غزة - دنيا الوطن
أظهرت نتائج دراسة قام بها موقع طقس فلسطين مؤخرا أن سبب قلة الأمطار في المنطقة ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل عام خلال السنوات الأخيرة هو النشاط الشمسي والذي أدى كذلك الى شتاء قارص البرودة على مناطق شمال أوروبا وأجزاء من أمريكا وآسيا، وتوقع الموقع بناءا على النشاط الشمسي أن يكون الشتاء القادم أفضل من سابقه بمشيئة الله تعالى.
وجاء في الدراسة التي أعدها المهندس سامر داود طروة مسؤول قسم الأبحاث المناخية والتنبؤات الجوية بعيدة المدى في الموقع الى أن النشاط الشمسي كان منخفضا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أدى الى إنخفاض أمتصاص الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس في طبقات الغلاف الجوي العلوي فوق القطب الشمالي، والذي أثر على سير الحالات الجوية في نصف الكرة الأرضية الشمالي.
حيث اظهرت ملاحظات القمر الصناعي SORCE التابع لوكالة ناسا والذي تم أطلاقه في العام 2003 أن الأشعه فوق البنفسجية UV انخفضت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أدى الى ارتفاع الضغط فوق منطقة القطب الشمالي وانخفاضة في مناطق العروض المتوسطه، كما قارنت الدراسة بيانات النشاط الشمسي مع بعض التذبذبات المؤثرة في مناخ نصف الكرة الأرضية الشمالي منذ العام 1950 وخلصت الى أن مناخ المنطقة يتأثر بشكل مباشر بمناخ منطقة القطب الشمالي، حيث أظهرت المقارنات أن أنخفاض الضغط الجوي فوق القطب الشمالي يترافق لاحقا بأنخفاض الضغط الجوي في المنطقة، وهو ما كان نادرا خلال فصول الشتاء الأخيرة مما أنعكس بمواسم أدنى من معدلاتها في المنطقة، حيث ظهر ذلك واضحا من خلال ارتفاع الضغط الجوي فوق القطب الشمالي، والذي تأثر بشكل مباشر بالحد الأدنى للنشاط الشمسي خلال السنوات الأخيرة.
كما قارنت الدراسة كميات الأمطار في مدينة القدس مع النشاط الشمسي في الفترة 1900-2011 وأظهرت النتائج الى أن 69% من المواسم التي تجاوزت فيها كميات الأمطار 500ملم في مدينة القدس كان فيها النشاط الشمسي إما متوسطاً أو مرتفعاً فيما كان النشاط الشمسي منخفضاً في 31% من هذه المواسم، أما المواسم التي تجاوزت فيها كميات الأمطار 700ملم فقد ترافق 78% منها مع نشاط شمسي متوسط أو مرتفع فيما كان 22% منها مع نشاط شمسي منخفض، فيما كانت النسبة 100% من المواسم التي كانت فيها كميات الأمطار أعلى من 800ملم ذات نشاط شمسي متوسط أو مرتفع.
وحول الشتاء القادم خلصت الدراسة الى أنه لن يكون مشابها للشتاء الماضي في كافه المناطق في نصف الكرة الأرضية الشمالي ومن ضمنها منطقة بلاد الشام لأرتفاع النشاط الشمسي بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما أدى الى استمرار انخفاض الضغط الجوي فوق منطقة القطب الشمالي والذي سينعكس ايجابا على المنطقة خلال الشتاء القادم، حيث سيؤثر ذلك لاحقا على سير الحالات الجوية في طبقة التروبوسفير ان شاء الله من خلال مكوث الحالات الجوية وانخفاضها نحو المنطقة بشكل متكرر، وهو ما يزيد أحتمال ان يسود شتاء أكثر دفئا على المناطق التي عانت خلال السنوات الأخيرة من أجواء شديدة البرودة في أوروبا وأمريكا وأسيا وشتاء أكثر برودة في مناطق شرق وجنوب شرق أوروبا وشرق المتوسط.
وجاء في التوقعات الى أن شهر نوفمبر القادم سيشهد حالات ماطرة ابعكس شهر أكتوبر الحالي كما سيكون شهر ديسمبرالقادم ماطرا وباردا في المنطقة ان شاء الله، بحيث ستشهد معظم المناطق كميات أمطار حول الى اعلى من معدلاتها كما ستكون درجات الحرارة دون معدلاتها خاصة خلال النصف الثاني .
أما شهري يناير وفبراير فستسود أجواء أكثر برودة في المنطقة، حيث من المتوقع أن تتدنى درجات الحرارة عن معدلاتها في معظم المناطق، فيما ستكون كميات الأمطار دون معدلاتها في شهر يناير ,بينما سيطرأ تحسن خلال شهر فبراير بحيث من المتوقع أن تكون كميات الأمطار قريبة من معدلاتها في معظم المناطق .
أما شهري مارس وأبريل فمن المتوقع أن تكون درجات الحرارة حول الى أعلى من معدلاتها ,فيما ستكون كميات الأمطار قريبة من معدلاتها خلال شهر مارس وأدنى من معدلاتها في معظم المناطق خلال شهر أبريل.ومن المتوقع أن تحقق كافة المناطق كميات أمطار تتجاوز 75% من معدلاتها خلال الأشهر الستة القادمة .
عالميا وفيما يتعلق بدرجات الحرارة فقد كان العام 2011 بنهايه شهر سبتمبر الماضي سادس أدفأ عام على الاطلاق حتى الان بعد الاعوام 1998-2010-2005-2002-2007، ومن المتوقع ان تشهد درجات الحرارة العالمية خلال الاشهر المتبقية من العام الحالي حالات شاذة قريبة من الشذوذ في درجات الحرارة خلال النصف الاول من العام 2011، والتي ستكون أقل من الحالات الشاذة في الفترة من يوليو حتى سبتمبر وهو ما سيجعل العام 2011 في المرتبة 5-9 كأحر سنة في السجل في نهاية العام الحالي، وسينتهي بشذوذ +0.18 (+-0.03) درجة مئوية
وسيكون العام 2011 كما يتوقع طقس فلسطين palweather.ps أكثر برودة بكثير مقارنة مع العام 2010 في فلسطين والعالم ان شاء الله, حيث كان الشذوذ في درجات الحرارة في مدينة القدس حتى الان عند +0.5 درجة مئوية، بينما انتهى العام 2010 بشذوذ وصل الى 2.5 درجة مئوية اعلى من المتوسط ,وفي العالم كان الشذوذ في درجات الحرارة العالمية خلال العام 2010 عند +0.41 درجة مئوية بحسب بيانات UAH بينما سينتهي العام 2011 بدرجات حرارة اقل بكثير من هذا الرقم، وهو ما يناقض توقعات الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ IPCC .
وتعتبر هذه الدراسة نشرة نوعية وهي الأولى عربيا والتي تستطيع ربط مناخ منطقة جغرافية عربية بالنشاط الشمسي مباشرة، وهو ما سيساعد على صدور توقعات بعيدة المدى أكثر دقة وثقة، كما ستسمح بإعطاء ملامح مبدئية لمناخ المنطقة المتوقع لمدة تصل الى عشرة سنوات على الأقل.