بسم الله الرحمن الرحيم
من وسائل وألوان إفساد اليهود فى الأرض ما أظهره اليهود في هذا العصر من تعاون وتساند، واحتيال ومكر، وصلوا عن طريقة إلى إنشاء دولة لهم بفلسطين، هو أمر مؤقت، فإن وجودهم بفلسطين لن يستمر طويلاً مهما نُوصروا وأُعينوا، بل هو في الحقيقة من علامات نهاية اليهود بل ستعود فلسطين إلى أهلها متى صدق المسلمون في جهادهم، واتبعوا تعاليم إسلامهم، وأعدوا العدة الكاملة لاسترداد أرضهم المغتصبة وإن التاريخ ليشهد بأن المسلمين قد تعرضوا للكثير من أذى اليهود ومكرهم وتعديهم، ولكن الله تعالى نصر المؤمنين عليهم بفضل إخلاصهم له، واعتمادهم عليه، وحسن استعدادهم لملاقاة أعدائهم
إن إفساد اليهود في الأرض أمر اتَّسع نطاقه وعمَّ بلاؤه، وتعدَّدت أساليبه وتنوَّعت وسائله، وهذه بعض ألوانه ونحن نذكرها على سبيل المثال لا الحصر فإن اليهود تفنَّنوا في التنكُّر وتلبيس الحق بالباطل وكم من مفسدة في الأرض ظهر فيما بعد أنهم كانوا وراءها وهم الذين خططوا لها ومنها التصفية بالخطف والقتل والاغتيال
قتل اليهود من أنبياء الله تعالى زكريا ويحيى عليهما السلام، وحاولوا قتل عيسى عليه السلام، واتخذوا جميع السبل لذلك إلا أن الله تعالى عصمه منهم لأسباب خارجه عن إرادتهم، وحاولوا أيضاً قتل النبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم لم يفلحوا! لأن الله تعالى نجَّاه من شرورهم ومكرهم
والذي يتتبع التاريخ في جميع مراحله، يجد أن رذيلة الخطف والقتل والاغتيال طبيعة في اليهود في كل عصورهم والذي ينظر للكثير من عمليات التصفية بالاختطاف وبالقتل وبالاغتيالات في العصر الحديث في جميع أنحاء العالم من مسئولين في الأمم المتحدة، ونشطاء سلام، أو ساسة غربيين وعرب ومسلمين، وعلماء ذرة ومناضلين، ثبت بالدليل القاطع اغتيالهم على أيدي اليهود؛ يعلم يقيناً أنَّ الخطف والقتل والتصفية والاغتيال صفة ملازمة لفسادهم، وأداة أصيلة لتحقيق أغراضهم على مرِّ السنين والأعوام منها ايضاً التجسس
التجسس على الدول المختلفة من أهم الوسائل التي يستغلها اليهود لمصلحتهم وللإفساد في الأرض. وقد حكي القرآن الكريم عنهم أنهم كانوا يظهرون الإيمان ويخفون الكفر، ثم يحضرون مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسمعوا منه ما يقول، ثم ينقلوا ما يسمعونه إلى زعمائهم وأبناء ملتهم ومن ذلك قوله تعالى :
(وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (176آل عمران)
أي أنهم عيون وجواسيس لقوم آخرين لم يأتوك ولم يحضروا مجالسك، وقد ساق ابن إسحاق أسماء بعض اليهود الذين أظهروا الإسلام نفاقاً، ليتمكنوا من التجسس على المسلمين، فقال: وكان ممن تعوذ بالإسلام ودخل فيه مع المسلمين وأظهره وهو منافق من أحبار اليهود: سعد بن حنيف، وزيد بن اللصيت، ونعمان ابن أوفى، ورافع بن حريملة، ورفاعة بن التابوت، وكان هؤلاء المنافقون يحضرون إلى المسجد، فيستمعون إلى أحاديث المسلمين ويسخرون ويستهزءون بدينهم، فاجتمع يوماً فى المسجد منهم أناس، فرآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدثون بينهم خافضى أصواتهم، قد لصق بعضهم ببعض، فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجوا من المسجد إخراجاً عنيفاً
والخلاصة أن التجسس من الأعمال التى برع فيها اليهود، ولا يزال من أهم الوسائل التى يلجأون إليها لمعرفة أسرار الدول والجماعات ليستغلوا هذه الأسرار فى خدمة مصالحهم وللكيد لغيرهم وفى نشر الفساد فى الأرض والوقيعة، وتكاد كل الوسائل الحديثة من أساليب التجسس والمخابرات وتجنيد الجواسيس وجمع المعلومات وتحليلها بالوسائل التقنية والحديثة مما لا يخطر على البال، تكاد تكون من صنع أيديهم او من يسخرونه لأغراضهم الدنيئة منها أيضا التستر خلف الأديان
إن تسترهم بالأديان قد يكون لأغراض أخرى كثيرة، من أهمها خدمة عقيدتهم اليهودية،خدمة مصالحهم الشخصية ،نشر الشرور فى الأمم التى ليست على ملَّتهم ولقد دخل اليهود جميع الأديان نفاقاً لخدمة يهوديتهم؛ فدخلوا البوذية، والمسيحية، والإسلام
ومن أشهر اليهود الذين تظاهروا بالدخول فى الإسلام، وأثاروا الفتن والمنازعات بين المسلمين عبدا لله بن سبأ المتوفى سنة 40 هجرية ذلك اليهودى الذى لم يكن يضمر للمسلمين إلا الشَّر، فهو الذى قام بتكوين الجمعيات السرية لزعزعة العقيدة الإسلامية فى النفوس، وأخذ يتنقل فى الأقطار الإسلامية لينشر سمومه وشروره كما نادي هذا المنافق بأمور ما أنزل الله بها من سلطان، كقوله برجعة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أخذ يفسر الآيات القرآنية تفسيراً سقيماً ليؤيد أقواله، كما أنه وضع الأحاديث ليدعم بها رأيه، وقد استطاع بدهائه ومكره أن يضم إلى صفه عدداً كبيراً من ضعاف الإيمان واستطاع أن يثير الفتن والدسائس التى أدت إلى مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه
ومن أخطر الجماعات التى تسترت بالإسلام فى العصر الحديث لكي تكيد له جماعة الدونما فى تركيا ، فإن هذه الجماعة أفرادها يهود لحماً ودماً، ولكنهم تظاهروا بالإسلام حتى قضوا على الدولة العثمانية كان لجماعة الدونما فى تركيا أكبر الأثر فى طرح تركيا لدينها الإسلامي، ومحاربة اللغة العربية، والتنصل من أية صلة بالعرب، والمناداة بالجامعة الطورانية للتخلص من الإسلام، وذلك لأنه بعد أن تولى مصطفى كمال أتاتورك حكم تركيا تحولت إلى دولة علمانية لا تعترف بالدين الإسلامى ولا بغيره، ومصطفى كمال هذا ما هو إلا صنيعة من صنائع حزب الدونما فى تركيا، وقد بدأت الأحوال فى التغيير الآن وسبحان من يفعل ما يريد
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...C9&id=86&cat=2
منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا