ميناء خلف وفرضة المكلا القديمة
نظرا للموقع البحري الذي تتمتع به حضرموت منذ القدم على ساحل طويل يطل على بحر العرب بوابة واسعة على المحيط الهندي ونظرا لرخص تكاليف النقل البحري مقارنة بغيرها من المواصلات فحضرموت ورثت منذ القدم تقاليد بحرية في غاية الأهمية كونها كانت في يوم من الأيام تصدر البخور والصبر واللبان من ميناء هام لها هو قنا -بير علي حاليا- جعل هذا للحضارمة دور كبير في الملاحة عبر التاريخ في البحر العربي والمحيط الهندي والخليج العربي والوصول إلى مناطق الشرق والغرب في العالم منذ ماقبل الميلاد ،ولا شك أن هناك مراسي ومرافىء وموانىء في الشحر وبروم وغيرها متعددة الأغراض كانت مشهورة في التاريخ القديم والوسيط لحضرموت.
أما ميناء المكلا او كما يطلق عليه (فرضة المكلا )- فتعود تأسيسها إلى القرن التاسع عشر الميلادي تقريبا متزامنا مع تاريخ تشييد ميناء عدن سنة 1886م وهذه الفرضة هي البوابة الرسمية لرسو وإستقبال السفن والمراكب الشراعية وتفريغ حمولتها وشحنها عبر لنشات وقوارب تنقل الشحن والركاب من عرض البحر على بعد عدة كيلومترات من الرصيف حتى الفرضة رصيف الميناء وذلك لوجود بعض الصخور والمعيقات الصخرية في الرف القاري للبحر العربي في هذه المنطقة الذي يعيق دخول السفن الكبيرة والناقلات إلى رصيف الميناء لعدم توفر العمق الملائم من المياه ، فكانت الفرضة التي بها مكاتب الملاحة البحرية والجمارك ووسائل النقل والعمال تقع في حي البلاد وهو مكان الاستيطان البشري الأول للمدينة قبل أن تتمدد وتتوسع كما هي اليوم .
ويتميز الحي بطابعه الخاص في البناء التقليدي الأسيوي . وعرف بأنه المركز الاداري والتجاري والسياسي الأول للمدينة فقد بني به حصن الدولة الكسادية والميناء القديم المعروف بالفرضة والجامع القديم فيها في حي الشهيد خالد بالمكلا حديثا، ويؤكد الكثير من المؤرخين والباحثين أن دور الفرضة كان يمثل الشريان الحيوي في حضرموت كلها والمناطق المجاورة علاوة على دول من شرق إفريقيا كالصومال وجبوتي وكينيا والحبشة وشرق آسيا وبلدن الخليج العربي في وقت من الأوقات إن لم نكن نحن شهوده فغيرنا يشهد على ذلك.
ميناء خلف
وأما ميناء خلف فقد شيد سنة 1974م الى الشرق من الفرضة القديمة حيث تم بناؤه أساسا كرصيف لخدمة مصنع الاسماك العائم فقط ،ثم اصبح بعد ذلك مشروعاً إقتصادياً متكاملاً لخدمة النشاط السمكي والتجاري بحضرموت وانتهى العمل فيه في منتصف سنة 1984م ، ويوجد به رصيفان تجاريان بطول 177 ،138 متراً ، وبعمق عشرة أمتار لإستيعاب بواخر حمولة 10 ألف طن ، إضافة على رصيف آخر للاسماك طوله حوالي 160 متر وعمق اربعة ونصف متر .
وتحتاج حضرموت إلى ميناء أكبر مستقبلا يستوعب الحركة التجارية والنفطية التي تحتويها آراضي حضرموت الواعدة وما تمتلكه من سواحل طويلة غنية بالأسماك وثروات معدنية مختلفة على بحر العرب وجزيرة سقطرى في المحيط الهندي.