قراءة الطقس والتوقعات بين الأحكام الشرعية والفلسفات المنطقية و الإشارات الميدانية ورموز الخرائط العالمية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله 000000000وبعد
سوف أقدم في هذا الموضوع سلسله من الدروس المهمة جداً والتي اعتبرها عصارى جهدي في عدة مجالات
وسوف تجد في هذا الموضوع كل ما تريد من القضايا الهامة والأسس الحتمية والقواعد الكلية والفوائد المختلفة واهمها الأحكام الشرعية المتعلقة بالطقس
ومن أهم النقاط التي سوف أتطرق لها
قطع النزاع في ما يحرم وما لا يحرم في التوقعات المناخية والألفاظ والمصطلحات
حيث كثر الجدل في تلك النقطة واخذ من ليس له باع في العلم الشرعي في القول بالتحريم أو التحليل دون دليل أو مستند شرعي أو بصوره خاطئة لفهم هذا الدليل والمستند
ومن النقاط المهمة أيضا كيفية قياس بعض العناصر الجوية الأساسية وكيفية إعداد الخرائط وقراءتها وشرح الرموز المستخدمة تشمل الخرائط التحليلية وكذلك صور الأقمار الصناعية واللادارات وكيفية القراءة والمتابعة
وأخيراً الخوض في الوضعية المناسبة لجزيرة العرب من حيث توفر بعض العناصر كالاحترار و توزيع المنخفضات والمرتفعات على خارطة العالم
أي متى تستفيد جزيرة العرب ومتى لا تستفيد
وسوف أضيف المباحث والنقاط والفوائد على حسب القدرة والوقت
ويمنع الرد تماماً إلا من قبل الإداريين والمشرفين للضرورة فقط
حتى انتهي وسوف اتلقى بعدها الردود والملاحظات والاستفسارات والإضافات من الجميع ان شاء الله
والله اسأل أن يتمم الأمور على خير
المناخ وحياة الانسان
متابعة الطقس فطره في الإنسان وعنصر أساسي لبقاء كل مخلوق وعلى رأسهم هذا الانسان المكرم بالعقل والدين عن بقية المخلوقات
ولقد اهتم الإنسان منذ نشأتة في هذه الحياه وبدأ ممارسة سلوكه على هذا الكون بمتابعة المناخ وتقلبات الطقس حيث شملت على ثلاثة أسس هامه لدى الإنسان
عنصر الحياه من الماء والغذاء
قال تعالى
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءإِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ
عنصر الابتهاج والسرور والتعجب
قال تعالى
" اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
عنصر الخوف والإثارة وخشية الإهلاك
قال تعالى
وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)
ومن سنن الله الكونية أن جعل مقدمات من الاسباب في جوانب كثيره ومنها المناخ يستدل بها الإنسان على النمط الذي سوف يسود خلال فترات طويلة الأمد
بعيدة الأمد : تتراوح من الشهر والنصف إلى الأربعة الأشهر
مثل معرفته بدخول الفصول الأربعة ونمط كل فصل
وفترات متوسطة الأمد من نصف الشهر إلى الشهر
وهي تكون فترات انتقاليه في كل فصل
وفترات قريبة الأمد
من يوم إلى عشره أيام
وفترات حالية الأمد من العشر الدقائق إلى الثلاث ساعات إلى الأربع والعشرين ساعة
والثلاث الأولى يطلق عليها مناخ والأخيرة (طقس)
أما مثال الأول
معرفته بالفصول الأربعة كما ذكرنا
فيعرف الإنسان أن الشتاء بارد وأن الصيف حار وجاف والربيع يكون بعد الشتاء ويشمل أمطار مختلفة في النمط في الشتاء ويغلب عليه الاعتدال بتدرج من البرودة إلى الحرارة
والخريف يأتي بعد الصيف وتتهيأ فيه الفرصة والاستعداد للأمطار وهو فترة اعتدال بتدرج الحرارة إلى البرودة
وتعرف الإنسان أيضاً بالاستقرار على حركة الكائنات الحية والنباتات من حوله خلال تلك الفصول فعرف مواسم خروج النباتات وموسم الزراعة وخروج الحشرات والحيوانات والطيور ومواسم تكاثرها وكذلك انتشار الأمراض بسبب انتشار الفيروسات والجراثيم والحشرات المسببة لبعض الأمراض من البعوض وغير ذلك من الظواهر
واستطاع بمعرفة الرياح أن يستدل على مدى قرب الأمطار سواء على فترات متوسطة أو فترات قريبة أو فترات حالية
فعرف أن هبوب الرياح الجنوبية هي رياح مبشرة والملقحة وإنذار بوجود فرص أمطار وعواصف قريبةهذا في الغالب بخلاف الرياح الشمالية والشمالية الغربية فيعرف بأن الوقت سوف يكون أطول فأمامه من الإسبوع إلى الشهر إلى الستة أشهر وذلك حسب الفصل والمكان
كما فرق بين الرياح المهيئة والمبشرة وهي السابقة للحالات المناخية
والرياح التي تكون مصاحبة للحالة فأصبح يستدل بالرياح للحالات المناخية مدى قرب واتجاه وشدة الحالة والأثر الناتج عنها من أمطار وسيول وعواصف وغير ذلك تحت ضابط النسب المتوقعة وليس بالجزم
بل وصل إلى أكثر من ذلك فهو يعرف بنظره واحده للسحب فيستدل من الهيئة العامة والمنظر الحالي على قوة وضعف السحب مدى تطورها في المستقبل القريب أو البعيد أو تخلفها
والناس في هذا الباب بين مقل أو مكثر فمن الناس لا يعلم في المناخ إلا حال وقوع الحدث وتلقي الحدث فقط ومن الناس من يعرف تفاصيل الحدث بدقة كبيرة قبل وقوعه وذلك عن طريق العلم بالأسباب الدالة على ذلك وهو علم سببي حقيقي علمه الله من يشاء من عباده
ومن حكمة الله أن جعل قضاه وقدره مبني على الأسباب
التي يترتب عليها حصول ما قضاه في الكون
وهذه سنه كونيه لا تتبدل إلا في الخوارق للعادات وهي على غير الأصل ولا يملكها إلا الله في ظروف معينه حيث يقتضي الأمر إبطال خصائص المسبب وهذا بيد الخالق وحده
وأكبر شاهد قصة ابراهيم عليه السلام والنار
فأن أراد أن يغير ما قضاه سبحانه لحكمه والأمر له هيأ أسباب المنع بعد الإيجاد أو أسباب القلة بعد الكثرة
فيقدر السبب والأثر الناتج المترتب عليه وهذا هو الأصل المعتاد والسنة الكونية المضطردة
وهذا لحكمه عظيمه وبهذا استطاع الإنسان أن يصل إلى النتائج من خلال التوقعات في الحياه بعمل أسباب الإيجاد وتفادي أسباب المنع
ويعد سفيه وقد يعاقب إذا خالف تلك القاعدة فوقع جراء ذلك في الخطأ المضر به أو بغيره
وهذا واضح في الشرع لمن تأمل والأمثلة كثيرة بل الدين والدنيا جميعاً قائما على تلك القاعدة
وسوف يأتي مزيد بيان عندما نتكلم عن نسب التوقع وتداخل النسب بين الواقعيه والمصطلحات اللفظيه
فصل
التوقع امر حتمي في الحياه في جميع المجالات واقره الشرع
انتظرونا قريبا