الموقع الفلكي : 
 
تقع بين منزلة الهقعة في كوكبة الجوزاء ( الجبار ) في الجنوب الغربي ، وبين منزلة الذراع ، وبرج الجوزاء شرقا شمال خط الاستواء السماوي ، على الطرف الغربي للطريق اللبني ( درب التبانة ) ، جنوب المجرة ( مدار البروج ) . 
 
وأفضل وقت لرؤيتها مساء في فصل الشتاء في شهر شباط ( فبراير ) .
 
وقت طلوعها : 
 
تنزلها الشمس ظاهريا بداية من يوم 16 تموز ( يوليو ) ، لنهاية يوم 28 تموز ( يوليو ) .
( لمدة 13 يوما ) . 
الموافق 8-9-1434ه الى 20-9-1434هـ
المميزات الفلكية : 
 
هي خمسة أنجم على أثر الهقعة في المجرة ( تأخذ شكل الصولجان ) أربعة منها على خط مستقيم ، 
الثالث منها يسمى ( قوس الجوزاء ) ، والخامس منعطف إلى جهة الجنوب مقدار شبر في رأي العين . 
وسميت هنعة لانعطافها أخذاً من قولهم: 
هنعت الشيء إذا عطفته . وبعضهم يسميها التحية وهي عند أصحاب الصور خلاف لأحد التوأمين المعبر عنهما بالجوزاء .
 
يقال :
الهنعة قوس الجوزاء يرمى بها ذراع الأسد .
 
وقائل ذلك يزعم أنها ثمانية أنجم في صورة قوس من مقبضها النجمان اللذان يقال لهما : الهنعة .
 
وبعضهم يقول :
 
إن الهنعة نجمان ( أبيضان ، نيران ) مقترنان (
متقاربان من بعضهما البعض ، بينهما مقدار 
سوط ) ، الشمالي منهما أضوؤهما ( من القدر الثاني ) ، والجنوبي منهما من القدر الثالث .
وحذاءهما ثلاثة كواكب ( نجوم ) ، تسمى ( التحايي ) ربما عدل القمر فنزل بها
.
 
ويطلق البعض على أحد هذين النجمين اسم : ( الزر ) ، والآخر اسم : ( الميسان ) ، وهما على أثر الهقعة. 
 
ولتقاصرها عن الهقعة سميت ( الهنعة ) ، والذراع المبسوطة بينهما منحطة عنهما .
 
ويقال : أكمة هنعاً ، إذا كانت قصيرة .
 
وتهانع الطائر : إذا كان طويل العنق فقصرها 
.
 
وقال ابن كناسة : 
 
يقال للهنعة الزرق الميسان ، فإنما ينزل القمر بالتخاي ، وهي كواكب ثلاثة بإزاء الهنعة ، والواحدة منها تخياة 
.
 
وتكون مجموعة نجوم ( الهنعة ) مع مجموعة النجوم القريبة منها ما يسمى : برج التوأم ( الجوزاء ) .
 
حيث تنتظم نجوم هذا البرج على شكل شبه منحرف ، يمثل أحد ضلعيه نجم التوأم المؤخر ، وهو 
نجم واحد بلونه الأصفر من القدر الأول .
 
ونجم التوأم المقدم ، ذي اللون الأبيض ، الذي يبدو في المناظير الفلكية ستة نجوم تدور حول بعضها البعض في نظام خاص .
 
وقد تخيل الأقدمون نجوم هذا البرج على هيئة توأمين . 
 
 
وقد سمى العرب أحدهما التوءم المقدم والآخر بالتوءم المؤخر ، حيث أن اليونانيين - كما في 
أساطيرهم - قد تصوروا النجمين كابنين شقيقين للملكة ( ليـدا ) زوجة ملك إسبرطة .
 
 
 
قال الحسين بن يونس الحاسب في كتابه في هيئة الصور الفلكية :
 
 
والناس مخطئون في ذلك ( يقصد إطلاقهم اسم الجوزاء على برج التوأم ) ؛ وإنما الجوزاء هي الصورة المعروفة بالجبار في الصور الجنوبية وقدم التوأم الأيمن بعض كواكب الجبار التي على تاجه.
 
قال: 
 
والتوأم على خط وسط السماء ، جسدان ملتصقان برأسين ، يظهر لكل واحد منهما يد واحدة ، ورجل واحدة .
 
والرأسان في جهة المشرق ورجلاهما في جهة المغرب والذراع الشامي هو الرأسان ويده اليمنى 
وهي التي في جهة الشمال هي الذرا اليماني ، والمضيء من الذراع اليماني يسمى الشعرى الغميصاء و يده اليسرى ممتدة إلى التوابع
.
 
ومما يتميز به هذا البرج ، ظهور عدد كثير من الشهب ، قرب منتصف كانون أول بمعدل 60 شهابا كل ساعة تقريبا . 
 
كما أن كلا من كوكبي ( أورانوس ) و ( بلوتو ) اكتشفا عند المرور به .
 
 
الظواهر الطبيعية :
 
- 
تشتد فيها حرارة الجو ، ويبلغ الحر أشده .
 
- 
فيها جمرة القيظ ، واشتداد السموم حتى منتصف الليل .
 
- 
تتكاثر فيها الغيوم المتجهة من الشرق إلى الغرب ( منخفض الهند الموسمي ) .
 
- 
تكثر في نوءها الرطوبة على السواحل ، والعواصف التي يتخللها سكون تام للرياح ، مع الحرارة .
 
- 
يبلغ فيها متوسط درجة الحرارة الصغرى ( 27 درجة مئوية ) .
 
- يبلغ فيها متوسط 
درجة الحرارة الكبرى ( 44 درجة مئوية ) . 
 
- يبلغ طول النهار في أولها ( 13 ساعة و 36 دقيقة ) . 
 
- يبلغ طول الليل في أولها ( 10 ساعات و 24 دقيقة ) .
 
- 
يستمر فيها الليل بأخذ ثلاث درجات من النهار ( 11 دقيقة ) حتى يبلغ طوله في نهاية منزلة 
الهنعة ( 10 ساعات و 35 دقيقة ) .
 
- 
تتساقط فيها أوراق الشجر من شدة الحر .
 
- 
ينضج فيها العنب ، ويحمر ، ويطيب أكله . 
 
- 
فيها باكورة الرطب في الإحساء .
 
- 
يتوفر فيها الرطب .
 
- 
تبدأ فيها طيور الكراكي ( الغرانيق ) بالقدوم . 
 
 
- 
بانتهائها يبدأ باطن الأرض بالبرودة .
 
 
· المظاهر البشرية :
 
- 
المنزلة الرابعة من منازل فصل الصيف .
 
- 
آخر منزلة من منازل نوء الجوزاء .
 
- 
تعرف عند عامة أهل الحرث باسم ( الجوزاء الثانية ) .
 
- يستحب فيها تناول المبردات ، واستعمال ما طبعه البرودة ، والرطوبة : كالكوسة ، والقثاء ، والخيار ، والقرع ، والألبان ، وجميع الخضروات الغضة . 
 
- ينصح فيها المزارعون بكثرة سقي المزروعات ، مع تقصير فترات الري ، وعدم الإسراف .
 
- فيها آخر زراعات القيظ . 
 
- يستمر فيها قطع الأخشاب ، إلى نهايتها . ويستحسن تغطيتها بورقها ، لئلا تفطرها الشمس .
 
- لا يغرس في نوءها شيء من الأشجار إلا في الأقطار الباردة 
يزرع في منزلة الهنعة :
 
- 
البطيخ .
- 
الشمام .
- 
الباذنجان .
- الذرة .
- 
القثاء .
- 
الملوخية .
- 
الكوسة .
- 
القرع .
- 
الثوم .
 
تقول العرب في طلوعها : 
 
( إذا طلعت الهنعة رجعت الناس عن النجعة ) . 
 
وقولهم أيضا : ( إذا طلعت الجوزاء توقدت المعزاء ، وكنست الظباء ، وعرقت العلباء ، وطاب الخباء ) . 
 
يعنون بطلوع الجوزاء : الهقعة ، والهنعة معا . 
والمعزاء : الأرض الصلبة ؛ تتوقد من شدة حر الشمس .
وكنست الظباء : يريدون أنها تدخل الكنس من شدة الحر . واحدها كناس : وهو المخبأ ، فتصاد فيه . 
كما يقولون أيضا : ( إذا طلع التوءمان أدرك البطيخ ، والفاكهة ) . 
 
*كتاب مصابيح الضياء في معرفة المنازل والأنواء* أ / عبدالله الدرع