الله يسترر المدينة الي عليها زلازل شوفو المحدد باللون الاحمــر
أخرج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنها - أي الساعة - لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوفٍ خسفٍ بالمشرق، وخسفٍ بالمغرب، وخسفٍ بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطردُ الناسَ إلى محشرهم).
أما مكان خروج تلك النار العظيمة فبلاد اليمن، وتحديداً من قعر عدن من بحر حضرموت (بحر العرب) ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: (ونار تخرج من قعرة عدن ترحِّل الناس).
وروى أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه ؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستخرج نار من بحر حضرموت، قبل يوم القيامة، تحشر الناس). وفي الحديث دلالة على أن هذا الحشر إنما يقع في الدنيا لا في الآخرة.
ومما أخبر به صلى الله عليه وسلم من تفصيلات ذلك الحدث العظيم، بيان مراتب المحشورين، فالناس لا يحشرون على مرتبةٍ واحدةٍ، والسبب يرجع إلى ما كانوا عليه من قبل من صلاحٍ أو فسادٍ، فالصالحون يحشرون راكبين كاسين راغبين وراهبين رحمة من الله وفضلا، ومن دونهم في الصلاح يتعاقبون على البعير.
وأما شرار الناس من الكفار والمنافقين فتسحبهم الملائكة على وجوههم وتلقي بهم في النار. ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أن الناس يحشرون على ثلاثة أفواجٍ فوجٍ راكبين طاعمين كاسين، وفوجٍ يمشون ويسعون، وفوجٍ تسحبهم الملائكة على وجوههم وتحشرهم إلى النار) رواه أحمد.
فهذا طرف من أخبار ذلك الحدث العظيم، الذي يُكرم فيه المؤمنون، بحشرهم ركبانا، ويهان فيه الكافرون بحشرهم على وجوههم، وهذا الحدث مقدمة ليوم القيامة الذي تعظم فيه كرامة الله لعبادة، وتعظم فيه أيضا إهانته للكافرين، والوصية النبوية لمن أدرك ذلك الزمان التعجل بالخروج إلى بلاد الشام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستخرج نار من بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس، قالوا يا رسول الله: فما تأمرنا ؟ قال: عليكم بالشام) رواه أحمد والترمذي أي خذوا طريقها، ألزموا فريقها، فإنها سالمة من وصول النار إليها لحفظ الملائكة إياها.