بريطانيا مقبلة على شهر جليدي وشتاء استثنائي
لم يُعرف عن الطقس في بريطانيا أنه من النوع الذي يمكن التنبؤ بتقلباته الفجائية. وفي هذا الصدد يقول علماء الأرصاد الجوية إن العام الحالي سيكون ضمن السنوات المشهود لها بشتاء قاس يأتي قبل موعده بحيث يحل محل الخريف الذي يسبقه.
ويتنبأ خبراء الأرصاد في مركز «إيكزاكتا ويذار»، المتخصصين في التنبؤ بحالة الطقس على المدى البعيد، بأن يشهد اكتوبر المقبل تساقط الثلوج - على غير العادة في مثل هذا الوقت - وأن تلف البلاد موجة غير مألوفة من البرد منذ ذلك الحين وإلى نهاية فصل الشتاء الرسمي في مارس المقبل.
والأربعاء نقلت وسائل الإعلام البريطانية عن جيمس مادن، وهو أحد اولئك الخبراء، قوله: «ستشهد بريطانيا في عمومها موجة من البرد غير المألوف في ذلك الوقت من السنة. لكن أجزاء كبيرة منها ستعاني من تساقط الجليد بأقدار تختلف من منطقة الى أخرى، منذ اكتوبر أو نوفمبر على الأكثر».
وأضاف قوله: «نتوقع هبوط درجات الحرارة خلال ديسمبر ويناير وفبراير الى مستويات غير مألوفة تؤدي الى تساقط الجليد بشكل غزير خاصة في الفترة نوفمبر إلى يناير». وأرجع مادن السبب في هذا الى هبوب الرياح القطبية الآتية الى بريطانيا من جهتي الشرق والشمال الشرقي.
ومن جهته حذر مكتب الأرصاد القومي من «شتاء غير مألوف منذ بدايات اكتوبر عندما يصبح الصقيع الليلي هو المسيطر». وقال إن منطقتي الميدلاندز (وسط انكلترا) والجنوب الشرقي (حيث العاصمة لندن) ستعانيان بشكل خاص من هذا الشتاء الاستثنائي.
يذكر أن بريطانيا ظلت تشكو قسوة الشتاء بانتظام في السنوات القليلة الماضية. وفي فبراير 2009 بلغ الأمر حد تعطل شبكة المواصلات الحديدية وأغلقت الطرق السريعة والمطارات في وجه الحركة. وبلغ الأمر في لندن حد غياب البصات الحمراء الشهيرة التي خلت منها شوارع المدينة تماما وهذا للمرة الأولى في تاريخها.
وكان شتاء 2009 استثنائيا حقا إذ لم تشهد له بريطانيا مثيلا منذ العام 1991. ورغم أن خبراء الأرصاد حذروا في ذلك العام من شتاء قارس - كما يفعلون الآن - فقد أخذت البلاد، وخاصة العاصمة، على حين غرة. وفي وجه الانتقادات التي هبت من سائر النواحي قال عمدة لندن بوريس جونسون إن الثلوج نفسها لم تكن هي المشكلة وإنما الكميات والسرعة التي تساقطت بها. ففي غضون ساعات قليلة تراكم الجليد بما بين ست بوصات في وسط لندن الى 12 بوصة في أطرافها وفوق ذلك في ضواحيها.
ومضى العمدة، المفترض فيه الإمساك بدفة القيادة في «الملمات»، يدفع بحتمية ما حدث قائلا إن المدن، مثل نيويورك وكوبنهاغن وستوكهولم التي لا يعطل الجليد حياتها اليومية، معتادة عليه وتملك المعدات اللازمة للتصدي له مثل الكاسحات وغيرها. ولندن والمدن البريطانية الأخرى لا تدخل في هذه الزمرة لأن الجليد ليس بالضرورة جزءا معتادا من شتائها.