أوضح الدكتور وهيب عيسى الناصر، أستاذ الفيزياء بجامعة البحرين، ورئيس القسم العربي للجمعية العالمية للطاقة الشمسية، أن شتاء عام2007كان خصباً بالأمطار، سواء في البحرين أو في دول الخليج الأخرى. كما أن مستوى الأغبرة قد ازداد نسبياً، خصوصاً الغبار الآتي من السعودية والعراق.
وأضاف في حوار لهنا البحرين أن شتاء عامي 2007 و2008 سيكونان شديدي البرودة وسيكون الصيف معتدلاً بسبب قلة البقع الشمسية.
} لقد نزلت أمطار كثيرة على مملكة البحرين والخليج مؤخراً، فما سبب تغير المناخ في الخليج منذ العام الماضي؟{ هذا العام كان خصباً بالأمطار، سواء في البحرين أو في منطقة الخليج. كذلك شهدت المنطقة أمطاراً كثيرة وغيوماً وافرة. والغريب أن مستوى الأغبرة قد ازداد نسبياً، خصوصاً الغبار الآتي من السعودية والعراق؛ إذ إن المتوقع أن الأمطار قد ثبتت الأرض. لكن يبدو أن أشكال الغيوم هي السبب، فكلما كانت من النوع الركامي الهائل كلما هبطت منها رياح شديدة السرعة تنثر الغبار وتحدث عواصف شديدة. وقد ذكرت في دراسة علمية مُـحكمة منشورة في مجلة أمريكية في عام 4002م بأن شتاء عامي 2007م و2008م سيكون شديداً نسبياً والصيف معتدلاً، وذلك لأن خلال هذه الفترة تكون نسبة الأشعة الكونية عالية بسبب انخفاض نسبة المجال المغناطيسي الشمسي، وهذا راجع إلى قلة البقع الشمسية. ولقد وجد العلماء أن الأشعة الكونية هذه تساعد على تكوين الغيوم، وبالتالي الأمطار. ويجب ملاحظة أن بعض الغيوم (المرتفعة) تعكس أشعة الشمس فتبرد الأرض وبعض الغيوم (الواطئة) تمتص أشعة الشمس وتشعها للأرض فتسبب حرارة.
} هناك تغيير في مناخ دول المنطقة كلها، فقد نزلت بعض الثلوج في إمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، فما السبب؟
{ علمياً، لا يسقط الثلج إلا إذا كانت درجة حرارة سطح الأرض أقل من الصفر، على الأقل سالب 5 درجة مئوية. أما (الْـبِـرِدي) فإنه يتطلب غيوماً رعدية (نمبوكيوملس)، وهذه ممكن أن تحدث في أي وقت وأحياناً بكثرة في الربيع أو بداية الصيف، فقد هطل (بردي) في أوج أغسطس في البحرين قبل 4 سنوات تقريباً. وسبب هذه الظاهرة الغربية للطقس يعود لأسباب كثيرة، من بينها الاحتباس الحراري أو الاحترار العالمي، بسبب زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان وربما بخار الماء وأكاسيد النيتروجين. كل هذه الأمور أدت إلى زيادة في درجة حرارة كوكب الأرض حوالي 5ر0 درجة مئوية، وهذا سبب زيادة في الإنتروبيا، وقد تولد عن ذلك فوضى أي تغيير في مسارات الهواء وتيارات الماء وغيرها. كما أن المد العمراني وزيادة الشوارع المعبدة سببا زيادة الحرارة في المدن، حيث يتدفق الهواء الحار بعنف للأعلى وتتكون غيوم هائلة الارتفاع وبالتالي ينتج عن ذلك أمطار ورياح وحرارة.
} ما علاقة الزلازل والتسونامي بكل ذلك؟
{ ليس للزلازل ولا التسونامي دخلٌ في تغيير المناخ إلا ربما قليلاً. إن منشأ الزلازل هو تيارات الحمل في وشاح الأرض، حيث يرتفع الوشاح الحار ويحل محله البارد بحركة دورانية، وفي كل مرة يرتطم الهواء الحار بالصفائح الأرضية فيسبب اهتزازات؛ لذلك يبلغ عدد الهزات الأرضية مليون هزة سنوياً، ولكن هناك حوالي 03 هزة بدرجة 4 ريختر سنوياً، والباقي تستشعره أجهزة رصد الزلازل. أما التسونامي فهو يحدث عندما يقع الزلزال في قاع المحيطات، فتتحرر طاقة الزلزال مسببة موجات عاتية شاهقة يصل ارتفاعها إلى 03 متراً، فتدمر البيوت والمنشآت، والوقاية منها هو الابتعاد عن السواحل واللجوء إلى المناطق المرتفعة.
} ما دور الشمس في تغيُّـر الطقس؟
{ الشمس هي مصدر الطاقات ومصدر كل التقلبات الجوية ؛ فهي مصدر الحرارة ، وهي الكتلة الهائلة التي تؤثر على جذب الأرض والكواكب الأخرى . وحقيقة أي نشاط شمسي ينعكس على غلاف الجو الأرضي فيتغير الطقس، وأحيانا مزاج الإنسان.
} هل نحن ماضون إلى حقبة البرد في بعض مناطق العالم والتصحر في أخرى؟
{ إن المؤشرات العلمية تشير إلى إمكانية حدوث ذلك لسببين، أحدهما تحرك صفائح الأرض بواقع 1 مللم سنوياً والثاني هو تغير المناخ بسبب العبء البشري وكذلك بسبب تكون جبال جديدة ووديان نتيجة تحركات صفائح الأرض.
} في حالة تحقق نظرية الانحباس الحراري، هل يمكن أن تذوب الثلوج في القطب الشمالي أو الجنوبي وجبال الهملايا؟ وماذا سيكون تأثير ذلك على البحرين والخليج؟
{ سيكون هناك تأثير؛ فلو ذاب الجليد لارتفع منسوب البحر . ولو زاد هذا المنسوب على 01 سم، فإن حوالي 51% من أراضي البحرين ستغمرها، أما لو بلغ حوالي متر فإن 06% من أراضي البحرين ستنغمر بالمياه، وهذا سيسبب كارثة. لذا يجب أن نأخذ قضية الاحتباس الحراري مأخذ الجد. علينا أن نرفع من مستوى سواحل البحرين، وذلك بدفن حوالي 5ر0 كم بارتفاع 2 متر. كما أن زيادة الحرارة تسبب أعاصير وهروب غازات من الجو (الأوكسجين) وأضراراً أخرى، وبهذا فإن هذا العمران غير المواكب للبيئة سيمتص حرارة الشمس أكثر وتتطلب تبريداً أكثر، وبالتالي تلوثاً أكثر، وهذا يعني أننا نحتاج إلى مبانٍ موائمة للبيئة في مواد بنائها وتصميمها