تأملوا معي جمال مدينة حماه وهي المحافظة التي نتبع لها
والشكر للزميلة روعة المصري من جديد
حمــاة – مدينة النواعير
كتبها روعة المصري نشرت في الإثنين, 21 ديسمبر, 2009 ضمن مشوار
<!-- End post-title -->حمــاة – مدينة النواعير
( مدينة أبي الفداء )
حماة إحدى مدن الجمهورية العربية السورية، تقع على نهر العاصي وترتفع عن سطح البحر حوالي مائتين وسبعين متراً، مساحتها الإجمالية 6000 هكتار، منها حوالي 4630 هكتار ضمن المخطط التنظيمي العام.
تقع المدينة على خط عرض (36.44شمالاً) و خط طول (35.7شرقا) ضمن منطقة الهضاب الكلسية التي حددت مسار نهر العاصي في المناطق الوسطى من البلاد، و تقع أيضاً على مسار الطريق الرئيسي الطبيعي الذي يربط السهول الشرقية مع السهول الغربية والسهول الشمالية، هذا عدا عن قربها من تخوم البادية السورية (التي كانت غابات و أراض خصبة) مما أكسبها أهمية استراتيجية كبيرة على مدى التاريخ.
يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد، حيث تؤكد البعثات الأثرية أن حوض نهر العاصي كان مرتعاً للحياة البدائية والإنسان الحجري القديم، بدليل العثور على أدوات وآثار وسكن تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في أرجاء المحافظة جميعها .
كما أثبتت الدراسات التي أجرتها البعثة الأثرية الدانمركية برئاسة العالم هارولد آنغولت والتي قامت بحفرياتها في قلعة حماه بين عامي 1931 – 1938 أن هناك ثلاث عشرة طبقة للعصور التي مرت على المدينة، يعود تاريخ الطبقة الأولى إلى العصر النيوليتي ( الألف الخامس قبل الميلاد ) في حين أن أحدثها يعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي ( الثامن الهجري ) …. ومن هنا فإن تاريخ حماه المعروف يعود إلى سبعة الآف سنة.
كان اسمها إيماتا وتعود تسميتها إلى كلمة حَمَث في الكنعانية والآرامية وتعني الحصن، ومن أسمائها أبيفانيا في العصر الهلنستي نسبة إلى الملك السلوقي انطيوخوس أبيفانيوس وعرفت بهذا الاسم حتى العصر الروماني حين عاد اسمها القديم، كما تشتهر حالياً باسم مدينة أبي الفداء وهو عماد الدين إسماعيل الملك الإيوبي الذي حكمها 678-731ه/1273-1331م.(5) وتسمى أيضاً مدينة النواعير لغناها بالنواعير التي تميزها.
تعاقب عليها الكنعانيون والحثيون والآراميون والآشوريون والكلدانيون والفرس والرومان قبل أن تبلغها الموجة العربية الإسلامية عام 638م مع دخول جيش أبي عبيدة بن الجراح، وازدهرت في العصرين الزنكي والأيوبي ولا سيما من الناحيتين العلمية والعمرانية.
تتوزع الأبنية القديمة في مدينة حماة على جانبي نهر العاصي في شطرين اثنين: الحاضر على يمين النهر، ويضم عدداً من الأحياء التقليدية شمال النهر وعلى جانبي الطريق الذاهبة إلى حلب، مثل باب الجسر والزنبقي وبين الحيرين والبارودية الشرقية والبارودية الشمالية، والمدينة أو السوق على يساره، وتضم المدينة عدداً من الأحياء التقليدية على مقربة من النهر: مثل باب الجسر والمدينة والباشورة والجعابرة وباب قبلي والجراجمة وجورة حواء وسوق الشجرة.
يوجد في محافظة حماه عدد من الكنائس و الأديرة الأثرية أهمها: كنيسة سيدة الدخول للروم الأرثوذوكس وتوجد في حي المدينة، ودير القديس جاورجيوس( السيدة العذراء – كفربهم ) الذي يوجد في بلدة كفربهم ( 8 كم جنوب غرب مدينة حماه )، كما يوجد عدد من المقامات والمزارات ذات الأهمية الدينية والتاريخية عند عدد من الطوائف منها: مقام زين العابدين الذي يقع على قمة جبل زين العابدين في شمال مدينة حماه ويبعد 7كم عن مركز المدينة، حيث أقام في هذا المكان زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عام61هـ، ومقام الإمام إسماعيل الواقع في وسط مدينة السلمية إلى الشمال الشرقي من الحمام الأثري القديم ( الروماني ) بحوالي 200 م، ومقام أبو عبيدة بن الجراح المقابل لقلعة شيزر والذي أقيم مكان الخيمة العسكرية التي كان قد نصبها القائد العسكري والصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح عند فتح بلاد الشام في العام 18 للهجرة ومنها منطقة شيزر.
أبواب حماة القديمة:
1- الباب الغربي: و سمي بهذا الاسم لوقوعه في القسم الغربي من السور في أرض العشر، ذكره أبو آلاء في حوادث سنة 957-958 هجرية.
2- باب المغارة: يقع في الجراجمة، وذكره أيضاً أبو الفداء في تاريخه لحوادث سنة 626 هجرية، وذكرته سجلات المحكمة الشرعية في حماة عام 929 هجرية.
3- باب النهر: وسمي بهذا الاسم للخروج منه إلى نهر العاصي في محلة المدينة.
4- باب القبلي: يقع في جنوبي سور المدينة، ذكره أبو الفداء في حوادث عام 697 هجرية.
5- باب العميان: وسمي بهذا الاسم لكثرة خروج العميان منه إلى سوق المنصورية (سوق الطويل حاليا) لشراء حاجياتهم.
6- باب العدة: ومكانه جنوبي قلعة حماة قرب مكان النبي حام، و سمي بذلك لإدخال عدة القتال منه إلى القلعة، وقد ورد ذكره في سجلات المحكمة الشرعية في حماة سنة 969 هجرية، وكان للسور المحيط بمحلة باب الجسر عدة أبواب هي:
7- باب الجسر: يقع في الجهة الشمالية الغربية وله باب آخر في مبدئه من جهة القبلة.
8- باب حمص: يقع في شرقي محلة الباشورة وسمي بذلك لخروج من يريد السفر منه إلى حمص.
9- باب النصر: موقعه مجهول، إلا أن أبا الفداء ذكره في تاريخه لحوادث سنة 626 هجرية.
10- النقفي: يقع شرقي قبو الطيارة الحمراء عند قبو بين الحيرين، وورد اسمه في تاريخ أبي الداء أيضا في كتابته عن أحداث سنة 691 هجرية.
11- باب البلد: يقع في جنوب سوق الطويل في الطريق المؤدية إلى ساحة الشهداء.
12- باب طرابلس: ويقع في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة.
وهناك عدة أبواب أخرى يذكرها العام، ولم نجد لها أثراً في كتب التاريخ ( مثل باب العرس و هو كما يقولون أحد أبواب سوق المنصورية /الطويل/ – باب الناعورة قرب جامع النوري ).
تبلغ مساحة محافظة حماة / 8880 / كم2 وهي مزيج رائع من السهول والجبال والبوادي التي ينساب خلالها مجرى نهر العاصي بشريطه الأخضر الممتد بطول / 171 / كم، إلى جانب الغابات والينابيع المتدفقة والمنازل والمتاحف المتميزة بطبيعة بنائها الخاصة، ومناخ محافظة حماة متنوع متباين بين الجبال بمصايفها المنعشة والسهول باعتدالها والبادية بدفئها وشمسها المشرقة .
وقد فازت مدينة حماة بالمرتبة الثالثة لجائزة منظمة المدن العربية للسلامة البيئية لعام 2006 – 2009 (الدورة التاسعة)، حيث فازت مدينة دبي بالمرتبة الأولى والاسكندرية بالمرتبة الثانية ومدينة حماة بالمرتبة الثالثة، وذلك ضمن المدن العربية الكثيرة المرشحة في هذه الدورة للسلامة البيئية لمدة ثلاث سنوات.
كما فازت مدينة حماة بالمركز الأول في جائزة التراث المعماري من مؤسسة الجائزة في دولة قطر التابعة لمنظمة المدن العربية، بعد منافسة قوية من 12 مدينة عربية شاركت في الترشيح لهذه الجائزة أبرزها دبي التي حلت في المركز الثاني، ودمشق التي أحرزت المركز الثالث، وتمثلت مشاركة مدينة حماة بإعادة ترميم المركز التاريخي للمدينة وهو حي الطوافرة، أقدم حي في حماة قائم حتى الآن ويقع على الضفة الغربية لنهر العاصي، يضم مبنى مقر مديرية المدينة القديمة، وبيمارستان نور الدين زنكي وحمام السلطان ومطعم آل البيسكي وجامع نور الدين الزنكي وقصر أسعد باشا العظم ومقر جمعية العاديات ومراسم الفنانين، كما يضم العديد من النواعير والحجريات الحاملة لقنوات نقل المياه من النواعير إلى أبنية الحي.