المطر نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى به حياة البشر والبهائم والأرض فبنزوله تنبت الأرض خيراتها وتعم البركات وتكثر الخيرات ، وينعم به متى شاء على عباده، ولا يعلم أحد متى ينزل المطر إلا الله تعالى، قال عز وجل: ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ( لقمان : 34 )
قال الحافظ ابن كثير: هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها، فلا يعلمها أحد إلا بعد إعلامه تعالى بها، فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبيّ مرسل، ولا ملك مقرب، وكذلك إنزال الغيث لا يعلمه إلا الله، ولكن إذا أمر به علمته الملائكة الموكلون بذلك (تفسير القرآن العظيم: 6/315).
ونسبَ تعالى إنزال المطر إليه، فقال عز وجل: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْء ) ( الأنعام : 99 ) والأمطار خير للبلاد والعباد، فبنزول المطر تحيا الأرض، قال تعالى: ( وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمِ يَسْمَعُونَ ) ( النحل : 65 )، وبحياة الأرض ينبت الكلأ والعشب وتخضر الأشجار، كما قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ)، وأما اخضرار الأرض فيدلّ عليه قول الباري جل وعلا: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً). (الحج:63).
ولا شك أن في هذا خير عظيم للناس؛ حيث يزيد الماء في الآبار، وتتوفر مياه الشرب، وتسقى المزارع والحدائق وينعم الناس بالربيع حينما تَخْضَرّ الأشجار, وتنمو النباتات, وتتفتح الأزهار التي تنشرح لها النفوس، وفي المطر. نعمة للبهائم؛ حيث فيه ما يروي عطشها، وتأكل طعامها من الأعشاب الخضراء، وتنعم بالمراعي الغنّاء.
فنسأل الله تعالى أن يجعل ما يُنزل علينا من الأمطار بفضله وبرحمته وبرضاه.