إبريل1975م الأغزر أمطارا والأقوى مراويح خلال القرن الماضي وفيه حدثت فيضانات لأودية رنية وبيشة وتثليث ووادي الدواسر ( تحليل وصور )

[الخضاري]

بسم الله الرحمن الرحيم





أفضل الأعوام التي شهد فيه شهر إبريل حالات ( مراويح ) مميزة ونزول حاد و متتابع لألسنة المنخفضات الجوية العلوية بل يمكن الحكم عليه أنه الأغزر أمطارا خلال القرن الماضي على الإطلاق ولاسيما لمناطق جنوب نجد وعسير وشرق الحجاز .. إنه شهر إبريل عام 1975 م الذي حدثت فيه فيضان أودية كبيرة كوادي الخرمة ، وأودية رنية وبيشة وتثليث التي تصب في وادي الدواسر ..

ومما سهّل علي بحث هذه الفترة في أرشفة المراصد العالمية أنها حصلت بعد حادثة شهيرة ألا وهي وفاة الملك فيصل رحمه الله يوم الثلاثاء 13 من ربيع الأول عام 1395هـ الموافق 25 مارس عام1975م ..



وقد أخبرني أحد كبار السن أن الأمطار في تلك الفترة ظلت مايقارب الشهر وهي تترى على منطقة وادي الدواسر وماجاورها حتى جرى وادي رنية وبيشة ووادي تثليث قرابة شهر ، حتى التقى سيل وادي رنية وبيشة في مجرى باطن الفرشة الذي يصب مياهه في وادي الدواسر إلا أن رمال العروق الشمالية الغربية حالت دون اتصاله بمجرى وادي الدواسر ، فأصبحت سيول باطن الفرشة ترتد في تلك العروق مشكلة بحيرة تمتد من أعالي باطن الفرشة إلى جبال الريانية منتهية بالعروق الشمالية الغربية من وادي الدواسر ، وبات الناس لايستطيعون قطع باطن الفرشة إلى الهضب مدة شهر كامل..
ويخبرني هذا الرجل أنه كاد أن يكون أحد ضحايا تلك السيول ومعه بعض الأشخاص حيث صعدوا أحد العروق / النفود المطلة على تلك البحيرة التي شكلتها السيول ، فهالهم ذلك المنظر المفزع إذ أصبحت المنطقة الواقعة بين جبال الريانية إلى جبل الفؤاد أعلي باطن الفرشة إلى العروق التي صعدوها قطعة بحر واحدة متصلة ترتد فيها مياه السيول ، ولما رأوا هذا المنظر المخيف ابتعدوا عن ذلك المكان ، وماهي إلا لحظات حتى كسحت تلك السيول ذلك العرق الذي كانوا عليه شاقة طريقها في الرمال بأصوات أشبه ماتكون بدوي المدافع والقنابل حتى التحمت بمجرى وادي الدواسر الرئيس ( كما هو موضح في الخريطة ) ..



ويضيف ذلك الرجل أن المجرى الذي شقته السيول بين تلك العروق أصبح طريقا مختصرا للناس الذي يذهبون للهضب سنوات عديدة حتى عادت الرمال وسدته و يسمى بـ ( مفجر الهجلة ) ..
كما أن تلك السيول أحدث تغيرا كبيرا في جيولوجية وادي الفرشة فقد كان مجراه قبل السيول يميل إلى الانبساط والإنفراش أما بعد السيول فأصبح في مجراه أشبه مايكون بالخندق ولاسيما في أعلى هذا الوادي لايستطيع الناس حتى اليوم قطعه إلا بصعوبة بسبب وعورته.
وأخبرني رجل آخر كان يعمل في ينبع أنه سار في تلك الأيام من ينبع إلى وادي الدواسر فلم يصل إلى الوادي إلا بعد تسعة أيام بسبب الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة في الحجاز والخرمة ورنية ..




و يُجمع كثير من كبار السن أن ذلك العام لم يأت عام قبله ولابعده في مثل غزارة أمطاره وجريان الأودية الكبيرة فيه إلا عام 1917 م عندما جرى وادي الدواسر بسيل أتى من باطن تثليث مدة سبعة أيام حتى وصل سيله جبال العارض وهو سيل منقول ( جذوب ) لم تكن فيه حينئذ أمطار على وادي الدواسر وإنما كانت على مناشئ وادي تليث في عسير .

خارطة توضح الأماكن المذكورة :

وعندما قمت بمسح لتلك الفترة في خرائط المراصد العالمية وجدت أن الجزيرة العربية تأثرت بمنخفضات جوية عميقة ، أحدها في آخر مارس إلى بداية إبريل :










والمنخفض الثاني وهو أعمقها وهو من 7 إبريل إلى 15 إبريل وهو منخفض بطيء ونزوله حاد بوضعية مناسبة وأعتقد أنه أخطرها وهو الذي حصل فيه فيضانات لأودية الخرمة ورنية وبيشة وتثليث ووادي الدواسر :

[الخضاري]

نهاية المنخفض الثاني :









المنخفض السابق من يوم7 إبريل - إلى 14 إبريل من خرائط موديل آخر :

[الخضاري]

لنأخذنا عينة لخرائط الرطوبة المتكدسة في الطبقتين التوسطة 700 والمنخفضة 850 وكذلك نشاط المنخفض الحراري في يومي 8 إبريل و9 إبريل سنجد أن الرطوبة في طبقات الجو أشد كثافة من الرطوبة في المناطق الإستوائية :

نشاط المنخفض الحراري يوم 8 إبريل :





الرطوبة في طبقة 700 المتوسطة ذلك اليوم :













الرطوبة في طبقة 850 المنخفضة ذلك اليوم :





نشاط المنخفض الحراري يوم 9 إبريل ونلاحظ سيطرة مرتفع جوي غرب بحر العرب يسهم في ضخ الرطوبة في أجواء الجزيرة :




الرطوبة في طبقة 700 المتوسطة ذلك اليوم :




الرطوبة في طبقة 850 المنخفضة ذلك اليوم :






ولو استعرضنا الخرائط بعد هذا المنخفض لو جدنا بداية نزول لسان منخفض جوي علوي يوم 15 إبريل :






ثم تلاه نزول منخفض رابع يوم 21 إبريل :





ومهما يكن ، فإن تتابع نزول ألسنة المنخفضات العلوية في ذلك الشهر وماصاحبه من نشاط للمنخفض الحراري وتدفق هائل للرطوبة ، وما نتج عن ذلك من أمطار عزيرة وسيول جارفة قد جعل الأجواء في ذلك الشهر أشبه ماتكون ببيئة الرهو الإستوائية ، فأضحى ذلك الشهر أغزر الشهور أمطارا خلال القرن الماضي ولاتزال أحداثه منقوشة في جيولوجيا تلك الأودية بل منقوشة في ذاكرة الناس الذين شهدوه ..
وأنا إذ أطرح هذا الموضوع هاهنا لأرجو من الأعضاء إثراء هذا الموضوع بما لديهم من معلومات حول أمطار تلك الفترة ولاسيما أن تلك الأمطار جاءت بعد حدث جلل ألا وهو وفاة الملك فيصل - رحمه الله - .. راجيا من خبرائنا الأفاضل تسليط الضوء على هذا الموضوع بإضافاتهم وتحليلاتهم الفريدة .. ودمتم بخير .<!-- / message -->

[السيبيري]

اول عشر أيام من أبريل فقط وما بعدها نوادر

[عـاصـف]

رائع موضوعك اخي هضب الدواسر

حاولت ان اجد صور للأقمار الصناعية بالتاريخ المذكور
عبر هذا الموقع:
http://www.ncdc.noaa.gov/gibbs/

إلا أنني لم أجد للأسف

[امطار الشرقيه]

مشكور

[نسائم الخريف]

معلومات رائعه
كان عمري عند وفاة الملك فيصل رحمه الله 7 سنوات لم اكن ادرك متابعة الامطار او اخبارها
لكن اذكر اننا كنا نشاهد هطولات شديده جدآ وبما اننا كنا نسكن بيت طين كنت ارى اهتمام والدي رحمه الله يتفقد باستمرار البيت ويصعد اثناء المطر الى الصطوح في
ومشكور

[عساس الوادي]

شكرا أخي هضب الدواسر على هذا الوثيقة التاريخية ...

بحثت عن أبرز أحداث هذا العام وتفاجأت بأن هذا العام

كان هو أول عام ظهرت فيه قصة ( الاحتباس الحراري )

حيث نشرت صحيفة ( نيويورك تايمز ) مقالا يوم 28 إبريل

من ذلك العام عن هذه الظاهرة وأن حرارة الأرض قياسية

ودعا رئيس الولايات المتحدة ( ال غور ) العالم لمواجهة هذه الظاهرة ..

فبحثت عنه أكثر فوجدت علماء أشاروا لحرارة المحيطات الشاذة ذلك العام

ومن ذلك حرارة المحيط الهادي ولعل هذا تفسره ظاهرة ( النينو ) الحالية

فتعاقب المنخفضات بهذا الشكل داخل الجزيرة يعد نادرا وتاريخيا ..