ما زال طعم الحلوى في فمي يا عمي
دخلت الممرضة جناح التنويم في المستشفى واقتربت من سرير رجل كبير في السن وبجانبه شاب كان يعتني به وقوم بشئونه ومجالسته وملاطفته وهذا الشاب يحضر يومياً لهذا الرجل
والممرضة كانت تشاهد ذلك وتقول في نفسها هذا الوفاء غريب هذه الأيام يندر وجود من يعتني بأباه بهذا الشكل
وأقتربت من الرجل الكبير وقالت كيف حالك يا عمي ما شاء الله إبنك بار بك الله يحفظه لك
فنظر الرجل إليها وقطب جبينه و أغمض عينه ثم إبتسم
ففهمت الممرضة من تعبير وجه الرجل أن هذا الشاب ليس بإبنه
وقالت له : تعني أن هذا الشاب ليس إبنك
قال : نعم ليس إبني و أنا مندهش من تصرفه نحوي ويوجد من تصرفه ما هو أكثر من ذلك منذ مرضت أخذ زوجتي وأسكنها مع زوجته
والتفت الرجل إلى الشاب وقال : له ما الذي يحملك على رعايتي
فرد عليه الشاب : ما زال طعم الحلوى في فمي يا عمي
ففهم الرجل الكبير معنى ومغزى كلام الشاب
والممرضة تسمع هذا الكلام ولم تفهم
فقالت الممرضه : هل هذا لغز ، ما معنى ذلك
فقال : الرجل كنت جار أهل هذا الشاب فمات أبوه
و أنا أقوم بواجبي في العزاء رأيت هذا الشاب وهو طفل صغير جالس بجوار الجدار يبكي على أباه
فأقتربت منه وطبطبت على ظهره ومسحت على رأسه
وقلت له يا ولدي الله يرحم أبوك كان رجل صالح
قوم غسل وجهك ولا تبك وكن صالح مثل أبوك
واجتهد و أنجح في حياتك
ثم أخرج من جيبه قطعة حلوى و أعطاها للصغير و أنصرف
فقال الشاب نعم ياعمي ما زال طعم الحلوى في فمي
وقد أثرت بي كلماتك فكانت سبب نجاحي في الحياة
وكنت أشاهدك بين فترة و أخرى ثم إنقطعت أخبارك عني
فسألت عنك فقالوا إنك مريض فأتيت لزيارتك
وسبب عنايتي بك هو الوفاء لنصيحتك الغالية
و أنا أعتبرك مثل أبي
ثم قبل الشاب رأس الرجل فنزلت الدموع من عين الرجل
ولم تتمالك الممرضة هذا الموقف المؤثر فنزلت الدموع من عينيها أيضا
هذه القصة سمعتها في الراديو وفهمتها ودونت عنوانها في ورقة
ثم أعدت صياغتها بأسلوبي
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم و إستحسانكم