمل و أكثر الفترات كثافة للشهب التي تتساقط على الأرض طوال العام , ويمكن ملاحظة هذه الشهب في كوكبة الجوزاء ( الجبار) و تكون منبعها من كوكبة التوأم , لذلك سماها العرب منذ أن تم رصدها في عام 1279هـ بالجوزاء إلا أن الدراسات اللاحقة استطاعت أن تحدد منبع هذه الشهب من كوكبة التوأم ويطلق عليها حاليا بالتوأميات ,
تتميز هذه الشهب بأنها فريدة من نوعها وذلك بسبب مصدرها في هذه المنطقة الذي يعود لكويكب (فيثون3200 ) الذي يعتقد أنه كان موجود في حزام الكويكبات بين المشتري والمريخ إلا أن تصادماً حدث بينه وبين كويكب آخر أرسله في مدار حول الشمس يتقاطع مع مدار الأرض قبل أن يختفي في الفضاء منذ سنوات ,
ولشهب الجوزاء نمط مغاير لبقية الشهب حيث يمكن رؤيتها في جميع أنحاء السماء وذات سرعات منخفضة مقارنة ببقية الشهب تصل إلى 30كلم/ث تسهل رؤيتها ورصدها، كما أن لها ألوان مائلة للون الأصفر، وذلك يعود لمكونات مصدرها من الكويكب ( فيثون) وليس كبقية الشهب التي تكون مصدرها مذنبات ,
تبدأ هذه الشهب بالتساقط هذه السنة من يوم 22 محرم حتى 6صفر و تزدات وتيرتها حتى تصل لذروتها فجر الجمعة 1 صفر بغزارة تصل إلى 120 زخة شهابية في الساعة إلا أن بعض الدراسات التي تتبعت شهب الجوزاء على مدرا السنوات الماضية، لاحظت وتيرة متزايدة عن كل سنة لذا تتوقع أن تكون الذروة بـ 200 زخة في الساعة هذا العام ,
ويمكن ملاحظة الشهب في المملكة تقريبا من الساعة 8 مساءً مع شروق الكوكبة النجمية التوأم , ويستمر مشهد الهطل الشهابي حتى ساعات الفجر أفضل وقت لرصدها ,
وللتوأميات هذا العام موعد مميز مع عدم وجود القمر ليلاً وهو في طور الهلال الوليد بعمر لا يزيد عن 10 ساعات لذلك ستكون السماء منفردة لعرض التوأميات و لن تتكرر هذه المصادفة مع القمر الوليد إلا في عام 2015م , ولا يحتاج لرصدها تلسكوبات بل يمكن مشاهدتها بالعين المجردة في السماء المظلمة بعيدا عن تلوث المدن الغازي والضوئي.
ملهم محمد هندي
الباحث الفلكي - بقسم علوم الفلك و الفضاء بجامعة الملك عبد العزيز بجدة