السبت23_1_2010
عمان (بترا)- يطرأ ارتفاع قليل على درجات الحرارة اليوم ويكون الطقس لطيفا نهارا مع ظهور السحب المتوسطة والعالية وتتكاثر الغيوم تدريجيا في ساعات الليل حسب دائرة الارصاد الجوية.
اما يوم غد فتتأثر المملكة بكتلة هوائية باردة مصاحبة لمنخفض جوي يتمركز فوق جزيرة قبرص ويطرأ انخفاض على درجات الحرارة وتسقط الامطار في شمال ووسط المملكة تمتد تدريجيا الى باقي المناطق . ويشتد الهطول اثناء الليل ويكون مصحوبا بالرعد وتساقط البرد ويحتمل سقوط زخات من الثلج فوق المرتفعات الجبلية العالية اثناء الليل خاصة في المناطق الجنوبية اما الرياح فتكون غربية معتدلة الى نشطة السرعة مع هبات قوية احيانا. ويوم الاثنين تبقى المملكة تحت تأثير الكتلة الهوائية الباردة المصاحبة للمنخفض الجوي ويطرا انخفاض على درجات الحرارة ويكون الجو غائما وماطرا ومصحوبا بالرعد وتساقط البرد ويحتمل سقوط زخات من الثلج فوق المرتفعات الجبلية والعالية خاصة الجنوبية وتكون الرياح شمالية غربية نشطة السرعة مع هبات قوية احيانا. وبالنسبة لدرجات الحرارة المتوقعة اليوم فتكون العظمى 16 والصغرى 7 درجات مئوية اما يوم غد فيتوقع ان تكون العظمى 12 والصغرى 6 درجات مئوية .
======================================================
منقول يتحدث الشارع الأردني هذه الأيام عن "ثلجة" قوية مُفترضة ستضرب المملكة الأسبوع القادم، بل و منهم من بدأ يتجهز لهذه "الثلجة" و التي وصفها بعض الأشخاص بأنها الأقوى منذ عقود، و لكن عِلمياً، يتبادر إلى البعض هل تساقط الثلج خلال الأسبوع المُقبل مُمكناً، و هل فعلاً هذه "الثلجة" –المُفترضة- الأقوى منذ عقود؟؟
بدايةً سيؤثر على المملكة إعتباراً من يوم الأحد المُقبل منخفض جوي، و تُشير الخرائط بأن هذا المنخفض سيكون الوحيد خلال الأسبوع القادم، حيث يُتوقع أن تستقر الأجواء اعتباراً من الثلاثاء القادم، و بالتالي أي حديث عن فرصة تساقط للثلوج سيكون ضمن فترة تأثير هذا المنخفض و التي تمتد ما بين الأحد و الاثنين مساءً.
سأستعرض معكم بعض الحقائق العلمية البسيطة حول دفة التوقعات التي تفوق الخمسة أيام؛ فعادة خرائط نماذج التنبؤات الجوية العددية و التي يتم الاعتماد عليها في التنبؤ الجوي للأيام القادمة تكون دقتها عالية (تتراوح ما بين 75 إلى 90%) في اليومين القادمين، في حين اليومين الثالث و الرابع تنخفض الدقة إلى حدود (60-75%)، أما بعد اليوم الرابع أي الخامس وما بعد فيحدث إنخفاض حاد في الدقة فتصبح في بعض الأحيان أقل من 40%.
إذاً نسبة الدقة الحالية تقريباً لتوقعات المنخفض القادم تتراوح ما بين (40 إلى 60%) و هي نسبة مُتدنية نوعاً ما في علم الأرصاد الجوية، و عليه سأذكر إجابة للعنوان لاحقاً و لكن على القارئ معرفة أن هذه الإجابة لن تتجاوز دقتها 60% و حتى و إن جاءت صحيحة.
**منخفض الأحد بإذن الله:
تندفع بمشيئة الله يوم الأحد المُقبل كتلة هوائية باردة "قُطيبة المنشأ" في طبقات الجو كافة تترافق مع تعمق منخفض جوي إلى الشمال الغربي من سوريا.
ذِكر أن الكتلة الهوائية الباردة هي "قطبية المنشأ" لا يجب أن تعني فوراً تساقط الثلوج و حدوث "الثلجة" فكثير من الكتل الهوائية القطبية تصل المملكة و تكون فقدت العديد من شروطها التي تجعلها ثلجية.
و يُتوقع أن تهطل بمشيئة الله الأمطار خاصة في المنطقتين الشمالية و الوسطى، مع اشتداد كبير في سرعة الرياح، كما و تمتد الأمطار مساءً وفي ساعات الليل إلى المناطق الجنوبية من المملكة.
**خصائص الكتلة القطبية:
في منتصف نهار الأحد حدود الهواء البارد الكافي لهطول ثلوج على مناطق مرتفعة (مثلاً أعلى من 800 متر) سيكون في جنوب جزيرة كريت؛ بالطبع هذا الأمر غير مناسب بشكل جيد لحدوث ما يُسمى ب"الثلجة" نظراً لمرور الكتلة الهوائية القطبية و الهواء المُترافق معها مسافة كبيرة فوق البحر الأبيض المُتوسط قُبيل وصولها إلى المملكة وبالتالي ترتفع درجات حرارة هذه الكتلة القطبية بشكل كبير مما يفقدها جزء كبير من برودتها.
**ماذا بعد؟
تتحرك هذه الكتلة القطبية مع ساعات فجر الاثنين إلى الشرق و بالتالي تعبر المملكة، و لكن كما ذكرت سابقاً ستكون فقدت شروط أساسية كونها قطعت مسافة كبيرة فوق مياه البحر الأبيض المُتوسط.
ما سبق يعني أن المناطق التي ترتفع 800 متر عن سطح البحر (أجزاء واسعة في العاصمة عمان) تكون فرصة أن ترى ثلوج مُتراكمة بناءً على آخر المعلومات المُستلمة ضئيلة، و قد تشهد هذه المناطق فقط مُجرد زخات ثلجية "غير مُؤثرة".
المرتفعات الجبلية العالية و التي ترتفع 1000 متر عن سطح البحر فُرصتها أكبر أن ترى ثلوج قد تكون مُتراكمة بشكل محدود، و كل ما ارتفعنا أكثر تزداد فرصة تساقط و تراكم الثلوج، بحيث أن المرتفعات الجبلية العالية الجنوبية و منطقة رأس مُنيف في عجلون (المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 1200 متر) قد ترى ثلوج مُتراكمة فجر الاثنين إذا توفر هطول كافي حينها.
إذاً ما يُسمى ب"الثلجة" في أذهان الأردنيين (تراكم الثلوج و إغلاق الطرق في العاصمة عمان و "العطلة" و غيرها من الأمور) غير مدعوم الأسبوع المُقبل بشروط علمية كافية تؤكد صِحة هذه المعلومات.
نسأل الله المزيد من الأمطار و الثلوج، و أ ُذكّركم بأن هذه التوقعات نسبة دقتها ما بين 40 و 60% (و هي نسبة مُتدنية كما ذُكِر آنِفاً) و قد تتغير سلباً أو إيجاباً في أية لحظة و بالتالي يجب مُتابعة النشرات الجوية أولاً بأول؛ و لكن حتى الآن قد تكون مثل هذه التوقعات الغير مُستندة إلى أُسس علمية لها أضرار أكثر من فوائد، فقد تؤثر على الضغط "الغير مُبرر" على المواد التموينية و المحروقات و غيرها من الأمور التي نحتاجها في "الثلجة الحقيقة".
و الله من وراء القصد.
منقول من موقع محمد شاكر <!-- / message -->