أحلام فتاة الربيع
هل تذكرتني حبيبي؟ قد تعودنا أن نلتقي كل عام في نفس هذا الموعد!! تدق باب أحلامي وترسل لي نسماتك العطرة وزهورك التي تحمل أسراري. أنت وحدك تعرفني .. تعرف فيَ الطفلة الحالمة , الفتاة المراهقة , الأنثى .. السيدةُ على عرشها , العجوز التي تحمل بداخل نفسها تجارب زمن من الحياة ...
ما ذا تقول يا حبيبي !!! أنا لست عجوزاً لا ياربيع لقد شاب شعر رأسي مع صبري على الزمان , ثقلُ الحمل والمواجع وأنا عند وعدي لك يا ربيعي تعاهدنا منذ طفولتي أن أخلص لك ولم ولن أتركك وحدك وسأظل طفلة نتقابل في كل عام نتعانق وتأخذني لعالمي الحالم الجميل.. تهمس لي !! بماذا تحلمين يا حبيبتي ؟؟
وأنا بلهفة طفولتي أحلم أن أكون فراشة اطير بأجنحتي وألواني الفاتنة إلى عبيرك الجميل .
وأعود احدثه ويحدثني ويرسل لي سرب اليمام والعصافير والحمام على سطح منزلنا الكبير .. أرفع ذراعي ورأسي للسحاب حالمةً أني طير أطير مع سرب الطيور المهاجرة واستنشق عبير الريحان والياسمين واهمس له .. أه ياربيعي أقول لك سر !! أنا الآن فراشة .. اصمت اصمت لا تخبر أحداً حتى لا يسخرون مني ..
وتسمعني وتبتسم لي شمسه الذهبية وترفعني نسماته العطرة لتأخذني لحديقة الجيران اطير من زهرة البنفسج إلى زهرة الفل ومنها إلى الوردة الدمشقية التي تتراقص وتتمايل مع تغريد العصافير , فهي دائماً لا تنسى أنها عروسة البستان تزف كل ربيع بين الزهور تنتظر العشاق تسمع أسرارهم وتنتظر كل حبيب يشكي لها من حبيب هجره ويرويها بدمعته , ويأتي الغروب وأعود بجناحي المتعب إلى أرض الواقع وأذهب لسونتي بعد عناء رحلتي ومنها إلى حجرة نومي أغمض عيني فأراه يطل من نافذة حجرتي يهمس لي !! هل نبدأ رحلةً جديدة غداً ؟
فاستنشق عبيره وبلهفةِ أقول له نعم نعم يا ربيعي كم أنا مشتاقة من الآن فأنا أغمض عيني ومازلت أرى ألوان زهورك وتغريد الطيور وأرى العصافير واليمام يحلقون في السماء يحتفلون بقدومك , يرسمون على الساحاب دوائر وسهم دائرة حبي وعشقي لك التي ليست لها بداية ولانهاية دائرةٌ مغلقة على حبك لا يدخلها إنس ولا جان ولاحتى قسوة الزمان , وسهم حبك بقلبي يا ربيعي أعشقك أعشقك نعم أعشقك ولا أحد يعلم السر سواي .
أنتظرك من العام تلو العام كالزهرة التي تنتظر ندى الصباح ليرويها ويهب لها الحياة من جديد ,, فما أجملك يا ربيع ........