رادارت الوطن العربي مركز الطقس للرصد الجوي (مباشر) مركز الطقس للأقمار الصناعيه (مباشر) البرق( مباشر )
العودة   الطقس > المنتديات العامة > المرصد الأدبي
اسم العضو
كلمة المرور

المرصد الأدبي للشعر والقصيد والقصص وغيرها من مشتقات الأدب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2010, 06:37 PM
حكيم العامري حكيم العامري غير متواجد حالياً
خبير طقس مميز (( الوطن العربي ))
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 8,226
معدل تقييم المستوى: 33
حكيم العامري is on a distinguished road
افتراضي ديك الجن احب ورد ودعاها للاسلام فاسلمت وتزجها ثم قتلها

هذا شاعر حكمت عليه الأقدار بأن يقضي معظم حياته و هو يعض بنان الندم ، ويبكي دما ـ لا دموعا ـ زوجته و حبيبته التي قتلها بيديه، بعد أن استسلم لوشاية كاذبة ، فلمّا عرف الحقيقة ـ بعد فوات الأوان ـ أخذ يعالج نفسه بالشعر تطهيرا أو توبة و ندما ، ولكن هيهات
و القصة يرويها أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني حين يقول عنه : هو شاعر مجيد، يذهب مذهب أبي تمام و الشاميين في شعره . ثم يقول :
كان عبد السلام بن رغبان (أي ديك الجن ) قد اشتهر بجارية نصرانية من أهل حمص ، هويها و تمادى به الأمر حتى غلبت عليه و ذهبت به .


انظر إلى شمسِ القُصُورِ وبدرِها
وإلى خزاماها وبهجةِ زهرها
لم تبل عينك أبيضاً في أسودٍ
جمع الجمال كوجهها في شعرها
وردية الوجناتِ يختبر اسمها
من ربقها من لا يحيط بخبرها
وتمايلت فضحكن من أردافها
عجباً ولكني بكيت لخصرها
تسقيكَ كأسَ مدامةٍ من كفِّها
ورديَّةٍ ودامة من ثغرها



قولـي لطيفـك ينثنـي
عن مضجعي وقت المنام
كي استريـح وتنطفـي
نار تؤجج فـي العظـام
دنـف تقلبـه الأكــف
على فراش من سقـام
أما أنـا فكمـا علمـتِ
فهل لوصلك من دوام ؟
سرت الحسناء .. لكنها لم تصدق بعد .. وقالت له باستطاعة اي هاوٍ قول ذلك مرة واحدة او حفظ الأبيات .. فهلاّ غيرت القافية ..
قال :
قولـي لطيفـك ينثنـي
عن مضجعي وقت الرقاد
كي استريـح وتنطفـي
نار تؤجج فـي الفـؤاد
دنـف تقلبـه الأكـف
على فراش مـن قتـاد
أما أنـا فكمـا علمـتِ
فهل لوصلك من معاد ؟
بدات الحسناء عندها تتيقن ولكنها طلبت منه تكرار تغيير القافية كي تقطع الشك باليقين ..فقال :
قولـي لطيفـك ينثـنـي
عن مضجعي وقت الهجوع
كـي استريـح وتنطفـي
نار تؤجج فـي الضلـوع
دنـف تقلبـه الأكــف
على فراش مـن دمـوع
أمـا أنـا فكمـا علمـتِ
فهل لوصلك من رجوع ؟ ...
وكرر ذلك مرة رابعة .. ايضاً .. فأعجبت الغادة الحسناء بشاعريته .. وقد كان اسمه قد سبقه اليها فوقعت في غرامه كما هام بها ....

فلما اشتهر بها دعاها إلى الإسلام ليتزوج بها ، فأجابته لعلمها برغبته فيها ، وأسلمت على يده فتزوجها و في ذلك يقول :

وبارك لهما هذا الحب صديقه بكر .. الذي كان يفديه بروحه ودمه ليراه سعيداً ...

تزوج العاشقان ... ديك الجن الحمصي .. وورد بنت الناعمة
وكانت حياتهما عسل وشهد وحب ووفاء .. وصديقه بكر بن رستم أكثر منهما سعادة من فرط حبه وإخلاصه لــ ديك الجن .. رفيق صباه ودربه .. وكذا ديك الجن كان يثق بصديقه ويسر له بكل صغيرة وكبيرة ..
لم يعجب هذا الوضع شيطان اسمه ( ابو الطيب ) ابن عم ديك الجن .. فبدأ يتردد على بيته ويتودد من ورد في غياب زوجها ديك الجن بحجة سؤالها ان كانت تحتاج شيئاً .. وهي تصده وتصون غياب ديك الجن .. فبدأ الشيطان يخيط في رأس أبي الطيب مكيدة .. ينتقم بها من ابن عمه وينفث سموم حقده .. خاصة وانه كان يخاف ان تذيع ورد سرّ مراوداته لها ومحاولاته اليائسة للنيل منها ..فيفتضح امره ..
كان ديك الجن متلافاً للمال .. فقد انفق كل ما ورث عن ابيه وجده من مال وعقار .... واستدان مبلغاً من أبي الطيب ذات يوم .. قبل زفافه من محبوبته .. فوجد أبو الطيب ضالته بهذا المر .. وبدأ مضايقاته لــ ديك الجنّ بحجة المال وحاجته له والإصرار عليه في اقرب وقت .. ولم تنفع توسلات ديك الجن معه .. فقرر ديك الجن السفر الى سلمية احدى مناطق الشام لمقابلة الأمير الهاشمي فيها ( احمد بن علي ) الذي كان يوده ..لعله يحضر ما يسد به حاجة ابن عمه ويقضي عنه دينه .. اوصى صديقه بكر خيراً بــ ورد .. وودعها وسار مع القافلة ..،
ما ان تاكد ابو الطيب من مغادرة القافلة لــ حمص حتى ذهب بذريعة الإطمئنان عن زوجة ابن عمه الى بيته .. وعاود عليها عروضه السخية بالمال .. والهدايا ..لكنها صدته شر صدود .. واسمعته من الكلام ما يليق بخائن مثله .. وحافظت هلى حب الغائب الرابض في قلبها ... ديك الجن .. فزاد كل ذلك من قهر أبي الطيب .. الشيطان الذي لم يعد يفكر الاّ بطريقة للإنتقام من ورد .. ومن حبيبها .. لبث بضعة ايام .. وعلم ان القافلة في طريقها عائدة من سلمية الى حمص ..فارسل خبراً مفاجئاً لــ ورد مع نفر من مقربين له .. ان ديك الجن تعرض في الطريق هو والقافلة لقطاع طرق وقتلوه .. وان رهطاً من المدينة ذهبوا لاحضاره للدفن ...
لكم كان وقع الخبر صاعقاً على روح ورد وقلبها ... فلا الدمع يفيه حقه كحبيب ولا العويل ...
وكي يستكمل ابو الطيب مخططه الشيطاني .. مع اقتراب وصول ديك الجن للحي .. ارسل مسرعا في طلب بكر .. الذي صدق الخبر بموت صديقه وصعقته الصدمة أيضاً .. لكن ابا الطيب قال له ان ورد في حالة من الحزن والكمد الشديدين وليس لها من شخص تثق به سواك .. فانت الصديق الوفي للمرحوم ابن عمّي .. اذهب اليها وهدىء من روعها وحزنها ريثما تصل الجنازة ونتدبر الأمر ...
ذهب بكر الى بيت صديقه وهو لا يكاد يرى طريقه لغزارة دموعه .. ووصل الى ورد .. يبكي معها حيناً ويهدئ لوعتها حينا آخر ..ومع وصول ديك الجن ... كان اول من استقبله ابن عمه ابو الطيب .. فقال له .. ان زوجتك لم ترع غيابك با ابن عمي .. وقد قضت كل وقت رحلتك تسامر صديقك في بيتك وتخونك معه والامر تفشّى في حمص واصبح فضيحة لنا جميعاً .. فيا للعار ... انهما الآن معا .. يتجرعان الحب الحرام ... هب ديك الجن لبيته ... فوجد صديقه بكر .. ياخذ بيدي حبيبة قلبه ورد .. والدموع في عينيهما .. فظن انها دكوع افترق الخائنين ( حبيبته وصديقه ) بسبب قرب وصوله ... فتدارك سيفه .. وهوى عليهما معا .. فقتلهما .. ليسدل الستار .. على اكثر قصص الحب نقاءً وحسرة عبر تاريخ الشام ... جلس الى جوارهما وهما ينزفان دما .. وقد فارقا الحياة .. يبكي مرّة .. ويتشفّى منهما اخرى .. لقد اعماه القهر والغيرة على حبيبته ... .. وقال اروع قصيدة عرفها الشعر العربي في رثاء الحبيب .. وهو من قتله ..
يا طلعة طلـع الحمـام عليهـا
وجنى لها ثمر الـردي بيديهـا
رويت من دمها الثرى ولطالمـا
روي الهوى شفتي من شفتيهـا
قد بات سيفي في مجال وشاحها
ومدامعي تجري علـى خدّيهـا
فوحق نعليها وما وطىء الحصى
شيء اعزّ علـيّ مـن نعليهـا
ما كان قتليها لأنـي لـم اكـن
أبكي إذا سقـط الذبـاب عليهـا
لكن ضننت على العيون بحسنها
وأنفت من نظر الحسود إليهـا .
ارتجل هذه المرثاة وكاد يودع عقله لولا حضور بعض صحبه لمسامرته حتى الصباح ..
انتشر الخبر في ارجاء حمص .. وبكى العاصي لهول الجريمة .. وعاش ديك الجن بعد دفنهما كميت .. خاصة وان ابن عمه ابو الطيب قد دعاه بعد فترة وهو يحتضر وأسرّ له بالمكيده ...وان صديقه لم يخنه .. وحبيبته اطهر من مياه العاصي .. وانه راودها عشرات المرات ولم تضعف وصدته عنها شر صدّ ... فانفطر قلبه من جديد .. وبدأ يخلط كأس خمره .. بحفنة من تراب قبر ورد .. وكاسا اخرى بحفنة من تراب قبر بكر .. ويضع كاس ورد عن يمينه .. وكاس بكر عن شماله .. يرتشف من الكأس اليمنى فيظنها قبلة من شفتي ورد ...ثم يرتشف خد صديقه بكأسه ... ويبكي ... حتى نفذ جسمه .. وعقله ...
ينظر الى قبرها ... ويكرر مرثيته .. ,,,
( يا طلعة طلع الحمام عليها .......)
ثم ينظر الى قبر بكر .... وينشج ...
يا سيف إن ترم الزمان بغدره
فلأنت ابدلت الوصال بهجـره
قمر انا استخرجته من دجنـة
لبليتي وزففتـه مـن خـدره
فقتلتـه ولـه علـى كرامـة
ملء الحشا وله الفؤاد باسـره
عهدي به ميتاً كأحسـن نائـمٍ
والحزن ينحر مقلتي في نحره
لو كان يدري الميْتُ ماذا بعده
بالحيّ حلّ بكى له في قبـره
غصص تكاد تفيض منها نفسه
وتكاد نخرج قلبه من صـدره
وقد كانت اخت بكر تترصده وتبحث عنه لتقتله انتقاماً .. فلما سمعت ابياته هذه عفت عنه ورقّت لحاله ... واجابته عليها :
يا ويح ديك الجن بل تباً لـه
ماذا تضّمن صدره من غدره
قتل الذى يهوى وعمّر بعده
يا رب لا تمدد له في عمره.
وهو يبكي بحرقة على القبرين ... ويردد :
أساكن حفرة وقـرار لحـد
مفارق خلةٍ من بعـد عهـد
أجبني إن قدرت على جوابي
بحق الودّ كيف ظللتَ بعدي ؟
اقترب رحيل الشاعر بعد ان فقد كل اتصال له مع السعادة ... وذبل رويداً رويداً ...حزنا وكمداً .. وغصصاً .. على حبيبة فؤاده .. وصديقه الوفيّ ... وأبلغ ما قال قبل رحيله :
بانوا فصار الجسم من بعدهم
ما تصنع الشمس لـه فيّـا
بــأي وجــهٍ أتلقـاهـمُ
إذا رأونـي بعدهـم حيّـا .


توقيع : حكيم العامري
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-07-2010, 06:39 PM
حكيم العامري حكيم العامري غير متواجد حالياً
خبير طقس مميز (( الوطن العربي ))
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 8,226
معدل تقييم المستوى: 33
حكيم العامري is on a distinguished road
افتراضي رد: ديك الجن احب ورد ودعاها للاسلام فاسلمت وتزجها ثم قتلها

وفي قصة أخرى للوشاية التي قتل بسببها زوجته وحبيبته

وكان قد أعسر واختلت حاله ، فرحل إلى سلميّة قاصدا لأحمد بن علي الهاشمي ، فأقام عنده مدة طويلة ، وحمل ابن عمّه بغضه إياه بعد مودته له وإشفاقه عليه بسبب هجائه له ، على أن أذاع على تلك المرأة التي تزوجها عبد السلام أنها تهوى غلاما ، و قرر ذلك عند جماعة من أهل بيته وجيرانه وإخوانه ، وشاع ذلك الخبر حتى أتى عبد السلام ، فكتب أحمد بن علي شعرا يستأذنه في الرجوع إلى حمص ويعلمه ما بلغه من خبر المرأة من قصيدة أولها :
إن ريب الزمان طال انتكاثه …….. كم رمتني بحادث أحداثه
فأرصد له قوما يعلمونه بموافاته باب حمص ، فلما وافاه خرج إليه مستقبلا و معنّفا على تمسكه بهذه المرأة بعدما شاع من ذكرها بالفساد ، وأشار عليه بطلاقها ، وأعلمه أنها قد أحدثت في مغيبه حادثة لا يجمل به معها المقام عليها ، ودسّ الرجل الذي رماها به ، وقال له : إذا قدم عبد السلام ودخل منزله ، فقف على بابه كأنك لم تكن تعلم بقدومه ، وناد باسم ورد ، فإذا قال من انت؟ فقل: أنا فلان
فلما نزل عبد السلام منزله ، وألقى ثيابه سألها عن الخبر وأغلظ عليها ، فأجابته جواب من لم يعرف من القصة شيئا ، فبينما هو ذلك إذ قرع الرجل الباب فقال : من هذا ؟ فقال أنا فلان ، فقال لها عبد السلام : يا زانية ، زعمت أنك لا تعرفين من هذا الأمر شيئا ثم اخترط سيفه فضربها به حتى قتلها ، وقال في ذلك :
ليتني لم أكن لعطفك نلت ………….. وإلى ذلك الوصال وصلت
فالذي منّي اشتملت عليه …………… ألعار ما قدمت عليه اشتملت
وبلغ السلطان الخبر فطلبه ، فخرج إلى دمشق فأقام به أياما ، وكتب أحمد بن علي إلى أمير دمشق أن يؤمّنه وتحمل عليه بإخوانه حتى يستوهبوا جنايته فقدم حمص وبلغه الخبر على حقيقته و صحته و استيقنه فندم ، ومكث شهرا لا يفيق من البكاء ، ولا يطعم من الطعام إلا ما يقيم رمقه ، وقال في ندمه على قتلها :
يا طلعة طلع الحمام عليها …….. فجنى لها ثمر الردى بيديها
حكّمت سيفي في مجال خناقها ……. ومدامعي تجري على خدّيها
روّيت من دمها الثرى ، ولطالما ……. روّى الهوى شفتيّ من شفتيها
فوحقّ نعليها وما وطئ الحصى ………… شيء أعز علي من نعليها
ما كان قتليها لأني لم أكن ……….. أبكي إذا سقط الذباب عليها
لكن بخلتُ على العيون بلحظها ……… وأنفت من نظر العيون إليها
*************************
هذا هو ديك الجن الحمصي كما جاء ذكره في كتاب الأغاني ، عاش بين عامي مائة وواحد وستين ومائتين وخمسة وثلاثين هجرية ، وذاعت له شهرة في إبداع الشعر الجميل يقوله في اللهو والمجون والإسراف في الحديث عن المتع و اللذائذ. وكان معاصروه يرون فيه قرينا مكافئا لشعراء عصره الكبار ، لكنه قعد به تمسكه بالإقامة في حمص ، فلم يفارق الشام ولا رحل إلى العراق كما كان يرحل شعراء زمانه ليكتسبوا المال والشهرة
وفي شعره رقة لا تخفي فحولة صياغته وهجوم على المعاني غير المألوفة والصور الشعرية الطازجة ، والتماس المداخل الشعرية المغايرة وغير التقليدية يقول عن دمعه السيّال ندما لعله يكفر عن ذنبه
ما امتنع الدمع وإسباله …….. عليّ ، لما امتنع المطلب
إن تكن الأيام قد أذنبت ……… فيك ، فإن الدمع لايذنب
و في موضع آخر من بكائياته النادمة ـ التي تغرد في ديوان الشعر العربي ـ يرد على من يلومونه لطيشه واندفاعه وعدم تثبّته في أمر زوجته ومحبوبته وردا التي سارع على قتلها ظلما وعدوانا
قال ذو جهل : قد حلُمت ……… ولا أعلم أني حلمت حتى جهلت
لائم لي بجهله ، لماذا؟ ………. أنا وحدي أحببت ثم قتلت؟
سوف آسى طول الحياة وأبكيك على ما فعلتِ لا ما فعلتُ
لقد قبرت ورد ودفنت بعد مقتلها على يديه ، لكنه هو المقتول و المقبور في حقيقة الأمر لا هي ، ولو أنها درت بحاله بعدها لبكته و هي في قبرها ، و لرثته لفجيعته و ماساته :
قمر أنا استخرجته من دجنه …. لبليتي ، وجلوته من خدره
عهدي به ميتا كأحسن نائم ….. و الحزن يسفح عبرتي في نحره
لو كان يدري الميت ، ماذا بعده ……. بالحي حل ّ، بكى له في قبره
غصص تكاد تفيض منها نفسه …….. وتكاد تخرج قلبه من صدره
و يعود طيف ورد الذي أتاه زائرا بعد أن دفنت في قبرها ، وكانه جاء للومه وتانيبه و تعنيفه على ما جنته يده ، وهي صورة شعرية تكشف عن طبيعة الصور التي تقض مضجعه ، والأطياف التي تحيط به و تؤرقه و تحرمه طمأنينة النوم :
جاءت تزور فراشي بعدما قبرت …….. فظلتُ ألثم نحرا زانه الجيد
وقلت : قرّة عيني قد بعثت لنا …….. فكيف ذا ، وطريق القبر مسدود
قالت : هناك عظامي فيه مودعة …… تعيث فيه بنت الأرض ، والدود
و هذه الروح قد جاءتك زائرة ….. هذي زيارة من في القبر ملحود
*************************
و يحاول دارسوا شعر < < ديك الجن >> أن يفسروا سبب تسميّته بهده التسمية و يوردون في هذا المجال روايات شتى ، اقربها إلى المنطق أنه شبه نفسه بالجنّي في بعض شعره ثم زاد عليه أمر الدّيك الذي ينبّه بصياحه النائمين إلى خيوط النور الأولى من النهار ، وكأن الشاعر ينبّه معشر الجن جميعا إلى نفض النوم وبدء اليوم الجديد للقصف و اللهو و الانطلاق
يقول ديك الجن
أيها السائل عني …… لست بي أخبر منّي
أنا انسان براه الله …… في صورة جنّي
بل أنا الاسمجُ …… فدع عنك التطنّي
أنا لا أسلم من نفسي …… فمن يسلّم مني؟
و ستظل كلماته الأخيرة إلى < < ورد >> بعد مقتلها ودفنها موجعة ومؤثرة و هو يتمنى لو أنه ترك وجهها عاريا مكشوفا دون أن يوارى التراب و يقول
بأبي نبذتُك بالعراء المقفر ……. و سترت وج بالتراب الاعفر
لو كنت أقدر أن أرى أثر البلى …… لتركت وجهك ضاحيا لم يقبر
وديك الجن هو صاحب البيت المشهور الذي تردد كثيرا على ألسنة المغنين عبر العصور
جس الطبيب يدي جهلا ، فقلت له ……. إن المحبة في قلبي فخل يدي
كما أن شاعر هذه البكائيات الحارة تانيبا لنفسه و ندما ـ وإن كان وجدانه في بعضها يتملل مبررا لنفسه مقتل ورد و متهما إياها بالخيانة و الغدر حتى يستريح ضميره ز يهدأ
قل لمن كان وجهه كضياء …… الشمس في حسنه وبدر منير
كنت زين الأحياء إذ كنت فيهم ……. ثم قد صرت ذين أهل القبور
بأبي أنت في الحياة و في الموت ….. وتحت الثرى و يوم النشور
خنتني في المغيب و الخون نكر ….. و ذميم في سالفات الدهور
فشفاني سيفي وأسرع في حز ….. التراقي ـ قطعا ـ و حز النحور

اخت صديقه بكر تحاول قتل ديك الجن انتقاما وكان على القبور ينشد

وكان ديك الجن ينظر الى قبرها ... ويكرر مرثيته .. ,,,
( يا طلعة طلع الحمام عليها .......)
ثم ينظر الى قبر بكر .... وينشج ...
يا سيف إن ترم الزمان بغدره
فلأنت ابدلت الوصال بهجـره
قمر انا استخرجته من دجنـة
لبليتي وزففتـه مـن خـدره
فقتلتـه ولـه علـى كرامـة
ملء الحشا وله الفؤاد باسـره
عهدي به ميتاً كأحسـن نائـمٍ
والحزن ينحر مقلتي في نحره
لو كان يدري الميْتُ ماذا بعده
بالحيّ حلّ بكى له في قبـره
غصص تكاد تفيض منها نفسه
وتكاد نخرج قلبه من صـدره
وقد كانت اخت بكر تترصده وتبحث عنه لتقتله انتقاماً .. فلما سمعت ابياته هذه عفت عنه ورقّت لحاله ... واجابته عليها :
يا ويح ديك الجن بل تباً لـه
ماذا تضّمن صدره من غدره
قتل الذى يهوى وعمّر بعده
يا رب لا تمدد له في عمره.
وهو يبكي بحرقة على القبرين ... ويردد :
أساكن حفرة وقـرار لحـد
مفارق خلةٍ من بعـد عهـد
أجبني إن قدرت على جوابي
بحق الودّ كيف ظللتَ بعدي ؟
اقترب رحيل الشاعر بعد ان فقد كل اتصال له مع السعادة ... وذبل رويداً رويداً ...حزنا وكمداً .. وغصصاً .. على حبيبة فؤاده .. وصديقه الوفيّ ... وأبلغ ما قال قبل رحيله :
بانوا فصار الجسم من بعدهم
ما تصنع الشمس لـه فيّـا
بــأي وجــهٍ أتلقـاهـمُ
إذا رأونـي بعدهـم حيّـا .


توقيع : حكيم العامري
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-07-2010, 06:48 PM
حكيم العامري حكيم العامري غير متواجد حالياً
خبير طقس مميز (( الوطن العربي ))
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 8,226
معدل تقييم المستوى: 33
حكيم العامري is on a distinguished road
افتراضي رد: ديك الجن احب ورد ودعاها للاسلام فاسلمت وتزجها ثم قتلها

هذا الشاعر عرفته عبر الإذاعة من سنوات فالمذياع كان منبر تعليم
وهذا الشاعر من شعراء العهد العباسي

فقد زوجته وصديقه العزيز و الوفي معا بيده و عاش مرارة الخيانة مرتين خيانة الزوجة والصديق
ومن ثم مرارة الندم فكانت براءتهما عذاب أخر من انوع العذاب النفسي و الروحي
فيقول في قصيدته بان جسمه نحل حتى لم يعد له ظل ومات بعدها
رحمك الله يا ديك الجن و رحم الله زوجتك وأعز أصدقائك وجمعكم في جنته


توقيع : حكيم العامري
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-08-2010, 02:18 AM
العاطف العاطف غير متواجد حالياً
راصد جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 46
معدل تقييم المستوى: 0
العاطف is on a distinguished road
افتراضي رد: ديك الجن احب ورد ودعاها للاسلام فاسلمت وتزجها ثم قتلها

قصة رائعة وفيها العظة
اشكرك استاذ حكيم على تسليطك الضوء عليها

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-08-2010, 02:34 AM
حكيم العامري حكيم العامري غير متواجد حالياً
خبير طقس مميز (( الوطن العربي ))
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 8,226
معدل تقييم المستوى: 33
حكيم العامري is on a distinguished road
افتراضي رد: ديك الجن احب ورد ودعاها للاسلام فاسلمت وتزجها ثم قتلها

الععفو اخي العاطف والهدف في هذا الصيف اظهار قدرات الجيل الذهبي امام من يدعي انه عالم ومتعلم حتى بدا يهمش اسس الدين وهو غير كفئ


توقيع : حكيم العامري
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-08-2010, 10:11 AM
واحة المعرفه واحة المعرفه غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 127
معدل تقييم المستوى: 0
واحة المعرفه is on a distinguished road
افتراضي رد: ديك الجن احب ورد ودعاها للاسلام فاسلمت وتزجها ثم قتلها

قصه مؤثره وتدل على ان الحلم يجب ان يكون فى جميع الاحوال

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-08-2010, 06:49 PM
الطقــــ 2010 ـــس الطقــــ 2010 ـــس غير متواجد حالياً
راصد
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 146
معدل تقييم المستوى: 0
الطقــــ 2010 ـــس is on a distinguished road
افتراضي رد: ديك الجن احب ورد ودعاها للاسلام فاسلمت وتزجها ثم قتلها

قصه رائعه جدا وجميله يا حكيم العامري


توقيع : الطقــــ 2010 ـــس
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-29-2010, 08:55 AM
احمد النعماني احمد النعماني غير متواجد حالياً
مراسلنا من مدينة الرياض
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 74
معدل تقييم المستوى: 21
احمد النعماني is on a distinguished road
افتراضي رد: ديك الجن احب ورد ودعاها للاسلام فاسلمت وتزجها ثم قتلها

قصه رائعه ومفيده مشكوور

رد مع اقتباس
إضافة رد
 
ضع تعليق بحسابك في الفيس بوك


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع



الساعة الآن 09:29 PM.
 

Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

   

تصميم المنافع لتقنية المعلومات