رادارت الوطن العربي مركز الطقس للرصد الجوي (مباشر) مركز الطقس للأقمار الصناعيه (مباشر) البرق( مباشر )
العودة   الطقس > الطقس والمناخ وعلم الفلك > الطقس و المناخ
اسم العضو
كلمة المرور

الطقس و المناخ أخبار الأمطار و التوقعات والتحليلات و متابعة الحالات الجوية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-30-2011, 03:46 PM
حسين فؤاد حسين فؤاد غير متواجد حالياً
مراسلنا من دولة الكويت
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الإقامة: kuwait/الكويت
المشاركات: 1,179
معدل تقييم المستوى: 22
حسين فؤاد is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى حسين فؤاد
افتراضي موسم أعاصير بحر العرب

مع إطلالة الصيف يبدأ موسم الأعاصير في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وتبدأ معه كثرة الإشاعات هنا في عُمان عن أعاصير بحر العرب، هذه الإشاعات إزدادت حدة بعد تجربتنا مع إعصار جونو في يونيو 2007 الذي أثر على العاصمة مسقط--أكثر المدن كثافة سكانية في السلطنة، سأحاول باختصار أن أشرح كيف تنشأ هذه الأعاصير وكيف تنشأ الإشاعات المصاحبة لها، ولكن أولا دعوني أقول أن لا داعي للقلق الزائد من هذه الظاهرة الجوية مادمنا مستعدين لها من خلال مواصلة تطوير المؤسسات التي تقوم بالإنذار المبكر عنها، وأيضا أثبتت التجارب السابقة أنها إن حدثت فنحن قادرون على إدارة أزمتها والتعامل مع نتائجها، كما أنها إحصائيا ظاهرة عادة ما تؤثر على البلاد على فترات متباعدة، ونادرا ما تؤثر على المناطق التي تقطنها الكثافة السكانية العالية في السلطنة، ومقارنة بالعالم فبحر العرب يتكون فيه 1% فقط من الأعاصير ومعظمها ينحرف بإتجاه شبه الجزيرة الهندية.

يمكن تشبيه الأعاصير بالآلات البخارية التي تعمل بالطاقة الحرارية الكامنة في بخار الماء، لذا فهي تتكون على البحار التي تبث كمية كبيرة من بخار الماء في الأجواء، ولكي يتوفر بخار ماء كافٍ لتوليد إعصار يجب أن ترتفع درجة حرارة سطح الماء إلى 26 درجة مئوية على الأقل، كما يجب أن ينخفض الضغط الجوي لسبب ما لكي يتطور إلى إعصار، فمن النادر مثلا أن يتكون إعصار في بحر العرب خلال شهري يوليو وأغسطس بسبب تواجد مرتفع جوي ضاغط على المنطقة التي درجة حرارتها مناسبة لتكون الأعاصير، كما يؤدي هذا الضغط إلى الرياح الموسمية التي تبدد بخار الماء على منطقة كبيرة، لذا فإن أنسب وقت من الممكن أن تتكون فيه الأعاصير على بحر العرب هو قبيل وبعد هبوب الرياح الموسمية وأفضل فترة على الإطلاق هي الفترة بين 15 مايو إلى 15 يونيو، ولكن تحديد الفترة التي يزيد إحتمال تكون الأعاصير فيها لا يعني أنه بالضرورة سيتكون إعصار كل عام في تلك الفترة، كما لا يعني أنه بالضرورة سيؤثر على عمان إن تشكل، فهناك عوامل أخرى عديدة هي التي تحكم ذلك لا مجال لذكرها.


وفرت نظم الإستشعار عن بعد فرصة للكشف عن أي حالة جوية في بحر العرب، فهناك مثلا ً صورة متجددة كل ربع ساعة للأقمار الإصطناعية تجعل من السهولة الكشف عن أي حدث غير طبيعي من قبل المختصين الذين يراقبون الوضع على مدار الساعة، وعادة ما تتكون الأعاصير في عمق البحر بعيدا عن السواحل مما يترك فرصة تقدر بأكثر من ثلاثة أيام للتحذير منها، صور الأقمار الإصطناعية هذه أصبحت اليوم متاحة على الإنترنت مجانا، و مع أهمية توفيرها على شبكة الإنترنت ولكن سهولة الحصول عليها له آثار جانبية ستزول مع الزمن، فهي تساعد على إطلاق الإشاعات من قبل الهواة قليلي الخبرة التي تجعلهم يظنون أن السحب الركامية الكثيفة التي تتكون نتيجة خط التقارب الإستوائي (itcz) هي لإعصار متكون وأن الأرصاد الجوية تخبئ المعلومة لسبب ما، كما أن معرفة نوع السحب التي تظهر في الصور تحتاج إلى العلم بالطول الموجي للإشعاع الذي إلتقطت به الصورة وكيف يظهر كل نوع من السحب بتلك الأشعة.

هناك أخبار تتداول حاليا أن خرائط في الإنترنت تعطي مؤشرات لتكون إعصار!، ما هي هذه الخرائط وكيف تستخدم؟ يطلق على هذه الخرائط بالتنبؤات العددية، وهي الأخرى إحدى الوسائل العصرية المستخدمة في التنبؤ بالطقس والتي وفرها التطور الكبير في تكنولوجيا الحاسب الآلي والإنترنت، فمن حيث المبدأ يمكن أخذ القياسات التي تقوم بها محطات الرصد الجوي حول العالم وتحويلها لمعطيات لحل قوانين الديناميكا الحرارية للغلاف الجوي للأرض، وبهذا نتنبأ بمستقبل حالته. يقوم بذلك أجهزة كمبيوتر ضخمة عن طريق تجميع آلاف القراءات لدرجات الحرارة والرياح وكميات الأمطار وبخار الماء وكميات السحب والضغط الجوي حول العالم كل ساعة من المحطات الأرضية والشاطئية والبحرية والسفن والطائرات وبالونات الطقس ونظم الإستشعارعن بعد، ومن ثم إستخدامها كمعطيات لحل تلك المعادلات, ولكن القصة لا تنتتهي هنا، فتلك القياسات المستخدمة تحوي أخطاء، كما أن الجزء الأكبر من الغلاف الجوي لا تغطيه محطات قياس لتكلفة إقامتها الباهظة، ولتوفير تكاليف تشغيلها وصيانتها يتم هنا تقدير القراءات التي بينها، فمثلا هناك محطة لقياس عناصر الطقس في طبقة التروبوسفير بواسطة مسبار معلق ببالون في مسقط ولا يوجد آخر قريب إلا في صلالة، ومن جهة الشمال يوجد آخر في أبوظبي، فالقراءات بين هذه المحطات يتم تقديرها, وهذا التقدير به نسبة من الخطأ، وعدم الدقة هذه في البيانات المقاسة أو المُقدّرة تظهر في نتيجة حل المعادلات التي تسمى بالتنبؤات العددية، وعدم الدقة يتضخم كلما توغلنا في المستقبل، ومن حيث المبدأ من الممكن حل المعادلات لأشهر قادمة في المستقبل ولكن في الواقع لا يمكن الأخذ بها لأكثر من عشرة أيام قادمة وذلك لتضخم نسبة الخطأ في النتيجة لدرجة غير مقبولة، وعادة ما تكون سياسات مراكز التنبؤات الجوية حول العالم هو في إعتماد التنبؤات العددية لأربع إلى سبع أيام فقط، وما فوق ذلك هو للإطلاع وتحديد الأولويات في المناطق ذات النشاط غير الطبيعي في الجو، فوق ذلك لا يتم إستخدام التنبؤات لأربع أيام في مراكز التنبؤ إلا بعد تقييم جودة التنبؤ العددي للساعات الأولى ومدى مطابقته للواقع وأحيانا كثيرة يتم تجاهل إصدارات للتنبؤات العددية بعد فحصها للساعات الأولى لبعدها عن الواقع، وهذا ما لا يقوم به الهواة الذين يأخذون تلك المنتجات من الإنترنت على ما هي عليه ويطلقون إستنتاجاتهم التي تتحول إلى إشاعة بناء عليها.

الخلاصة: من الجيد إنتشار هواية التنبؤ ومتابعة الخرائط والصور المتوفرة عبر المواقع المهتمة بمراقبة كوكبنا، ولكن من الضروري معرفة كيفية قراءتها وتقدير نسبة الخطأ بها قبل نشر أي معلومة لا قيمة لها لأن نسبة حدوثها من عدمه متساوية تقريبا والأسوأ أنها قد تصبح إشاعة.



توقيع : حسين فؤاد
رد مع اقتباس
 
 
ضع تعليق بحسابك في الفيس بوك


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع



الساعة الآن 12:28 AM.
 

Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

   

تصميم المنافع لتقنية المعلومات