الشيخ بلال الفارس يحكي قصة توقيفه مع المحتسبين
الجمعة 17, فبراير 2012
بلال بن إبراهيم الفارس
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على نبيه وعبده, أشكر لكل المشايخ والإخوان هذا اللطف والنبل, وحسن الظن وأسأل الله الستر والمغفرة .
لم أكن عازما على الكتابة في قضية استيقاف الشيخين فهد القاضي وفوزان الفوزان وثالثهم لولا ما رأيت وسمعت من التجني الإعلامي على المشايخ ..
حيث تولت بعض الصحف الاليكترونية والورقية كبر التجني على النيات وتزييف الوقائع وإني أرقم هذه الحروف انتصارا للشيخ العلمين في مضمار الحسبة
ولولا أني عيني رأت وأذني سمعت وقلبي وعى لأمسكت , وما شهدنا إلا بما علمنا , وما كنا للغيب حافظين , وسأكتب ما جرى دون تعليق مع بعض الإشارات
مغرب الأربعاء توجهت للجنادرية بغية الدعوة إلى الله وإلقاء الكلمات في المصليات لو فتح لي مجال , وتذكير القائمين عليها بالله تعالى
لما وصلت إلى هناك وافقت قرابة عشرين من الشباب المحتسبين يستأذنون البواب للدخول وه يمنعهم لأنها مخصصة للعائلات كمايقول وهناك قابلت الشيخين
تقدم أحد ضباط الحرس برتبة عقيد للحديث مع الشباب, وتحدثوا إليه برغبتهم في مقابلة المسؤول إبراء للذمة ومن ثم الانصراف لما كان الدخول ممنوعا
قال العقيد أبشروا لكن من الحرج أن يقابله كل هذه الأعداد, فرشِّحوا اثين لمقابلته وسيعودون لكم , وأقسم أحد الضباط أنهم سيِرجعون بعد اللقاء
رشح الإخوان الشيخين فهد القاضي وفوزان الفوزان لعلمهما وحكمتهما وسنهما ، حيث شابت في الحسبة لحاهما ، فطلب مني الشيخ فهد أن أصحبهما فتم ذلك
قام العقيد بتقبيل رأس الشيخ فهد وأخذونا بحفاوة بالغة لداخل المهرجان وكان بإمكان المشايخ ألا يدخلوا، لكن قدروا المصلحة أن يقابلوا المسؤول
صحبنا العقيد بحفاوة إلى المكتب وقدم القهوة والحلا والتمروالشاي واستمع إلى المشايخ ووعدهم بمقابلة المسؤول بعد قليل وحان وقت العشاء فصلينا
ثم دخل اللواء الزامل فأخبر المشايخ أن دوره تنفيذي فقط فالتمسنا مقابلة من يملك الصلاحية فوعدونا بطلبه ، ثم خرجوا فلم يبق في المكتب أحد
بقينا ساعة وكان المكتب قريبا من أحد المسارح فتأذى المشايخ من أصوات الطبول، فقام الشيخ فهد يصلي وقال يا إخوان : واستعينوا بالصبر والصلاة
أبكاني الصخب في الخارج وعبودية الشيخين في الداخل، كنت عن أقرأ عن طول السجود والفزع للعبادة عند الفتن فرأيته في الشيخ فهد بصورة مدهشة بحق
لما طال الوقت اتفق المشايخ على الانصراف وضرب موعد آخر للقاء به حفظا للأسماع ، فخرجنا فجاء إلينا العقيد ملتمسا الانتظار حتى يأتي المسؤول
طلب الشيخ من العقيد خفض صوت الطبول ففعل واستمرالشيخ في صلاته، حتى دخل علينا عسكري وقال تفضلوامعنا وكان في انتظارناجيب مفتوح الباب الخلفي
ركب المشايخ في الجيب الذي يركبه غيرهم من المقبوض عليهم جنائيا ، فتوجه إلى مقر الشرطة التابع للمهرجان وهناك أضافونا من جديد بالقهوة..
بقينا هناك إلى الساعة الثانية ليلا ، وشهدت تسليم بعض السراق والسكارى والراقصين أمام النساء ، ولا يزال الشيخ يصلي ويدعو ، والله المستعان
طُلب المشايخ لبعض الاستفسارات والأسئلة، ولاأدري كيف تحور الموضوع من طلبنا لمقابلة مسؤول للتذكير وبصفة نظامية ، إلى هذا النوع من الأسئلة
في نهاية دوام أعضاء الهيئة ، توافدوا للسلام على الشيخين والدعاء لهما بصورة مدهشة ، في الوقت الذي كتبت فيه سبق أنهم تضايقوا من المحتسبين
هناك وصلتني مقالة سبق أن المحتسبين كانوا صغار سن ، فقلت للشيخ فهد ماشاء الله كم عمرك؟ لأن الجماعة صغروك من جد ، فابتسم .. وعاد للصلاة
من خلال الجلوس مع بعض أعضاء الهيئة تحدثوا عن كثرة المنكرات ، وفهمنا قلة الأعضاء بحيث لا يتجاوزون 50 عضوا ، مع اتساع أرض المهرجان
بعدالثانية بقليل أخذونا في سيارة فورد إلى شرطة الحمراء، وهناك دخل المشايخ التوقيف، ومن الإنصاف الإشادة التامة بتعامل أعضائها مع المشايخ
كان وضع التوقيف يرثى له من ضعف النظافة وكثرة الحشرات، واستهل الشيخ دخوله بالصلاة ومن المؤثر أن تضطر لإبعاد الصراصير عن رأس الشيخ وهوساجد
صلينا الفجر ونقلونا لغرفة أخرى أكثر هدوءا لأن الأولى ملاصقة لغرف لاتخلو فيما يظهر من سكارى يصرخون ولا أدري هل للسكر دور في تقوية الصوت !
بدأت وفود المشايخ الزائرين للشيخين تتوافد من قبل صلاة الفجر في موقف محمود ، والاتصالات لا تتوقف ، من علماء وأمراء وكلهم يستنكر ما حصل
كان لأحد أعضاء هيئة كبار العلماء موقف مشكور في إنهاء هذا التوقيف الاستدراجي الغريب ، واستمرت الوفود إلى الظهر ولم ينم المشايخ إلا مسارقة
انطلق بعض المشايخ لسماحة المفتي لإطلاعه ، وقام آخرون بخدمة المشايخ بصورة تعجز الحروف أن تسطر لجميلها ردا ، والله وحده يتولى جزاءهم
قبالة الظهر قالوا لنا استعدوا للتوجه لهيئة التحقيق والادعاء ، ولا نزال ننتظر مقابلة ذلك المسؤول !! وهذا ماتم فقد أركبونا الباص إلى هناك
في غرفة الانتظار كان الجميع مقيدين سوى المشايخ ، وقام الشيخ في وسطهم متنفلا ، وشفع لبعضهم أن يفك قيده للوضوء فتجاوبوا معه وصلينا الظهر
جلس المحقق مع الشيخ فوزان نصف ساعة ثم مع الشيخ فهد ساعة كاملة حتى أذن العصر ، ثم جلس معي وكان محترما بحق ، ثم جمعونا مع فضيلة رئيس الفرع
كان رئيس الفرع محترما ولطيفا جدا ، وقد حضر مع المشايخ للهيئة فضيلة الشيخ المحامي عاصم المشعلي جزاه الله خيرا باذلا أن يحامي عنهم
أخبرنا رئيس الفرع أن راية المشايخ بيضاء وأن توجيها وصلهم من الأمير سطام يقضي بالإفراج عن المشايخ، ودار بينا وبينه حوار مفيد حول الحسبة
أركبونا الباص عائدين إلى شرطة الحمراء لإجراءات الخروج تتقدمنا دورية وتتبعنا دورية والسفاتي تشتغل طول الطريق والسرعة قصوى، لماذا لا أدري!
وصلنا شرطة الحمراء وأخذت البصمات على كل الأصابع ، وخرجنا دون مقابلة ذلك المسؤول الذي أدخلونا لمقابلته ، فبأي حق يستدرج المشايخ هكذا ؟
كان في استقبال الشيخين حال خروجهماجمع غفيرمن المشايخ وطلبة العلم وعامة الناس حتى من لم يكن ظاهره مستقيما كلهم يلهج بالدعاء ويزجي الثناء
وطويت صفحة ستظل ترقم للتاريخ أن الاحتساب بالحسنى صمام أمان، وأن بعض وسائل إعلامنا تمتهن الكذب علنا ، وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين