بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
تقلبات الطقس اليومية حول العالم أصبحت محورية في صناعة الأخبار ،
والأكثر لفتاَ للإهتمام في كافة وسائل الإعلام ، ومؤثر قوي في شؤون الحياة كلها ،
وتشخيصة أصبحت تستنزف الكثير من المال والوقت لمحطات الرصد المنتشرة حول العالم ..
وملمح الصيف الحالي هو مادفعني لكتابة هذا الموضوع..
الغطاء السحابي الكثيف الذي عبر أجواء الجزيرة العربية على مدى الأيام الماضية
وميز الطقس الصيفي هذا العام في حالة غير مسبوقة على الأقل خلال العقود الخمسة الماضية ..
<?xml:namespace prefix = o /><o:p></o:p>
<o:p></o:p>
لقد طرأت تغيرات حقيقية على ملامح المنخفض الأسيوي (الهند الموسمي)
، وهذه التغيرات ظهرت ملامحها بشكل متدرج مع بداية العقد الماضي من القرن الميلادي الحالي ،
وقد أشرت إلى ذلك من خلال بعض الردود والموضوعات والنقاشات التي لها صلة بهذا الموضوع خلال السنوات الماضية..
<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p>ولأن الأسباب دائماَ وأبداَ بيد مسبب الأسباب-الله وحده سبحانه وبحمده ..<o:p></o:p>
</o:p>-فإن الملاحظ هو أنه بالرغم من تكاثر تلك السحب بأنواعها العالي والمتوسط في الأيام الماضية ،
إلا أنها غير ممطرة ، وقد يعزى أسباب ذلك هو أولاَ في الأجواء الجافة جداَ أثناء عبور تلك السحب ،
في ظل توقيت الصيف والظروف الصحراوية القاسية
الأمر الذي جعل منها سحب دافئة غير ممطرة ، تدفعها الرياح النفاثة في طبقات الجو العليا في الاتجاه الشمالي الغربي،
وبالتالي تفقد جزء من رطوبتها ، كما ترافق ذلك أيضاَ مع ضعف عام في احترار بحر العرب وبحر عمان والخليج العربي..
الرطوبة..العنصر المركزي في الطقس
فتوفر غطاء من الرطوبة السطحية والعلوية بنسبة عالية-مهم بعد أمر الله
لدعم تكاثف تلك السحب حتى تبرد لتتحول من سحب عالية ومتوسطة إلى خلايا باردة ومنخفضة
لكي تمطر بعد أمر الله ، كما هو الحال في المناطق الأستوائية ،
أو عندما توجد منطقة احتباس تتجمع من خلالها السحب والرطوبة بنسبة كافية
وبالتالي تتحسن فرصة تساقط الأمطار بشكل أفضل .. والله تعالى أعلم .<o:p></o:p>
الحالات النادرة التي تهطل فيها الأمطار في منتصف الصيف في وسط المملكة على وجه التحديد ،
هي في الغالب تكون في نطاق جغرافي ضيق ولا تتكرر خلال الصيف الواحد إلا مرة أو مرتين ولمدة ساعات قليلة ،
وتختلف ملامحها من حالة إلى أخرى من حيث كمية الأمطار،
لكن الأجواء المصاحبة لها تكون في الغالب شديدة الحرارة ، مع سكون في الرياح أي (احتباس حراري مؤقت)
فهي عبارة عن منخفض محدود يتولد في العادة عن المنخفض الأم وهو المنخفض الأسيوي (الهند الموسمي) ،
وكلما رافق هذه الحالات رطوبة سطحية عالية
فإن فرصة الأمطار والسيول تكون أكبر بمشيئة الله تعالى
وعندما تتحول السحب إلى رعدية تهب رياح هابطة مغبرة وقوية
ولكن على مدى زمني قصير جداَ ثم يعقبها المطر بأمر الله تعالى وتخفف درجات الحرارة قليلاَ ..
<o:p></o:p>
وهناك حالات أخرى تختلف في طبيعتها بعض الشيء
وتنتج بأمر الله عن ارتفاع كبير في نسبة الرطوبة السطحية في وسط المملكة
نتيجة انتقال رطوبة الخليج العربي-المرتفعة أصلاَ -وبكميات كبيرة إلى تلك الأجواء
حيث تسوقها الرياح الشرقية إلى هناك ، فتتشبع الأجواء بالرطوبة ،
وبفعل التصعيد الحراري أثناء ساعات الظهيرة تندفع تلك الرطوبة
إلى طبقات الجو العليا فتبرد وتتكاثف بسرعة فتتشكل خلايا رعدية سريعة التكون والإمطار
وهذه الحالة حصلت على سبيل المثال في أجزاء من محافظة المجمعة قبل عدة سنوات.. <o:p></o:p>
يذكر أن محافظتي وادي الدواسر والسليل الواقعتان في أقصى جنوب غرب منطقة الرياض
هما الأكثر تأثراَ بالأمطار الصيفية لوقوعهما في نطاق
متقدم من الجبة المدارية الرطبة عندما تتعمق شمالاَ ..<o:p></o:p>
يمكن ملاحظة بؤرة هذا المنخفض النادر جداَ أثتاء توسطه منطقة الرياض
في الأول من أغسطس 2010م واستمر عدة أيام .<o:p></o:p>
وتشكل المنخفض أول ما تكون في أقصى شمال شرق المملكة ،
ثم مروراَ بالرياض لينتهي في مرتفعات غرب اليمن ..
<o:p></o:p>
على مدى يومين تكاثفت السحب وهطلت على إثره أمطار متفرقة
في العاصمة الرياض وكذلك في محافظتي المجمعة والغاط ..
<o:p></o:p>
الأمطار كانت غزيرة على بعض الأحياء الشمالية الشرقية من العاصمة الرياض .. <o:p></o:p>