يقول الراوي : كان في الزمن الماضي رجال معه "ناقة" طيبه ولها ذكر عن الناس اللي
حواليهم وكان له ولد عاشق له "بنية" ويبي الزواج منها.
طلب الولد من أبوه أنه يخطب له "البنت" وبالفعل راح أبوه معه يم أبو "البنت" وخطبوها .
أبو البنت رحب بهم وعطاهم عليها نية الا أنه أشترط مهر لبنته "الناقة" اللي يملكها الأب
طبعا الأب وكما قلنا ان الناقه غاليه عليه ولا يقدر يفرط فيها فما كان منه الا أن قال
لوالد "البنت" : أبشر باللي تبي الا "الناقة" أنت تعرف غلاها عندي ولا أقدر أعطيك أياها ..
وبين اصرار أبو "البنت" على طلبه وتمسك أبو "الشاب" بناقته لم يحصل أتفاق بين
الطرفين وعاد الولد وابوه الى ديرتهم .. ومرت الايام و"الولد" كل يوم حاله تتغير وأبوه
ملاحظ هالشئ وفي نفس الوقت واقع بين نارين فأبنه عزيز عنده ولاوده يضيق خاطره
و"ناقته" غالية عنده جدا ومن سلالة طيبة اضافة الى انه أخذ موقف من أبو "البنت"
ولاوده يعطيه أياها .. وبينما هو في حيرة من أمره خطرت على باله فكرة يبي من خلالها
يبين لأبنه أهمية الناقة وفوائدها وأن التفريط فيها لا يصح مقابل أي أمر ..
وفي صباح اليوم التالي قال الأب لابنه أبيك تخاويني نبي نعس "الصمان" .. وبالفعل
تخاوى الاب وأبنه وترادفوا على ناقتهم وكان الأب يحاول التخلص من الماء الذي معهم
بقدر المستطاع لغاية في نفسة.. بعد فترة من مسيرهم وبعد وصولهم للصمان أكتشفوا
أن الماء اللي معهم قد انتهى .. طبعا الأب عارف المنطقة زين وعارف مكان الماء لكنه
وحتى يحقق هدفه من هذا كله اخذ في التمثيل على ولده وصار يردد " لا والله الا
هلكنا" والولد ماهو في حال أحسن من أبوه فالوقت (قايلة) والارض مجدبة ولافيها
شجر ... بعد أن اشتد الظمأ عليهم ووصلوا لمرحلة الهلاك غيّر الأب مسير الناقة ووجها
يم مكان الماء اللي هو خابره أصلا ومثل ماهو معروف فان البل تشعر بوجود الماء ..
سارت الناقة بالاب وأبنه وهما على أخر رمق ومن شدة العطش مرة يفيقون ومرة يغمى
عليهم وفي أخر مرة صحا فيها الابن وجد أنهم على غدير ماء فشرب هو وابوه ... وأراد
الاب استغلال هالموقف والبيان لولده أنه لولا الله ثم هالناقة كان هلكوا من الظمأ وقال
البيت المشهور :
لاصرت بالصمان والقيض حاديك =أيّا حسين الـدل وايّـا المطيـة
لكن الابن لازال متمسكا بحب البنية ولا فيه شئ عنده أهم من لقياها والزواج بها .. وقال
لأبوه في الحال :
الله كريم وما ومــــر بالتهاليـك = ولا ومــر بافــراق صاف الثنية
لاصرت بأيام الرخا عند اهاليك = حبة حسيّن الدل تسوى المطية
فعرف الاب أن مافيه طريقة لاقناع أبنه عن الفتاة التي أحبها ووافق على تقديم المهر
الذي طلبه والدها ،،
منقول من كتاب قصص من الباديه