خيار آخر لخزن الكربون لا يحتاج إلا إلى الشمس والهواء
لمدة تزيد على عقد من السنين هناك مشروع منظم مازال مستمرا، يستهدف عزل الكربون في مناطق زراعية ومناطق أزيلت منها الغابات في گواتيمالا. ليس هناك حاجة إلى أنابيب تحت السطح أو محطات ضخ، كل ما نحتاج إليه هو الأشجار. فالنباتات تمتص أثناء نموها ثنائي أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتختزنه ككربون في صورة خشب. وعلى أمل أن يستفيدوا ماديا من هذه الوسيلة الطبيعية لعزل الكربون فقد استهلت الشركات والحكومات مجهودات إعادة زراعة الغابات reforestation والتشجير
(2) afforestation وزراعة الغابات واستغلالها
(3) agroforestry ضمن وسائل لمواجهة الالتزامات المتفق عليها في بروتوكول كيوتو
(4) .
في عام 1988 احتلت الشركة AES للكهرباء ـ ومقرها الولايات المتحدة ـ مركزا رياديا بالبدء في أول مشروع للتشجير مصمم ليعادل انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون. في ذلك الوقت، كانت الشركة AES على وشك البدء ببناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بحرق الفحم في ولاية كونيتيكت، كان من المتوقع أن تنفث 52 مليون طن من ثنائي أكسيد الكربون على مدى سنوات عمرها الأربعين. وفي أثناء عملها في گواتيمالا مع معهد الموارد العالمية (WRI) وهيئة الغوث (CARE)، ابتكرت الشركة AES فكرة تخصيص أراض جماعية لزراعة الأشجار community woodlots، كما أدخلت طرق زراعة الغابات ودربت فرقا على طرق مكافحة حرائقها. وطبقا لحسابات المعهد WRI فسوف يتم امتصاص ما يصل إلى 58 مليون طن من ثنائي أكسيد الكربون على مدى عمر المشروع. ويعمل حاليا أكثر من اثني عشر من تلك المشروعات في أربعة ملايين هكتار تقريبا من أراضي الغابات، ومن ضمنها أراض في الولايات المتحدة والنرويج والبرازيل وماليزيا وروسيا وأستراليا.
وطبقا للتوقعات الحديثة، فإن الغابات حول العالم تخزن اليوم نحو تريليون طن من الكربون. ويقدر العلماء أنه لمعادلة الانبعاثات الحالية من ثنائي أكسيد الكربون يجب أن يزرع الإنسان غابات جديدة كل سنة تغطي منطقة مكافئة لكل مساحة الهند. إن مشروعات التشجير ليست حلا سريعا ميسرا ولكنها تطرح فوائد جمة تراوح ما بين تهيئة بيئات أفضل للحياة البرية وإيجاد مزيد من فرص العمل. ومع ذلك فإن قدرات الأشجار على أن تشكل مكمنا للكربون محدودة؛ كما أن هذه المقاربة لها مضارها فزرع الأشجار يستنزف التنوع الحيوي للنباتات الفطرية ويمكن أن يؤثر سلبا في المجتمعات النباتية المحلية ويجبرها على تغيير موطنها. وكما هي الحال بالنسبة إلى كثير من الحلول المقترحة لتغير المناخ، فإن الأشجار ستكون مؤثرة فقط كجزء من التزام عالمي لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

تُزرع بادرات الأشجار بوساطة العمال في فيجي ضمن جهود استعادة الغابات.