قصيدة أبو الحسن التهامي في رثاء ولده وفي عام 416 للهجرة وقبل ما يربو على الف عام 
وقال بيت هو القصيدة وهو الحياة التي يكثر فيها الفساد بفساد الاخلق و الحال 
 
زمن كأم الكلب ترأم جروها = وتصد عن ولد الهزبر الضاري
 
وصف التهامي تغير الحال بانه عند تغير الدنيا بطبع اهلها و فساد خلقهم ودينهم تصبح لا تعطي الا من يكون ذو مواصفات ساقطة فاصبح من يمشي في طريق غير سوي يجد باب يدر عليه المال القذر 
كلبن الكلبة و الذي لا يستسيغه الا ابنها 
لان الحرام يتسابق عليه المجرمون و تغلق الابواب دون الاسود ومن الطبيعي ان تصد ام الكلب ابن الهزبر و ترضع جروها 
فصبرا يا هزبر فالبن ليس لك و لن ترضاه نفسك الكريمة 
فما سطره التهامي اجده في المحيط القريب مني
فاجد العفيف الكريم كمن تضور جوعا و الكاذب الصعلوك تضلع شبعا
 
 
 
 
 
 
حكم المنية في البرية جاري = ما هذه الدنيا بدار قرار 
 
 
 
بينا يرى الإنسان فيها مخبراً = حتى يرى خبراً من الأخبار 
 
 
 
طبعت على كدر وأنت تريدها = صفواً من الأقذاء والأكدار 
 
 
 
ومكلف الأيام ضد طباعها = متطلب في الماء جذوة نار 
 
 
 
وإذا رجوت المستحيل فإنما = تبني الرجاء على شفير هار 
 
 
 
فالعيش نوم والمنية يقظة = والمرء بينهما خيال ساري 
 
 
 
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت = منقادة بأزمة الأقدار 
 
 
 
فاقضوا مآربكم عجالاً إنما = أعماركم سفرٌ من الأسفار 
 
 
 
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا = إن تسترد فإنهن عواري 
 
 
 
فالدهر يخدع بالمني ويغص إن = هنا ويهدم ما بنى ببوار 
 
 
 
ليس الزمان وإن حرصت مسالماً = خلق الزمان عداوة الأحرار 
 
 
 
إني وترت بصارم ذي رونق = أعددته لطلابة الأوتار 
 
 
 
أثني عليه بأثره ولو أنه = لم يغتبط أثنيت بالآثار 
 
 
 
يا كوكباً ما كان أقصر عمره = وكذاك عمر كواكب الأسحار 
 
 
 
وهلال أيام مضى لم يستدر = بدراً ولم يمهل لوقت سرار 
 
 
 
عجل الخسوف عليه قبل أوانه = فمحاه قبل مظنة الإبدار 
 
 
 
واستل من أترابه ولداته = كالمقلة استلت من الأشفار 
 
 
 
فكأن قلبي قبره وكأنه = في طيه سر من الأسرار 
 
 
 
إن يحتقر صغراً فرب مفخم = يبدو ضئيل الشخص للنظار 
 
 
 
إن الكواكب في علو مكانها = لترى صغاراً وهي غير صغار 
 
 
 
ولد المعزى بعضه فإذا مضى = بعض الفتى فالكل في الآثار 
 
 
 
أبكيه ثم أقول معتذراً له = وفقت حين تركت آلام دار 
 
 
 
جاورت أعدائي وجاور ربه = شتان بين جواره وجواري 
 
 
 
أشكو بعادك لي وأنت بموضع = لولا الردى لسمعت فيه سراري 
 
 
 
والشرق نحو الغرب أقرب شقة = من بعد تلك الخمسة الأشبار 
 
 
 
هيهات قد علقتك أشراك الردى = وأعتاق عمرك عائق الأعمار 
 
 
 
ولقد جريت كما جريت لغاية = فبلغتها وأبوك في المضمار 
 
 
 
فإذا نطقت فأنت أول منطقي = وإذا سكت فأنت في إضماري 
 
 
 
أخفي من البرحاء ناراً مثلما = يخفى من النار الزناد الواري 
 
 
 
وأخفض الزفرات وهي صواعد = وأكفكف العبرات وهي جواري 
 
 
 
وشهاب زند الحزن إن طاوعته = وار وإن عاصيته متواري 
 
 
 
وأكف نيران الأسى ولربما = غلب التصبر فارتمت بشرار 
 
 
 
ثوب الرياء يشف عن ما تحته = فإذا التحفت به فإنك عاري 
 
 
 
قصرت جفوني أم تباعد بينها = أم صورت عيني بلا أشفار 
 
 
 
جفت الكرى حتى كأن غراره = عند اغتماض العين حد غرار 
 
 
 
ولو استزارت رقدة لدجا بها = ما بين أجفاني إلى التيار 
 
 
 
أحيي ليالي التم وهي تميتني = ويميتهن تبلج الأنوار 
 
 
 
حتى رأيت الصبح يرفع كفه = بالضوء رفرف خيمة كالقار 
 
 
 
والصبح قد غمر النجوم كأنه = سيل طغى فطمى على النوار 
 
 
 
وتلهب الأحشاء شيب مفرقي = هذا الضياء شواظ تلك النار 
 
 
 
شاب القذال وكل غصن صائر = فينانه الأحوى إلى الأزهار 
 
 
 
والشبه منجذب فلم بيض الدمى = عن بيض مفرقه ذوات نفار 
 
 
 
وتود لو جعلت سواد قلوبها = وسواد أعينها خضاب عذاري 
 
 
 
لا تنفر الظبيات عنه فقد رأت = كيف اختلاف النبت في الأطوار 
 
 
 
شيئان ينقشعان أول وهلة = ظل الشباب وخلة الأشرار 
 
 
 
لا حبذا الشيب الوفى وحبذا = شرخ الشباب الخائن الغدار 
 
 
 
وطري من الدنيا الشباب وروقه = فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري 
 
 
 
قصرت مسافته وما حسناته = عندي ولا آلاؤه بقصار 
 
 
 
 
نزداد هما كلما ازددنا غنى = والفقر كل الفقر في الإكثار 
 
 
 
ما زاد فوق الزاد خلف ضائعاً = في حادث أو وارث أو عاري 
 
 
 
إني لأرحم حاسدي لحر ما = ضمت صدورهم من الأوغار 
 
 
 
نظروا صنيع الله بي فعيونهم = في جنة وقلوبهم في نار 
 
 
 
لا ذنب لي كم رمت كتم فضائلي = فكأنما برقعت وجه نهاري 
 
 
 
وسترتها بتواضعي فتطلعت = أعناقها تعلو على الأستار 
 
 
 
ومن الرجال معالم ومجاهل = ومن النجوم غوامض وداري 
 
 
 
والناس مشتبهون في إيرادهم = وتباين الأقوام في الإصدار 
 
 
 
عمري لقد أوطأتهم طرق العلى = فعموا ولم يقعوا على آثاري 
 
 
 
لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا = وعمى البصائر من عمى الأبصار 
 
 
 
هلا سعوا سعي الكرام فأدركوا = أو سلموا لمواقع الأقدار 
 
 
 
ذهب التكرم والوفاء من الورى = وتصرماً إلا من الأشعار 
 
 
 
وفشت خيانات الثقات وغيرهم = حتى اتهمنا رؤية الأبصار 
 
 
 
ولربما اعتضد الحليم بجاهل = لا خير في يمنى بغير يسار 
 
 
 
لله در النائبات فإنها = صدأ اللئام وصيقل الأحرار 
 
 
 
هل كنت إلا زيرة فطبعنني = سيفاً وأطلق صرفهن غراري 
 
 
 
زمن كأم الكلب ترأم جروها = وتصد عن ولد الهزبر الضاري
 
طبعت على كدر وأنت تريدها = صفواً من الأقذاء والأكدار
 
ومكلف الأيام ضد طباعها = متطلب في الماء جذوة نار 
 
وإذا رجوت المستحيل فإنما = تبني الرجاء على شفير هار 
 
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت = منقادة بأزمة الأقدار 
 
 
إن الكواكب في علو مكانها = لترى صغاراً وهي غير صغار 
 
 
جاورت أعدائي وجاور ربه = شتان بين جواره وجواري 
 
 
ثوب الرياء يشف عن ما تحته = فإذا التحفت به فإنك عاري 
 
 
 
نزداد هما كلما ازددنا غنى = والفقر كل الفقر في الإكثار 
 
 
 
ما زاد فوق الزاد خلف ضائعاً = في حادث أو وارث أو عاري 
 
 
 
إني لأرحم حاسدي لحر ما = ضمت صدورهم من الأوغار 
 
 
 
نظروا صنيع الله بي فعيونهم = في جنة وقلوبهم في نار 
 
 
 
لله در النائبات فإنها = صدأ اللئام وصيقل الأحرار