( صاحب المحجن؟؟؟)
النبي صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس ازدلف إلى محرابه وصلى إماما في أثناء صلاته تأخر إلى الوراء قليلا ثم حدث الناس بعد الفراغ من الصلاة وأخبرهم بأمور عده قال كل شئ توعدون به رأيته في صلاتي هذه حتى النار رأيتها أمامي ولأجل ذلك تأخرت خوفا من أن يأتيني لفحها ثم قال وجدت فيها أصحاب المعاصي كلهم حتى رأيت صاحب المحجن يجره قصبه في النار حتى رأيت صاحب المحجن يجره قصبه في النار صاحب المحجن طبعا النبي صلى الله عليه وسلم يكلم الناس على معهود ذهني أنت الآن أقول لك صاحب المحجن تقول من صاحب المحجن كل الناس عندهم محاجن لكن النبي صلى الله عليه وسلم يكلم الناس على معهود ذهني صاحب المحجن رجل مشهور كان في الجاهلية اسمه عمرو بن مالك هذا عمرو عنده عصا فيها محجن يعكفها المحجن معروف معكوف والعصا طويلة وفي أعلاها محجن ويجلس للحجاج والمارة في الطريق فإذا مر رجل معه متاع علق محجنه في المتاع فيعلق متاع الرجل المار في المحجن فيصبح عنده فالرجل هذا واحد من اثنين إن فطن وتنبه ورجع يسأل عن متاعه اعتذر له عمرو هذا بأن المتاع علق بالمحجن قدرا صدفة أنا آسف ويعطيه المتاع ويمشي وإن كان الرجل لم يفطن ولم يتنبه أخذ المتاع ومكث دهره كله لايعرف إلا خواصه حتى اشتهر ينجم عن هذا أن من أعظم أسباب دخول النار بعد الكفر كما سيأتي هي قضية ظلم العباد وأخذ حقوقهم من أعظم أسباب دخول النار ـ عياذا من ذلك ـ في الصغير في الأمر الحقير أو في الأمر الكبير ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الذي يأخذ شبر {يطوق بسبعة أراضين} وهو أخذ شبر وقال في الظلم {ولو عودا من آراك } لأن حقوق الناس لا يجوز شرعا لأحد أن يأخذها ويقتحمها وينالها بأي طريقة علموا ذلك أو لم يعلموا يستغل الإنسان جاه أو غيره يؤيد هذا أنه صلى الله عليه وسلم قال : { صنفان من أهل النار لم أراهما ـ ثم قال ـ قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات عليهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها } نأتي في الأول قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس قال الإمام القرطبي رحمه الله وهذه السياط موجودة عندنا في المغرب إلى الآن هذا في زمنه قال صديق حسن خان في يقظة أولى الاعتبار رحمة الله تعالى عليه وهو جاء متأخرا عن القرطبي قال بل هذه السياط وهؤلاء الناس موجودون في كل زمان ومكان وهي عند أهل الثراء والجاه والسلاطين أكثر من غيرهم موضوع الشاهد الربط بين الحديثين قضية أن ظلم العباد أيا كان من أعظم أسباب دخول النار..