السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يجتمع في الشتاء للمؤمن ميزتان :
قصر النهار فيجعل نهاره صياماً ....... ويطول ليله فيحييه قياماً
وقد تنبه الصحابة الكرام رضي الله عنهم لهاتان الميزتان اللتان في الشتاء فاقرؤا اقوالهم
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :" الشتاء غنيمة العابدين ."
وقال أبوهريرة رضي الله عنه : "ألا أدلكم على الغنيمة الباردة ؟ قالوا : بلى ، فقال : الصيام في الشتاء ."
وقال ابن مسعود رضي الله عنه" : مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ، يطول فيه الليل للقيام ، ويقصر فيه النهار للصيام . "
وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشتوية:
كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إذا حضر الشتاء تعاهدهم وكتب لهم بالوصية:" إن الشتاء قد حضر، وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف، والخفاف، والجوارب، واتخذوا الصوف شعارًا - وهي ما يلي البدن - ودثارًا - الملابس الخارجية - فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه"
ومن كلام يحيى بن معاذ:" الليل طويل فلا تقصره بمنامك، والإسلام نقي فلا تدنسه بآثامك. "
وعن عبيد بن عمير - رحمه الله - أنه كان إذا جاء الشتاء قال: "يا أهل القرآن طال ليلكم طويل لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا"
وللمؤمن أيضاً في الشتاء وقفتان :
الوقفة الأولى :
يتذكر أحوال أهل الجنة إذا مسّه البرد فهم كما قال الله تعالى {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً }الإنسان13
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : أي ليس عندهم حر مزعج ، ولا برد مؤلم ، بل هي مزاج واحد دائم سرمدي لا يبغون عنها حولا .
أما أحوال أهل النار فهم كما قال الله تعالى {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ }ص57
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أما الحميم فهو الحار الذي قد انتهى حره ، وأما الغساق فهو ضده ، وهوالبارد الذي لا يستطاع من شدة برده المؤلم .
الوقفة الثانية :
يتذكر إخوانه المسلمين وما يلاقونه من شدة البرد مع قلة المأكل والمشرب وفقد وسائل التدفئة ،
فيسارع إلى سد فاقتهم وقضاء حاجتهم تقرباً إلى الله تعالى ويحمده سبحانه على مامنَّ عليه
من نعمة الأكل والشرب وتوفر التدفئة وغيرها من النعم التي لا تحصى فيثني عليه ثناءً يليق بعظمته
منقول
دمتم في حفظ الله ورعايته