كم أحبك يا مالك ابن الريب فانت من يصور شعوري و مشاعري عندما أرثي نفسي في كثير من مواقف الفراق
ما اروعك وانت تصور المشاهد تصوير سينمائي فهذه ليست قصيدة فحسب هي مشهد يجتث الأحاسيس والعواطف ويصورها مقاطع كاني اشاهدها واعيشها
قال هذه القصيدة قاطع طريق و شعره شاهدا على كثير من جيلنا ممن يدعي العلم والثقافة بانهم يفتقدون الكثير
و الكثير ليصلوا الى مستوى قاطع الطريق فكريا بل هم جهلة القرن الجديد
مالك بن الريب كان قاطع طريق
وقد مر به سعيد بن عثمان بن عفان حينما سار بجنده في طريق فارس
ودعاه للتوبه والانضمام للجيش فقال مالك لقد قطعت الطريق كثيرا فهل لي توبه فاجابه سعيد
ان الله يقبل التوبه من عباده فتاب وانضم للجيش وسار معهم حتى إذا أناخ الركب ، نزل مالك للقيلولة
ولما هموا بالرحيل أراد أن يلبس خفه فلسعته أفعى كانت قد اندست فيه فلما أحس بالموت أنشأ يرثي نفسه : وقد توفي في نهايتها
سمع اعرابي هذه المرثيه تنشد فقال ان قائل هذه الابيات يحتضر ويعالج سكرات الموت ولابد انه مات في نهايتها
فقيل له كيف عرفت هذا
قال ان البيت الاول اقوي من الثاني والثاني اقوى من الثالث وهكذا
فمالك ابن الريب كان قاطع طريق واسلم و انظم الى جيش سعيد ابن عثمان ابن عفان رضي الله عنه
وذهب مجاهد الى خرسان وعند عودته لبس خفه وكان فيه أفعى فلدغته
وقال هذه القصيدة وهو على مشارف الموت
متذكرا اهله ودياره ويتمنى ان يراها ثانية ولاكنه الفراق المر والاماني تتبخر معها
ويفرض الفراق نفسه على الشاعر وقيصدته
ويعترف الشاعر في قصيدته ويختار مكان قبره وشكله واصبح يترجى من معه بان يوسعوا له من القبر وان يبقوا معه يوم فان لم يكن فبعض ليلة لانهم تركوه وحيد بقفر من الأرض الموحشة
[youtube]HBgwQHcp1eU[/youtube]
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلــــة *****بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه***وليت الغضا ماشى الركاب ليالـيـا
لقدكان في أهل الغضا لودنا الغضا *** مزار ولـكـن الغضا ليس دانـيــا
ألم ترني بعت الضلالة با اــهـــدى *** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيـا
و أصبحت في أرض الأعادي بعدما ** أراني عن أرض الأعادي قاصيا
دعاني الهوى من أهل ودّي وصحبنتي *** بذي الطبسين ، فالتفت ورائـيــا
أجبت الهوى لما دعاني بزفـــرة *** تقنعت ، منها أن ألام ، ردائـيــا
أقول وقد حالت قرى الكرد بينـنا *** جزى الله عمرا خير ما كان جازيـا
إنْ الله يرجعني من الغزو لا أرى *** وإن قلّ مـالي طالبا ما ورائــيــــا
تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي *** سفارك هذا تاركي لا أبا ليا
لعمري لئن غالت خراسان هامتي *** لقد كنت عن بابي خراسان نائـيـا
فإن أنج من بابي خراسان لا أعد *** إليها و إن منيتموني الأمانيا
فلله دري يوم أتـرك طائـعـا *** بنـيَّ بأعلـى الرقمتين ، ومـالـيـا
ودر الظباء السانحات عشـيــة *** يخبّرن أنــي هالك من أمــامـيـا
ودر كبـيريَّ اللذين كلاهـمــا *** عليَّ شفيق ناصح لـو نـهانـيـا
و در الرجال الشاهدين تفتكي *** بأمري ألا يقصروا من و ثاقيا
ودر الهـوى من حيث يدعو صحابه *** ودر لجاجاتي ودر اتنـهائـيـا
تذكرت من يبكي علي فلم أجـــد *** سوى السيف الرمح الرديني باكيا
واشقر خنذيذ يجر عنانه *** الى الماء لم يترك له الدهر ساقيا
ولما تراءت عند مروٌ منيّتي *** وخلّ بها جسمي وحانت وفاتيا
أقولُ لأصحابي ارفعوني فإنني *** يقرُّ بعيني إن سهيل بداليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا *** برابيه إني مقيم لياليا
أقيما علي اليوم او بعض ليلةٍ *** ولا تعُجلاني قد تبيّن مابيا
وقوما إذا ما استُل روحي فهيّئا *** لي السدر و الأكفان ثم ابكيا ليا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي *** وردّا على عيني فضل ردائيا
ولا تحسُداني بارك الله فيكُما*** من الأرض ذات العرض ان توسعا ليا
خُذاني فجُرّاني ببردي إليكما *** فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
وقد كنت عطّافاً اذا الخيل أحجمت *** سريعاً لدي الهيجا إلى من دعا نيا
وقد كنت صبارا على القرن في الوغى *** سريعا إلى الهيجا إلى من دعانيا
فطورا تراني في ظلال و نعمة *** و يوما تراني و العتاق ركابيا
ويوما تراني في رحى مستديرة *** تخرق أطراف الرماح ثيابيا
وقوما على بئر الشبيكي فأسمعا *** بها الوحش والبيض الحسان الروانيا
بأنكما خلفتماني بقـفـرة *** تهيب عليّ الريح فيها السوافيا
ولا تنسيا عهدي خليلاي إنني ***تقطع أوصالي وتبلى عظاميا
فلن يعدم الولدان بثا يصيبهم *** ولن يعدم الميراث مني المواليا
يقولون لا تبعد و هم يدفنوني *** و أين مكان البعد إلا مكانيا
غداة غدٍ يا لهف نفسي على غد *** إذا أدلجوا عني و خلفت ثاويا
و أصبح مالي من طريف و تالد *** لغيري و كان المال بالأمس ماليا
فياليت شعري هل تغيرت الرحى **** رحى الحرب أو أضحت بفلج كما هيا
وياليت شعري هل بكت أم مالك *** كما كنت لو عالوا نعياك باكيا
إذا مت فاعتادي القبور وسلمي *** على الرمس أسقيتي السحاب الغواديا
تري جدثا قد جرت الريح فوقه *** غبارا كلون القسطلان هابيا
رهينة أحجار وترب تضمنت *** قرارتها مني العظام البواليا
فياراكبا إما عرضت فبلغن *** بني مالك و الريب ألا تلاقيا
وسلم على شيخيّ مني كليهما ***وبلغ كثيرا وابن عمي وخاليا
و عطل قلوصي في الركاب فإنها *** ستفلق أكبادا و تبكي بواكيا
بعيد غريب الدار ثاو بقفرة *** يد الدهر معروفا بأن لا تدانيا
أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى *** به من عيون المؤنسات مراعيا
وبالرّمل مني نسوةًّ لو شهد نني *** بكين وفدّين الطبيب المداويا
فمنهن أمّي وابنتاها وخالتي *** وباكية أخرى تهيج البوا كيا
وما كان عهد الرّمل مني وأهلهِ *** ذميماً ولا بالرّملِ و دّعت ُ قاليا