تشهد تونس منذ أربعة أيام موجة برد غير مسبوقة تهاطلت خلالها كميات كبيرة من الثلوج في عدة مناطق من البلاد حتى الصحرواية منها.
وغطى كساء أبيض ناصع السهول والهضاب والجبال والصحراء في مشهد غير اعتيادي على التونسيين، الذين تسارعوا إلى التقاط الصور التذكارية ورسم منحوتات ثلجية مختلفة كانت إحداها للرئيس المؤقت منصف المرزوقى وهو يرتدى برنسه البني.
ورغم المشاهد الممتعة للثلوج، إلا أنّها أخفت في طياتها وضعا إنسانيا كارثيا في عدة مناطق تهاطلت عليها كميات كبيرة من الثلوج لاسيما في ولايات الشمال والوسط الغربي التي تعد من أفقر جهات البلاد.
وكانت معتمدية عين دارهم التي لا تزال تشهد تهاطل الثلوج من أكثر المدن تضررا إذ بلغ سمك الثلوج 100 صنتمترا.
وعزلت تماما بقية المناطق بعد انقطاع الطرقات المؤدية إليها رغم الجهود التي تبذلها المصالح المختصة لإزالة الثلوج عن الطرقات وإيصال المساعدات التي تكفل بها الاتحاد الوطني للتضامن وعدد من مكونات المجتمع المدني.
كما زادت موجة البرد هذه من معاناة الفقراء وسكان المناطق الريفية والجبلية والذين لم يجدوا ما يكفيهم من وسائل تدفئة ومن مواد غذاية وأدوية.
وقد قررت الحكومة المؤقتة إحداث خلية أزمة لمتابعة الأوضاع بمناطق الشمال الغربي خاصة في عين دراهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
واتجه حمادي الجبالى رئيس الحكومة الموقتة صباح الثلاثاء إلى جندوبة للوقوف على حقيقية الوضع هناك وبحث الإجراءات الضرورية لمساعدة المناطق المنكوبة.
ونفت مصادر حكومية وفاة أي شخص جراء تساقط الثلوج إلى حدّ الآن علما وانّ الدولة الجارة، الجزائر، شهدت سقوط عشرات الضحايا بسبب تساقط الثلوج وموجة البرد القارس التي تجتاح المنطقة.
ويمكن ان يؤدي استمرار هطول الثلوج وتدني درجات الحرارة في الأيام القادمة إلى مفاقمة الأوضاع السيئة ومع ذلك فإن المواطنين ما زالوا يستمتعون بالمشاهد الطبيعية النادرة ويلتقطون الصور للذكرى.
وحاول المصدر تجميع ما أمكن من الصور الملتقطة بعدسات المواطنين والمنشورة في موقع الفايسبوك لتقديمها للقراء وتعميم الإفادة مع الشكر المسبق لكل من ساهم في التقاط هذه الصورة الممتعة.
</td></tr></tbody></table>