والاستعاذة بالصفة مثل: السؤال بالصفة؛ لأن الاستعاذة سؤال خاص. ومر علينا في حديث «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» استعاذة بالصفة.
المسألة السادسة: ما حكم إضافة الحوادث إلى صفة من صفات الله؟
إذا قصد أن الحوادث من مقتضى الصفة فهذا لا بأس، كأن يقول: اقتضت حكمه الله أن يذل الكافر والعاصي، ويعاقب الظالم، أو اقتضت قدرة الله إيجاد المخلوق، أو شقاوة بعض العباد.
أما إذا أضيفت الحوادث إلى الصفة أي: أنها فعلتها، فلا يجوز كأن يقول شاءت القدرة لله.
المسألة السابعة: ما حكم إذا كان الشخص اسمه عبد الحكيم، أو عبد المجيد، أو عبد العزيز، وأطلق عليه حكيم أو مجيد أو عزيز اختصارًا؟
هنا نقول: إنّ قصد اسم الله بحيث يسمى المخلوق باسم الله يترك، فلا يُقال له حكيم، ولا مجيد، ولا عزيز أي قصد بالاسم ملاحظة الصفة فلا. أما إن قصد الشخص فلا مانع لأن أصل كلمة حكيم وعزيز للعلمية ابتداءً تجوز فهذا مثلها.
المسألة الثامنة: حكم تسمية ضيف الله، وجار الله، ونعمة الله؟
قال الشيخ ابن جبرين في الفوائد على شرح كتاب التوحيد أن هذه الأسماء يجوز إطلاقها على المخلوق؛ لأنها إضافة تشريف قلت وأحيانًا هي إضافة دعاء أو شكر. فنعمة الله أن نشكر الله عليه فهو نعمة من الله ومثلها عطاالله أي هو عطاء من الله ومثلها مدالله.
باب لا يُقال السلام على الله
في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا إذا كنا مع النبي r في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان، فقال النبي r: «لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام».
قال الشارح:
المسألة الأولى: علاقة هذا الباب بالتوحيد!
فيه تنقيص لتعظيم الله تعالى، فمن توحيد الله تعظيمه، وإثبات الغنى الكامل له.
المسألة الثانية: قوله "السلام":
مصدر من السلامة، وهي الدعاء بأن يسلم من النقص والعيب.
المسألة الثالثة: ما حكم قول السلام على الله؟
الجواب: حرام، ويُنافي كمال التوحيد الواجب لسببين:
1- لأنه يُوهم نقص الله؛ لأن فيه عيبا.
2- لأنه خالف الحقيقة، فالله يُدعى ولا يُدعى له، فلا يُدعى لله بالسلامة لأنه هو المسلِّم.
قال المصنف: في الصحيح: الحديث عند البخاري ومسلم.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: كنا مع رسول الله r في الصلاة: أي في آخر الصلاة، ويقصد به التشهد.
قلنا السلام على الله: أي ندعوا لله بالسلامة من العيب.
من عباده: من: ابتدائية.
عباده: إضافة تشريف، ويقصد المؤمنين أي: المتذللين الخاضعين له.
السلام على فلان وفلان: اللهم سلَّم فلانًا وفلانًا من العيب.
وجاء في رواية «أن فلانا وفلانا هم من الملائكة».
قال النبي r: لا يقل: لا: ناهية والنهي يقتضي التحريم.
لا تقولوا السلام على الله: فدل على أن الدعاء بهذه الصيغة محرم.
ثم علل التحريم بقوله: فإن الله هو السلام: فإن الله هو السالم وهو المسلم.
ومناسبة هذا الحديث: أن قول السلام على الله حرام ويُنافي كمال التوحيد الواجب؛ لأنه يوهم نقص الله تعالى.
مسالة: البديل عن «السلام على الله» فإن الرسول r شرع عن السلام على الله لفظة "التحيات"، فشرع لهم أن يقولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات.
كما جاء في حديث ابن مسعود.
باب قول «اللهم اغفر لي إن شئت»
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله r قال: «لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له».
ولمسلم: «وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه».
قال الشارح:
المسألة الأولى: شرح الترجمة:
اللهم: بمعنى "يا الله"، حذفت الياء وعوض عنها بالميم.
اغفر لي: المغفرة هي الستر والتجاوز، وليس خاصًا بالمغفرة، فحتى لو قال: اللهم تب علي، اللهم ارحمني.
وصورة المسألة:
اللهم غفر لي إن شئت.
يا الله اغفر لي إن شئت.
أسال الله أن يغفر لك إن شاء الله.
أن يدعو شخص آخر مخاطبًا الله وهذا يؤمّن على دعائه بآمين وأحيانًا يقول إن شاء الله.
قوله: "إن شئت": هذا تعليق للمغفرة بالمشيئة.
المسألة الثانية: حكم قول «اللهم اغفر لي إن شئت»:
وقع خلاف بين أهل العلم في هذا المسألة:
القول الأول: باعتبار القائل، فإن قالها على وجه التبرك جاز استدلالاً بحديث المقابر «وإنا إن شاء الله بكم لاحقون»، وحديث المريض «طهور إن شاء الله». وإن قالها شاكًا أو فاترًا أو مُشعرًا نقص الله فلا تجوز، وعليه يحمل حديث الباب.
القول الثاني: أن قوله اللهم اغفر لي إن شئت ليست محرمة، ولكن تكره كراهة تنزيه، والصارف عن التحريم حديث زيارة المقابر «وإنا إن شاء الله بكم لاحقون»،