خبراء: قوة الثوران البركاني الاخير الذي وقع تحت الجليد تفوق ما سجله الشهر الماضي بمقدار 10 أو 20 مرة
لندن/ قبل 4 ساعة
(ا ف ب) - تسببت سحب الرماد البركاني المنبعثة من بركان ايسلندا باضطرابات جديدة في حركة النقل الجوي في اوروبا الاثنين وادت الى اغلاق عدد من اكبر مطارات القارة.
وشهد مطار هيثرو، اكثر مطارات اوروبا نشاطا، ومطار غاتويك، موجة جديدة من تاخير والغاء الرحلات بعد اغلاق الليلة الماضية استمر ست ساعات.
واعاد مطار امستردام الذي يعد من اهم المطارات الاوروبية، فتح ابوابه بعد سبع ساعات من الاغلاق، بعد ان تحرك الجزء الاكثر كثافة من السحابة البركانية شرقا. الا انه لا تلوح في الافق اي مؤشرات الى ان الانبعاثات البركانية التي وصلت الى ذروتها الجمعة، ستتوقف.
وقالت هيئة تنسيق الرحلات الجوية في اوروبا (يوروكونترول) ان عدد الرحلات التي ستلغى اليوم سيبلغ الف رحلة، مؤكدة انها تتوقع تسيير 28 الف رحلة في القارة. واضافت الوكالة ان "الرماد يتركز عند مستويات منخفضة. وخلال اليوم، يتوقع ان تتبدد السحابة بشكل أو باخر".
واستأنف مطار هيثرو ومطار غاتويك، ثاني اكبر مطار في بريطانيا،الرحلات عند الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (06,00 ت غ) وسيبقيان مفتوحين حتى الساعة السابعة مساء على الاقل (18,00 ت غ)، الا ان مطار هيثرو ابلغ عن حدوث بعض التعطيل.
وصرح متحدث باسم مطار هيثرو لوكالة فرانس برس "عند الساعة الاولى بعد الظهر (12,00 ت غ) الغينا 124 رحلة مغادرة و115 رحلة اتية من بين اجمالي 1300 رحلة يوميا". واضاف ان "معدل التاخير حوالى 50 دقيقة للرحلات الاتية و20 دقيقة للرحلات المغادرة. وتعود الامور الى طبيعتها تدريجا".
ومن الساعة 12,00 ت غ حتى الساعة 18,00 ت غ الاثنين ستبقى الاجواء مفتوحة فوق بريطانيا وايرلندا الشمالية. الا ان المطارات في انحاء البلاد بدأت تستأنف اعمالها بعد اغلاقات متفرقة.
ووصل المسافرون الى ليفربول في شمال غرب انكلترا ليجدوا ان رحلاتهم لا تزال ملغاة رغم رفع الحظر على الطيران في المطار. وقالت مارغريت بالاومبيلا (55 عاما) التي كانت متوجهة الى البرتغال "الامر فظيع. لا شيء يتحرك .. قالوا لي انه من المحتمل ان اسافر ليلة الاربعاء".
وانتقد الرئيس التنفيذي لخطوط "بريتيش ايروايز" ويلي وولش الحظر الشامل على الطيران وقال "هناك مبالغة كبيرة في رد الفعل على مخاطر طفيفة للغاية".
وجاءت الاغلاقات الاخيرة في بداية اسبوع يواجه خلاله قطاع الطيران الجوي كذلك تعطيلا بسبب اضراب سيبداه افراد الطواقم في شركة بريتيش ايرويز الثلاثاء ويستمر خمسة ايام.
اما في هولندا، فبالاضافة الى مطار سخيبول في امستردام، اعاد مطارا روتردام وغرونينغين فتح ابوابهما بعد اغلاق موقت. والغيت نحو 500 رحلة من مطار سيخبول ما ادى الى تعطيل 60 الف مسافر، الا ان ماريان دي بي المتحدثة باسم المطار قالت ان اجراءات سفر الركاب استؤنفت.
وصرحت مارجولين وينتنغ المتحدثة باسم مراقبة حركة الطيران الهولندية لوكالة فرانس برس ان سحابات الرماد تتمركز فوق "الجزء الغربي من البلاد وتتحرك ببطء شرقا".
وفي ايرلندا اعيد افتتاح مطار دبلن عند الساعة 11,00 ت غ بعد 17 ساعة من الاغلاق بعد ان تحركت السحابة شرقا. والغيت نحو 300 رحلة تقريبا ما ادى الى تعطيل 36 الف ركاب، بحسب صحيفة "ايريش تايمز".
واعيد افتتاح مطارات ايرلندا. وقالت سلطة الطيران الايرلندية ان "التوقعات للايام القليلة المقبلة ايجابية".
وتعرقلت حركة الطيران الداخلي في ايسلندا في وقت سابق الاثنين ويتوقع ان يغلق مطار كيفلافيك الدولي ابوابه في وقت لاحق من الاثنين مع توقعات بتحرك السحابة الرمادية شمالا.
وبلغ ثوران البركان الذي بدأ في 14 نيسان/ابريل اوجه ثلاث مرات كان اخرها الجمعة. وصرح ماغنوس تومي غودموندسون خبير الجيوفيزياء في ايسلندا لوكالة فرانس برس "منذ بدأ ثوران البركان تقدر كمية الرماد وغيره من المواد الصادرة عن البركان بنحو 250 مليون متر مكعب". وحذر من انه "لا يمكن التكهن متى سيتوقف البركان .. والحمم البركانية لا تزال تتدفق".
ويمثل الغبار البركاني المركز خطرا على محركات الطائرة رغم ان بعض المسؤولين في قطاع الطيران قالوا ان اجراءات السلامة واغلاق المطارات كان مبالغا فيها.
واغلقت اجواء اوروبا جزئيا لمدة اسبوع في نيسان/ابريل عقب ثوران البركان، في اكبر عملية اغلاق لاجواء القارة منذ اكثر من 50 عاما. وقدرت المنظمة الدولية للنقل الجوي (اياتا) ان اغلاق المطارات الشهر الماضي كلف شركات الطيران حوالى 1,7 مليار دولار (1,4 مليار يورو).