رادارت الوطن العربي مركز الطقس للرصد الجوي (مباشر) مركز الطقس للأقمار الصناعيه (مباشر) البرق( مباشر )
العودة   الطقس > موسوعة الطقس للفترات الماضيه > البحوث و الدراسات المناخية
اسم العضو
كلمة المرور

البحوث و الدراسات المناخية دراسات و مواضيع علمية تتعلق بظواهر الطقس و التطرف المناخي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-12-2010, 05:02 PM
الليبو الليبو غير متواجد حالياً
مشرف عام الطقـس والمناخ وعلم الـفـلك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الإقامة: ليبيا
المشاركات: 3,399
معدل تقييم المستوى: 27
الليبو is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى الليبو
افتراضي هل هو عصر جليدي قادم؟

مقال اعجبني من جرية الراي وانقله لاعضاء منتدى الطقس للاستفادة.


هل هو عصر جليدي قادم؟



د. أيّوب أبو ديّة- نـحاول في هذه العجالة أن نفسر ظاهرة اشتداد البرودة في العالم هذا الشتاء، حيث اجتاحت النصف الشمالي من الكرة الأرضية موجة باردة لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ عقود بعيدة. فهل هذه الظروف استثنائية أم مؤشر لبرودة مناخية قادمة؟
تعرضت الأرض لفترة دفء مناخي في العصور الوسطى تحديداً بفعل اشتداد ظاهرة النشاط الشمسي، وقد أطلق عليها فترة الدفء الرومانية Roman Warm Period، ثم دخلت الأرض بعد ذلك في «عصر جليدي مصغـّر» استمر حتى مطلع القرن التاسع عشر، حينما بدأت ترتفع درجة الحرارة منذ ذلك الوقت واستمرت بوتيرة متصاعدة حتى يومنا هذا مدعمة بتلويث هائل ساهم في انطلاق ظاهرة الانحباس الحراري التي تعاني منها الكرة الأرضية اليوم وأدت إلى تغيرات مناخية عظيمة.
فنبدأ من نحو عام 800 للميلاد حيث تعرضت أوروبا بين القرنين التاسع والثاني عشر إلى فترة دفء مناخي ساهمت في التوسع في الإنتاج الزراعي بفعل جفاف الكثير من المستنقعات وزيادة الإنتاج الزراعي على نحو لم يشهد تاريخ القارة الأوروبية له مثيلاً.
ففي إنجلترا، مثلاً، انتشرت زراعة الكروم بفعل تغير المناخ صوب الدفء، وكانت إنجلترا تصدر النبيذ إلى فرنسا، حيث تزدهر هناك صناعة النبيذ اليوم؛ كما تطورت تكنولوجيا الزراعة وصناعة معدات الزراعة والأسلحة، فزادت الحاجة إلى حرق الحطب والفحم في صناعة المعدات المعدنية من خلال تكنولوجيا صهر خامات المعادن، الأمر الذي نجم عنه ضرر كبير للغابات، حيث فقدت فرنسا في تلك الفترة نحو 50% من غاباتها خلال فترة الدفء المناخي، كما يخبرنا براين فيجان في كتابه الأخير عن تاريخية الدفء المناخي.
ولكن فترة الدفء المناخي التي عصفت بالكرة الأرضية لم تمنع دخول الأرض في فترات صقيع وبرودة مرتفعة بين فينة وأخرى، ودليل ذلك تجمد بعض اجزاء نهر النيل عام 829 للميلاد. وهذه الظاهرة نجدها تتكرر اليوم، حيث تعاني مناطق كثيرة في العالم من تدني درجة الحرارة بالرغم من ظاهرة الدفء المناخي المعاصرة.
ومهما يكن من أمر، فقد أدت التغيرات المناخية في ظل ظروف اجتماعية وسياسية مناسبة إلى صعود الحضارات واندثارها، فإن تجمد أجزاء من نهر النيل في عام 829 للميلاد كان مؤذناً بفترة تدني درجة حرارة محدود على صعيد عالمي؛ وقد تزامن ذلك الحدث مع انهيار حضارة المايا في أمريكا الوسطى والتي تقع على خط العرض نفسه تقريباً. ولكن، مع مطلع القرن العاشر بدأ العالم يشهد نتائج معدل ارتفاع درجة الحرارة، فبدأ الثلج يذوب في المضيق الذي يفصل النرويج عن آيسلندا، فتأسس الاستيطان في آيسلندا نحو ذلك التاريخ وخلال فترة الدفء المناخي تحديداً.
وبالرغم من فترة الدفء المناخي، ففي شتاء عام 1010 – 1011، على سبيل المثال، كانت درجة الحرارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط متدنية جداً. كذلك تعرضت أوروبا إلى برد شديد وقارص خلال شتاء عام 1099 – 1100، وهو عام بداية حروب الفرنج «الحملة الصليبية الأولى»، كما هو معروف، وانتشرت المجاعات في معظم أرجاء أوروبا.
وتكررت المجاعات بفعل الطقس السيء بين عامي 1143 – 1145، كما حصلت مجاعة بسبب الجفاف عام 1215، باع الناس بسببها أطفالهم كعبيد للحصول على غذاء؛ فيما ذكر بعض المؤرخين أن الفقراء كانوا يأكلون لحاء الشجر والجيف الميتة في أيام المجاعة، وكانوا كثر.
ومع نهاية القرن الحادي عشر بدأ الطقس يميل إلى البرودة وحدثت أعاصير وفيضانات اجتاحت على إثرها الأمراض قارة أوروبا، فبدأ النزوح الشهير خلال حروب الفرنج في نهاية القرن الحادي عشر. وقد تزاحم المهاجرون إلى الشرق في القرن الثالث عشر حيث ازدادت البرودة ودمرت المحاصيل الزراعية في أوروبا.
أما القرن الرابع عشر فكان سيئاً جداً على الأوروبيين، إذ انهزموا في الشرق شر هزيمة، وفي عام 1315 أدى هطول الأمطار المستمر إلى تدمير المحاصيل الزراعية وانتشار المجاعات، وكان شتاء عام 1322 عنيفاً بحيث عطل الملاحة في المنطقة بأسرها، وفي عام 1347 انتشر الطاعون وحصد أكثر من ثلثي سكان أوروبا.
ما نريد قوله هنا أن تعرض الأرض لمواسم برودة شديدة لا يعني أن العالم لم يعد مهدداً بظاهرة الدفء المناخي، فالأحداث التاريخية الباردة التي ذكرناها خلال فترة الدفء المناخي هي دليلنا على ذلك.
وعليه، فإن تدني درجة الحرارة في بعض جزر اسكتلندا، مثلاً، وصل إلى نحو 23 درجة سلسيوس تحت الصفر، أي اقترب من درجة حرارة القطب الشمالي، وهي حالة شاذة يعتقد بعض العلماء أنها لن تتكرر لأكثر من موسم شتاء أو موسمين، لتعود الأرض لتشهد الارتفاع المتوقع في درجة الحرارة نتيجة ارتفاع نسبة غازات الدفيئة في الجو والتي تراكمت نتيجة نشاطات الإنسان المفرطة في الأنانية والشهوة العارمة للربح السريع، وذلك منذ الثورة الصناعية الكبرى التي انطلقت نحو نهاية القرن الثامن عشر وما زالت تتعاظم بوتيرة متسارعة حتى يومنا هذا.




المصدر:http://www.alrai.com/pages.php?news_id=316122

 
 
ضع تعليق بحسابك في الفيس بوك


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع



الساعة الآن 01:31 PM.
 

Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

   

تصميم المنافع لتقنية المعلومات