الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على القائد الأعلى وسيد المجاهدين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
فهذه بعض الوصايا التي أوصي بها إخواني المرابطين في سبيل الله , في جازان فأقول مستعيناً بالله تبارك وتعالى .
أولاً : إخلاص النية لله تبارك وتعالى , ولتعلم أخي أن من الناس من يغفل عن إخلاص النية لله , فتجده يقاتل حمية أو لكي يقال عنه أنه شجاع فإن من كان هذا شأنه فقد خاب وخسر , فإن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة وذكر منهم المجاهد يقاتل في سبيل الله لكي يقال شجاع فقد قيل ثم يطرح على وجهه في النار عياذ بالله تبارك وتعالى .
ثانياً : اعلم أخي المرابط في سبيل الله أن النصر من عند الله وحده ( وماجعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم ) الآية
ولو تأملنا قليلاً لماذا عزل الفاروق عمر رضي الله عنه خالدًا عن الشام، والمثنى بن الحارثة عن العراق: \"ما عزلهما إلا ليعلم الناس أن الله تعالى نصر الدين لا بنصرهما، وأن القوة لله جميعًا\". رضي الله عن الصحابة أجمعين .
ثالثاً : إياكم أيها المرابطون أن تغتروا بكثرتكم وقوتكم وبقوة أسلحتكم فإن هذا هو الطريق إلى الهزيمة والفرار من أرض المعركة ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغنِ عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) الآية
رابعاً : الإكثار من ذكر الله فإن الذكر لله تعالى مع الصبر والثبات سبب للفلاح والظفر بالأعداء، كما قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ) الآية
وخاصة قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) قال ابن القيم رحمه الله تعالى وقد سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يذكر أثراً في هذا الباب ويقول ( إن الملائكة لما أمروا أن بحمل العرش قالوا : يا ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك ؟ فقال قولوا : لا حول ولا قوة إلا بالله , فلما قالوها حملوه .
قال ابن القيم : وهذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة وتحمل المشاق والدخول على الملوك ومن يخاف وركوب الأهوال ولها أيضا تأثير عجيب في دفع الفقر
الوابل الصيب (ص : 164 ) .
خامساً : المحافظة على الصلاة إذ أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يتركها حتى في أرض المعركة .
سادساً : اعلم أن لك أباً وأماً أو زوجة وأبناء , قلقون عليك فلا تقطع الاتصال بهم ولو برسالة.
سابعاً : عليكم بالصبر , فإن هذه الفتنة تحتاج إلى صبر وثبات فهي ليست بالأمر السهل إذ وصفها الله في كتابه فقال (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله ألا ان نصر الله قريب ) الآية
وقال (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً ... ) الآية
ثامناً : أن فعل الأسباب من لبس الدروع وحمل السلاح والزاد وغيره لا ينافي التوكل .
تاسعاً : الإكثار من الدعاء لما ورد من حديث سهل بن سعد مرفوعاً : \" ثنتان لا تردان ، أو قلما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً \" رواه أبو داود وهو صحيح انظر صحيح الجامع (3079 ) .
عاشراً : الابتعاد عن المعاصي فهي من أسباب الهزيمة لقوله تعالى (إنّ الذين تولّوا منكم يوم التقى الجمعان إنّما استزلّهم الشّيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إنّ الله غفور رحيم ) الآية
أخوكم . عبد العزيز بن حمود الصائغ .