لست اول من تكلم بها بل هناك كثيرين ابدعوا و اثبتوا و بحثوا
و من خلال خبرتي في المنظومات التي هي سنن ربانية و اختلفت بايدي الناس بتدخل مباشر او غير مباشر كالتلوث
فان بعض التدخلات هي مدروسة و يتم عمل برنامج مضاد لها لايقاف او هدم الحالات الجوية او محاولة استفادة منطقة ما فتهدم حالة كان لها ان تكون اعم و اكثر أيام
و الان
1- ننقل لكم مع الروابط مواضيع ذات صلة أولا
و في موضوعين مستقلين
2- فتح موضوع عن الحالات المتعارف عليها قديم و التي فقدت من خلال متابعة الأقمار الصناعية
3- شرح فوائد و إيجابية المنظومة لخط العواصف و كيف تضر بالحالة ضرر يفقدها %90 من اثرها
مواقع تجربة الاستمطار السعودية الأولى في المنطقة الوسطى (الرياض، القصيم، حائل).

http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=560031 الموضوع الأساسي للحوار اسفله
كثر الحديث عن موضوع طائرات رش السحاب ما دفعني لانزال هذا الموضوع لكثرة الجدل في المنتدى على هذه الظاهرة
في كل وقت تأتي سحاب على المنطقة الغربية الا ويرى الناس تلك الطائرات في السماء
يقال ان حل مشكلة الاحتباس وتفسيرالخلل البيئي يكمن في تقنية يطلق عليها مصطلح (الكيمتريل ) ذلك المركب الكيميائي الذي تزود به الطائرات لتضخه على ارتفاع كبير من سطح الأرض فيشكل سحابة بيضاء طويلة جدا تعمل على خفض درجة حرارة الهواء إلى أكثر من عشرين درجة مئوية في ظرف ساعة. كما يمكنها تفريق الغيوم أو افتعال هطولات مطرية أو ثلجية أو الحاق الجفاف في أية منطقة من العالم مفسرين بذلك الخلل الذي نراه تارة في الصحراء وتارة في المناطق شديدة البرودة.
يذكر أن ذلك يتم بتزويد طائرات شحن حمولات من أيوديد الفضة والنتروجين السائل ومسحوق الاسمنت لتفريق السحب، حيث تشكل تلك المواد حاجزا لمنع البروتونات والالكترونات في الجو من إحداث احتكاك في السحاب ونزول المطر.
هذه هي الطائرات التي ترش



الصين استخدمتها في الأولمبياد... وروسيا في مناسباتها الخاصة
استخدمت الصين خلال استضافتها أولمبياد 2008، طريقة تفريق السحب ومنع تكونها تزامناً مع فترة سقوط الأمطار لديهم، وخصصت فريقاً لتشتيت السحب بمواد خاصة تسهم في عدم تكونها أو محاولة تأخير حدوث المطر على أقل تقدير.
واستخدمت روسيا في إحدى المناسبات الخاصة لعدد من زعماء العالم، من استخدام تلك الطريقة. سلاح الجو الروسي. يذكر أن ذلك يتم بتزويد طائرات شحن حمولات من أيوديد الفضة والنتروجين السائل ومسحوق الأسمنت لتفريق السحب، وتشكل تلك المواد حاجزاً لمنع البروتونات والالكترونات في الجو من إحداث احتكاك في السحاب ونزول المطر.
أحد الاعضاء نزل موضوع على ذلك عام 2009
«متخصصون» يهاجمون برنامج «تفريق السحب» ... ويطالبون بالتفرغ لتحديد مسببات «الكارثة»
http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=250526
وهنا موضوع نفى نائب مدير عام الدفاع المدني بمنطقة مكة الخطاب المفبرك عن موافقته على رش السحب وإبعادها عن جده
http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?p=8946858
ما هو الحكم في تلك الطائرات التي ترش ؟
أكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي الحكمي لـ "سبق"، جواز استخدم طريقة تفريق السحب ومنع تكونها، في الأماكن التي من الممكن أن يشكل هطول الأمطار عليها خطراً كبيرًا.
http://sabq.org/7eQede
نضع لكم بعض الفيديوهات التي تقوم بتفريق السحب
اعلم أن الله بيده كل شيء وأن الله على كل شيء قدير ولا يستطيع احد ان يوقف قدرة الله أنما امر أذا اراد شيء ان يقول له كن فيكون
في الختام اخواني لم أضع الموضع من فراغ ولكن وضعته لكي اجد صحة هذه الاقاويل هل هناك هذه الظاهرة هل توجد هذه الظاهر اتمنى من الخبراء ايجاد جواب لذلك ؟
ملاحظة اتمنى من الادارة ان تعطي الجواب الشافي لجميع الاعضاء لكي يقتنع الجميع نعم او لا ؟
صائد الصواعق
################################################################################################3
الموضوع كان معلن و واضح مع بداية تجربة النوع الأول ( استمطار على موقع )
بالصور الطائرات أثناء الإستمطار الصناعي وتفجير الكبسولات ..
قبل الصور هذي مقدمة بسيطة عن الإستمطار الصناعي !!
استعمال طائرة مزودة بأجهزة خاصة ومصممة لوضع المواد الأساسية للاستمطار،
وبعضها على شكل جهاز شبيه بمطلق الألعاب النارية وبعضها الآخر على شكل قمع
يتسع تدريجيا نحو الخارج ويتوهج وينفجر فجأة عند الاستعمال. أما المواد
المستخدمة لاستمطار السحب فتتكون من يوديد الفضة إضافة إلى مادة بير كلورايت
البوتاسيوم مع بعض المركبات، ويتم إطلاقها نحو السحب الركامية الحاملة لكميات
كبيرة من بخار ، وذلك كي تستحث السحب على النمو وعمل كمية كبيرة من الأمطار.
عندما تنطلق تلك المواد والمركبات من الطائرة فإنها تنتشر بسرعه كالألعاب النارية
إلى حد كبير ولوجود الرياح المصاحبة للسحب فإن الرياح وبإذن الله تقوم بتوزيع تلك
المواد على مساحة كبيرة وبسرعة بحيث تشمل السحابة ككل لترابط تلك
السحابة بتيارات متجانسة ومتلاطمة في دائرة السحابة إما نفاثة أو تصاعدية لولبية ،
تلك المواد المتكونة من يوديد الفضة إضافة إلى مادة بير كلورايت البوتاسيوم مع
بعض المركبات تتكون من ذرات دقيقة تقوم مقام ذرات الغبار التي ذكرناها في بداية
الموضوع بحيث أن بخار الماء الكثيف الذي في السحابه يبدأ وبإذن الله يتكاثف حول
تلك الذرات مكونا بلورات ثلجية لإنخفاض درجة الحرارة وتكبر شيئا فشيئا حتى
يأمرها الله تعالى بالسقوط في المكان الذي يشاؤه الله ، وبعد سؤال بعض الخبراء
القائمين على هذا المشروع تبين أنهم لايستطيعون تحديد مكان سقوط المطر بعد
عملية رش الطائرات فقد يبدأ المطر يتساقط مباشرة وقد يمكث بعد الرش عشر دقائق
وقد يستمر ساعة أو أكثر ، وقد رصد من التجارب أن بعض السحب التي تم رشها
على منطقة الرياض هذا العام لم تمطر إلى على المنطقة الشرقية وبعضها على دول
الخليج وهذه الحقيقة معترف بها عالميا وذلك بعد م الجزم بسقوط الأمطار على
منطقة معينة الطائرات تقوم بعملية اطلاق قذائفها فوق السحب وأحيانا إذا كانت
السحب ركامية ذات تيارات صاعدة فإنها تطلق قذائفها تحت السحابة وتقوم الرياح
بحمل تلك المواد ونشرها في جميع أجزاء السحابة العوامل التي يجب أن تتوافر
لعملية الاستمطار:
أولا: السحب الكثيفة الحاملة لكميات كبيرة من الماء
ثانياً: طائرات ذات مواصفات خاصة, تتمكن من التسلق إلى قمم السحاب, وأن تكون
مجهزة بوسائل إطلاق مواد الزرع, ونظام جمع وتحليل المعلومات, التي يتم جمعها
من أجهزة القياس المركبة على طائرات الاستمطار, ومحطات رادار الطقس.
ثالثا: ضرورة إقامة محطات صناعية, لمراقبة السحب, وحركتها ومواصفاتها.
رابعا: رادارات طقس, لمراقبة السحب, وتحديد خواصها, ومحتواها المائي
رابعاً: وسائل اتصال لاسلكي بين مركز القيادة, وطائرات الاستمطار, ومحطات
رادار الطقس.
خامساً: كمية كافية من مواد الزرع ( المواد المستخمة )
سادساً: كادر فني, لتنفيذ الأعمال المختلفة.
هل تم استخدامها هذا العام؟
نعم تم استخدامها في موسم هذا العام على مناطق الرياض والقصيم وحائل ولاتتحرك
الطائرات إلا بعد إعطاء الأوامر من مركز العمليات الذي يحدد نوعية السحب وكمية
بخارالماء التقريبي فيها والتجربة ستستمر حتى نهاية موسم الأمطار هذا العام علما
أن في هذه المناطق ثلاث رادارات للرصد نصف قطر الرادار الواحد 200كم
تكلفة التجربة (75) مليون ريال
لازالت الكثير من المعلومات يحتفظ بها لأنها تجربه ولم تنته بعد وحتى لايكون هنا
اصطدام ببعض عوام الناس الذين يتحدثون بغير علم ولادراية
الجانب الشرعي :
ولله الحمد لم يتحفظ أحد من العلماء الشرعيين على تلك العملية بعد إيضاح تفاصيلها
الرد على من يقول أنها تدخل في قدرة الله تعالى وهو الذي ينزل الغيث:
الله سبحانه وتعالى هو الذي ينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام بنص القرآن ويجب
وجوبا الإيمان والتصديق ومن هنا فإنه لايمكن للبشر الوصول إلى علم الله تعالى
والتحكم به بل إنهم يأخذون بالأسباب الظاهرة ويدرسونها ويفعلون فيها الأسباب
كطلب الرزق وسقيا المزارع وغيرها
والله تعالى هو الذي يسير الفلك فتطلع الشمس وتتبخر المياه ويأمر الرياح فتتحرك
وهو الذي سبب الأسباب فجعل للأرض جاذببة وللبخار تكاثف وللرياح قدرة على حمل
الماء وجعل جو السماء مهيأ لتكاثف السحب والإنسان يساير تلك الأسباب لايستطيع
أن يغير من أصلها شيئا وإنما يستخدمها ويطور ماظهر له منها وما قدره الله له
كاستخدام العلاج لدفع المرض ورش المبيدات على النباتات لدفع الوباء وسماد
الأرض لتخصيبها وسقي الزرع لنموه
قد يقول قائل الاستمطار يتعارض مع قوله تعالى ( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم
أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون) فهنا لابد أن يتبين الحقيقة أعلاه لمن قال ذلك
فالله هو الذي هيأ
كل الأسباب لإنزال المطر وعندما لاتوجد تللك الأسباب لن يكون هناك مطرا لأن
الإنسان لن يستطيع استخدام المعدوم أو تطويره أو التأثير عليه ، ولعل صاحب هذ
ه الحجة يقرأ قوله تعالى ( أفرأيتم ماتحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) الله
تعالى هو الذي هيأ أسباب الزراعة وقدرها والإنسان يبذر ويسقي ويسمد حتى ينمي
مزروعاته فهل في ذلك تعارض مع قدرة الخالق ونقول للمزارع لاتزرع ولا تسمد ولا
تضع بيوت محمية فالله هو الزارع
وما ينطبق على الزرع ينطبق على الاستمطار والفرق أن ذاك في الفضاء
وذاك على سطح الأرض
[[ الصور من عملية التلقيح بالقصيم والرياض ]
عملية تفجير العبوات داخل السحاب :
لحظة انطلاق العبوة أو الكبسولة للتلقيح !
السحب بعد العمليه !
عملية التكثيف
السحابه بعد التهيئه !
بعض العبوات بعد العملية لم تنفجر !
طرق الاستمطار
:. لتقنية الاستمطار طريقتان رئيسيتان:
الأولى: طريقة جوية بواسطة طائرة خاصة تحلق تحت أو فوق أو داخل السحابة وفقاً لطبيعته وهذه الطريقة أكثر فاعلية وتستخدم في كثير من دول العالم التي تعاني من الجفاف.
الثانية: طرق أرضية عبر المدافع المضادة للطيران وتستخدم كثيراً في الصين.
السعودية: 11 طائرة تواجه أزمة المياه وزيادة الطلب بـ«الاستمطار»
الرئيس التنفيذي للبرنامج لـ«الشرق الأوسط»: علماء الشرع أجازوه.. والدراسات أثبتت عدم وجود أضرار له
^
^
الامير تركي بن ناصر خلال رحلة جوية لمتابعة عملية الاستمطار («الشرق الأوسط»)
جدة: علي شراية
دفعت أزمة نقص المياه بالسعودية الى البحث عن بدائل للحد من أي اثار سلبية قد تترتب على ذلك مستقبلا، حيث جاء في مقدمة تلك الحلول استمطار السحب صناعيا.
وقصة الاستمطار طويلة تبدأ ولا تنتهي، ولكن قبل الدخول في تفاصيلها تشير احصائية رسمية الى ان الاحتياجات المنزلية والصناعية والزراعية في السعودية من المياه قد نمت من 220 مليون متر مكعب في عام 1970 الى 2030 مليون متر مكعب في عام 2000، فيما ارتفعت الزيادة في مياه الري في الزراعة من نحو 6120 مترا مكعبا الى 19074 مترا مكعبا لنفس الفترة تقريبا. واشارت الاحصاءات الى ان تكاليف الزيادة على طلب المياه مستقبلا سيشكل عبئا اضافيا على سلطات المياه والمواطنين، اذا تم تعويضها من عمليات التحلية، التي قد تصل الى حدود البليون ريال سنويا، على أساس ان تكلفة مياه الشرب الناتجة عن التحلية تساوي 4 ريالات سعودية لكل متر مكعب.
كل ما سبق دفع السعودية الى البدء باتخاذ بعض الإجراءات الكفيلة بالحد من الآثار السلبية لهذه المشكلة، من خلال تجربة تقنية زيادة الهاطل المطري عن طريق استمطار السحب صناعياً، وهي إحدى الطرق الإضافية الواعدة لتأمين مصادر مائية جديدة تساهم في معالجة هذه المشكلة.
ورغم الاتفاق عالمياً على أن هذه الطريقة لا تزال قيد الاختبار، وتحتاج للكثير من البحث الدقيق والتطوير العلمي والتقني قبل الوصول إلى مرحلة التطبيق، إلا أن الأبحاث العلمية الدؤوبة خلال العقدين الماضيين، أدت إلى تطوير كبير لهذه التقنية وزيادة الاعتقاد بصلاحيتها، حسبما اوضحه لـ«الشرق الأوسط» صالح الشهري مديرعام المركز الوطني للارصاد وحماية البيئة والرئيس التنفيذي لبرنامج الاستمطار في السعودية، الذي اكد انه بدأ التفكير في إمكانية تنفيذ برنامج لاستمطار السحب في المملكة في عام 1976، وتم التوقيع في عام 1986 على اتفاقية مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية للقيام بمشروع أطلق عليه التجربة السعودية في مجال فيزياء السحب، على ان يتم البدء من حيث انتهى الاخرون وقد وقع الاختيار على جامعة وايومنغ الأميركية للقيام بهذا المشروع، وتمت الدراسة والتجارب المتعلقة به فوق منطقة أبها وما حولها الفترة من 20 ابريل (نيسان) إلى 5 مايو (ايار) 1990.
واضاف الشهري «بناء على النتائج الإيجابية لهذه التجربة، قامت الرئاسة بالتعاقد مع شركة أميركية متخصصة للقيام بدراسة جدوى لعملية الهاطل المطري خلال صيف عام 2004 فوق منطقة أبها وضواحيها أيضاً، وقدمت الشركة تقريراً وافيا عن نتائج أعمالها. وقد خلص التقرير إلى وجود إمكانية عالية لزيادة الهاطل المطري، من خلال عملية بذر السحب باستخدام المواد الماصة للرطوبة في منطقة عسير».
واستطرد «وارتأت الحكومة تعميم هذه المشاريع على بقية أرجاء المملكة. وتم بالفعل القيام ببرنامج قياسات وبذر الغيوم في المنطقة الوسطى خلال شتاء وربيع 2006-2007، وقد بدأ العمل على تنفيذ المرحلة التالية من البرنامج على مناطق جنوب وغرب المملكة باستخدام تقنيات وتجهيزات تشمل 11 طائرة مجهزة بأجهزة تقنية خاصة للقيام بالعملية، اضافة إلى شبكة رادارات طقس متطورة خاصة بالأبحاث المتعلقة بفيزياء السحب، وكذلك أجهزة رادار متنقل يتم تركيبه وتجهيزه لاستخدامه حسب الحاجة، وشبكة الاتصالات والأقمار الصناعية وتقنية المعلومات والإنترنت وكافة الاحتياجات الأرضية اللازمة للبرنامجإ إضافة للقدرات البشرية لجميع التخصصات. كما استعان البرنامج بأساتذة ودكاترة وخبراء من الجامعات السعودية والجهات الحكومية المختصة بالمملكة ضمن اللجنة العلمية للبرنامج».
وحول مفهوم عملية زيادة الهاطل المطري «الاستمطار» قال الشهري، يمكن تعريف عملية الاستمطار أو بذر السحب «بأنها المعالجة الموجهة لأنواع معينة من السحب، بهدف التأثير على مجريات عملية الهطول وتحفيزها من خلال رش بعض المواد الكيميائية أو العضوية الدقيقة في أماكن مختارة من هذه الغيوم».
وفي وقت كانت اصوات قد نادت بعدم جواز ذلك شرعا باعتبار ان امر المطر ونزوله من الامور الالهية، أوضح الشهري «لقد حرص المسؤولون عن مشروع الاستمطار على معرفة الرأي الشرعي ونظرة الدين لعملية الاستمطار منذ بداية التفكير بتطبيقها في المملكة، وقد اجازه مجموعة من العلماء السعوديين والعرب الذين اشاروا الى انه لا يوجد ما يمنع شرعاً من استخدام وسائل وتقنيات حديثة، لأن الله هو مسبب الأسباب وقد يتحقق نزول المطر نتيجة لذلك في المكان المطلوب أو في مكان آخر بجواره أو بعيداً عنه، أو قد ينزل المطر أو لا ينزل نتيجة لمحاولة إنزاله. وجماع القول ان هذا الأمر داخل في قضاء الله الكوني القدري فلا يقع في الكون من تصرف إلى بعمله وإرادته سبحانه وتعالى فلا حرج في هذا العمل.
وهو ما يتحدث عنه الشيخ احمد العمري بقوله «كثير ما يحدث خلاف على قضايا معينة هذه احداها، لكن بعد توضيحها يتم الاتفاق عليها، وتتضح الصورة»، مشيرا الى ان عددا كبيرا من العلماء اجازوا الامر وكانت رؤيتهم مؤيدة وغير معارضة.
وأكد في حديثه «انه لا يوجد ما يمنع شرعاً من استخدام وسائل وتقنيات حديثة تكون سبباً في نزول الأمطار».
وبالعودة الى الشهري اوضح «انه من الضروري هنا الايضاح بأن عملية الاستمطار تهدف الى زيادة الهاطل المطري من غيوم موجودة اصلا، ولكنها تعاني من نقص في كثافة أنواع محددة من نوبات التكاثف أو البلورات الجليدية ولا يفهم من هذه التسمية القيام بتوليد أو انزال المطر من سحب مصنعة على انها غير ممطرة اصلا». مبينا «ان هناك عمليات تتم قبل بدء أي عملية استمطار تبدأ بالتوقعات الجوية، عن إمكانية تشكل غيوم معينة خلال فترة الـ 24 ساعة المقبلة باستخدام نماذج تنبؤ عددية دقيقة للمنطقة، وبدعم من صور الاقمار الصناعية الخاصة بالأرصاد الجوية، وبالرجوع الى الخصائص للغيوم المتوقع تشكلها، يمكن اتخاذ القرار بالقيام بعملية الاستمطار، وتبدأ مرحلة استخدام رادارات الارصاد الجوية لرصد تشكل الغيوم المتوقعة وخصائصها لمعرفة جدوى استمطارها».
واضاف الشهري «تتم عملية الاستمطار برش مواد محفزة خاصة من مصادر ارضية أو من الطائرات أو وسائل أخرى. ويعتمد اختيار الطريقة الأفضل على العديد من العوامل التي تختلف من مشروع لآخر ويتم رش هذه المواد بشكل يتيح زمنا مناسبا للتأثير على عملية الهطول، وبالتالي فإن تأثيرها يكون على الموقع الجغرافي المحدد وتشمل هذه المواد المستخدمة في البذر فئتين، تضم احداها المواد التي تقوم بدور وسط التجميد مثل أيوديد الفضة الأكثر استخداما، الجلب الجاف أو ثاني اوكسيد الكربون المضغوط. أما الفئة الثانية فتستخدم المواد الماصة للرطوبة، مثل الملح وهو الأكثر استخداما يوريا، نترات الامونيوم».
وبين «ان اختيار المواد المناسبة للبذر يعتمد على درجة حرارة السحب، فيما اذا صنفت باردة أو حارة، وبالتالي على الآلية التي تؤدي الى الهطول في كل منها. فبالنسبة للغيوم الباردة، يؤدي رش وسطاء التجميد في المناطق المناسبة من الغيمة الى تجمد ذرات المياه في حالة فوق التجمد، وحالما تتجمد بعض هذه الذرات تبدأ بالنمو في حجمها نتيجة لتجمد ذرات المياه حولها وتتحول، اذا توافرت الظروف المناسبة في الغيمة، الى رقاقات ثلجية اولا ومن ثم الى امطار، وقد تؤدي هذه العملية الى زيادة انتاج البخار اللازم للهطول في الغيمة».
اما بالنسبة للغيوم الحارة فان عملية رش مواد ماصة للرطوبة تؤدي الى زيادت تشكل نويات تكاثف تقوم بامتصاص الرطوبة وتشكيل قطرات غيم أكبر حجما تتمكن من زيادة حجمها عن طريق التصادم والالتصاق مع القطرات الأصغر منها ومن ثم الهطول الى الارض.
وأكد الرئيس التنفيذي للمشروع في حديثه لـ«الشرق الأوسط» فاعلية هذه التقنية ومستويات نجاحها من خلال التجارب والدراسات العلمية التي اثبتت قدرات عملية الاستمطار عن طريق السحب على زيادة الهاطل المطري ما بين 5 في المائة الى 20 في المائة بالنسبة للغيوم الشتوية الباردة فوق المناطق البرية. ومن 5 في المائة الى 30 في المائة فوق المناطق الساحلية. اما بالنسبة للغيوم الصيفية الحارة فقد وصلت هذه الزيادة الى مائة في المائة وغيوم المملكة في أكثر الاحيان هي غيوم حارة.
وعن المردود الاقتصادي لعملية الاستمطار ابان الشهري: تتباين التكاليف في مشاريع الاستمطار بشكل كبير من مشروع لآخر نتيجة العديد من العوامل المناخية واللوجستية والمنطقية، ونوعية الغيوم، طريقة البذر، تكرار حالات البذر، مساحة المنطقة المطلوب تأثرها بزيادة الهطول ومدة استمرار المشروع، وتدل الاحصاءات الى ان نسبة الكلفة الى الاستفادة في معظم مشاريع الاستمطار تتجاوز نسبة 1 الى 20.
وشهدت الاوساط السعودية جدلا واسعا أخيرا واحاديث عن اضرار على البيئة والانسان من مواد تستخدم في صناعة الاستمطار بدأه الخبير البيئي الدكتور ابراهيم عالم رئيس جمعية البيئة الذي كان يشغل منصبا رفيعا في امانة جدة، لكنه اعتذر عن التعليق في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» مكتفيا بالقول «ان عملية الاستمطار مفيدة من ناحيه التنمية، ومن ناحية الاضرار التي يستخدمومنها في العملية من مسحوق «أيوديد الفضة» فانه يتم وضعها وفق دراسات علمية وعملية، لكي لا تزيد عن الحد الذي يصبح به ضرر على الانسان».
وهو ما يعلق عليه الشهري بقوله «انه في الـ30 الى الـ40 سنة الماضية أجريت الكثير من الدراسات حول مواد البذر التي تستخدم في الاستمطار الصناعي وهل لها تأثير سلبي مباشر على الصحة والبيئة أم لا، وبذلت جهود مختلفة بدءا بدراسة الخواص الكيميائية للمطر الصناعي وانتهاء بالتحريات البيئية عن تأثيراته. وقد أجمع العديد من هذه الدراسات على أن التأثيرات السلبية على البيئة وعلى الصحة غير معنوية، حيث أن كمية مواد البذر المستخدمة ضئيلة جداً، مقارنة بالمساحات الجغرافية التي تغطيها، وبالتالي فإن تركيز مواد البذر في مياه الأمطار والثلج المتساقط، لا تكاد تذكر، اما تركيز اليود والاملاح الاخرى في مياه الامطار المتساقطة من جراء البذر فهو يقل كثيرا عن التركيز الموجود في ملح الطعام».
ويستطرد الشهري «أما بخصوص اقتحام أيوديد الفضة للسلسلة الغذائية ووصوله إلى طعامنا فمن المعروف أن أيوديد الفضة لا يذوب في الماء إلا في ظروف حمضية قوية وهو شره للطبقات الطينية للتربة». وبين «أما عن الدراسات التي اكتشفت تأثيرات ضارة لأيوديد الفضة، سواء على الإنسان أو الكائنات الحية الأخرى والبينة فهي تعاملت مع تركيزات مرتفعة جدا من المادة لا تتوفر إلا في بعض الصناعات أو التعرضات الحادة الأخرى، وقد اعدت اللجنة العلمية المؤلفة من 28 عالما مختصا يمثلون 9 دوائر حكومية واكاديمية بعد عقدها لورش عمل خصصت للموضوع تقريرا وافيا عن التأثيرات المحتملة على الإنسان والبيئة لعملية زيادة الهاطل المطري، يؤكد ما ذكرته في حديثي اعلاه».
وعلى قضية الاضرار بالبيئة نفسها يؤكد حسين بن محمد القحطاني المتحدث الرسمي لرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة السعودية في حديث لـ«الشرق الأوسط»، ان تقريرا اعده 27 عالما يمثلون الجامعات السعودية، اضافة الى مدينه الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وبعض الخبراء العالميين والجهات الخاصة في المجالات المتعلقة بهذا المشروع، الذي أثبت خلو المواد المستخدمة في الاستمطار من أي مواد ضارة بالبيئة على المدى القريب او البعيد.
ويضيف القحطاني «ان مستوى تأثير مادة أيوديد الفضة على البيئة والإنسان يختلف حسب كمياتها المستخدمة في الاستمطار»، وهو ما أكده الخبراء العالميون، الذين اشاروا الى الحسابات المُعتمِدة على كمية الوسيط المستخدم في البذر خلال فصل واحد، هي أن التركيز الأعظمي لمادة الفضة في المياه الناتجة لا يُمكن أن تزيد عن 0.0001 مليغرام في اللتر، وهي كمية أقل بألف مرة من المعدل الذي وضعته وكالة حماية البيئة الأميركية لمياه الشرب. ولم يسلم مشروع الاستمطار من تهمة حرمان منطقة او مدينة من المطر قبل ان تصل اليها تلك السحب والغيوم وحلبها في المدينة التي قبلها من خلال مشروع الاستمطار وهو مايعود ليوضحه الشهري بقوله «هطول الامطار عملية بالغة التعقيد مما ينعكس بعدم امكانية او استحالة تحديد مكان الهطول او زمانه بالدقة الكافية. وبشكل عام يمكن القول بان أي سحاب يمر على المنطقة في أي وقت، تمطر منه نسبة لا تتجاوز 10 في المائة فقط من الغيمة. فاذا فرضنا نجاح عملية الاستمطار وزيادة الهاطل المطري بنسبة 30 في المائة مثلا، فان نسبة المطر تبقى بحدود 13 في المائة، أي ان نسبة 87 في المائة من السحاب تواصل حركتها نحو مناطق اخرى ويسقط منها المطر بشكل طبيعي اذا كانت ممطرة اصلا. لذا يجب التوقع ان زيادة الهطول لا تتم فوق منطقة البذر تماما وانما على مسافة ما باتجاه حركة الرياح وذلك لأن نتاج عملية البذر قد تأخذ وقتا لتزيد كمية الهطول تكون الساحبة المحددة قد انتقلت خلاله الى مكان آخر».
يذكر ان فكرة الاستمطار، بشكلها الحديث، نشأت في أواخر اربعينات القرن الماضي حيث لوحظ، عن طريق الصدفة، اثناء القيام بتجارب مخبرية ليس لها علاقة بالطقس في مخابر شركة جنرال الكترك الاميركية امكانية قيام رقاقات دقيقة جدا من الجليد بتحويل ذرات الماء في حالة فوق التجمد حرارتها أقل من الصفر مئوية بكثير ولا تزال الحالة سائلة الى بلورات جليدية. وقد شجعت هذه الملاحظة بعض العلماء على القيام بأعمال مخبرية تبعتها تجارب حقلية على بعض أنواع الغيوم. وبدأ برنامج استمطار عملياته مع بداية عام 1950 ويجرى تطبيق مثل هذه البرامج حاليا وبصورة فعلية في حوالي 40 دولة في العالم، في مقدمتها الولايات المتحدة والصين واستراليا وجنوب افريقيا وبعض الدول الاوروبية مع اختلاف الاهداف من بلد الى آخر.
المصدر : طائرات الاستمطار وكيفيه تلقيح السحب الممطره / صور - مجالس الفرده http://www.alfredah.net/forum/thread...#ixzz33OeJYe7E
##########################################################################################
موضوع الدكتور المسند في موقعه
http://www.almisnid.com/almisnid/article-37.html
:. كعادتنا وعادة غيرنا في كل ما هو جديد ودخيل نكون منه حذرين ومتوجسين، وفي إطلاق الحكم عليه مندفعين غير مترددين وقبل أن يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وماذا يضيرنا لو تبينا قبل أن نصيب قوماً بجهالة فنصبح على ما فعلنا نادمين.
*****
:. شاع مصطلح الاستمطار إعلامياً واجتماعياً في الأوساط السعودية عام 1426هـ - 2006م إبان البدء بالتجربة السعودية الأولى على المنطقة الوسطى، وبدأ الناس يتداولون هذا المصطلح الجديد في منتدياتهم التقليدية والإلكترونية، وجاءت مواقف الناس من تقنية الاستمطار متباينة ما بين قبول ورفض ... ويعتمد الموقف ثم الحكم بالدرجة الأولى على مفهومهم لآلية الاستمطار العلمية. وفي الوقت نفسه أنكر البعض (من غير العلماء) حقيقة تقنية الاستمطار متكئين زعموا على قواعد شرعية فحرموا العمل و جرموا الفعل (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ) ولكن (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).
لذا يأتي هذا التقرير عن تقنية الاستمطار علّه أن يكون لقارئه إضاءة ولسامعه منارة، وهي محاولة لتقديم القصة بقالب علمي وإطار منهجي وليتمكن القارئ الكريم من إصدار الحكم الشرعي والقرار الاجتماعي والعلمي كما الاقتصادي أيضاً تجاه تقنية جديدة هي الاستمطار.
*****
الاستمطار أم الاستغفار؟!
:. لا تعارض بين عبادة التوكل وبين العمل فتقنية الاستمطار ـ في حال نجاحها ـ هي سبب كغيرها من الأسباب قد تنجح وقد تفشل كما يفعل الطبيب والمزارع والمهندس وغيرهم من تحري وفعل الأسباب الجالبة لتحقيق الهدف. وكما أن الخالق يأمرنا بالتوكل عليه يأمرنا أيضاً بفعل الأسباب فلا يكفي أن نستسقي دونما حرث وبذر للأرض وإعدادها لاستقبال القطر والمطر لإنبات الزهر، قال عمر رضي الله عنه لجماعة من الأعراب كانوا إذا مرضت إبلهم سألوا عجوزاً الدعاء: "اجعلوا مع دعاء العجوز شيئاً من القطران". والإنسان في هذا العصر أتاح له الخالق عز وجل استحلاب السحاب ومضاعفة المطر بإذن الله تعالى عبر تقنية أثبتت بعض التجارب أنها ناجحة (نسبياً).
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ).
:. فما هو المحظور والممنوع في تفعيلها وتطبيقها والاستفادة منها إن كانت مفيدة؟. تأمل قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ؟ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ؟) ولا يكون خلق الإنسان إلا بالزواج والاتصال وهي إرادة وفعل بشري محض، ولكنه في محيط وبيئة ليس له فيها إرادة، وتدبر قوله عز وجل: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ؟ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ؟) فنسب الخالق الزراعة إلى نفسه سبحانه وتعالى، ومراحل الزراعة من حرث وزرع وري ورعاية إرادة وعمل بشري محض مأمور إلى فعله وعمله على وجه خبرة مكتسبة ولم يؤمر أن يتكل على الطبيعة فالسماء لا تمطر بصلاً ولا خياراً. أيضاً نجد أن المزارع يتدخل كيميائياً عبر السماد العضوي والكيميائي في مضاعفة محصوله وفي هذه الحالة لا نقول هذا محصول صناعي، وتدخل بشري ممنوع ومحظور، وهذا الدور نفسه الذي يقوم به المستمطر بطائرته بإذن الله تعالى.
أيضاً عملية الاستمطار تشبه من وجه عملية التلقيح (الصناعي) للمرأة حيث التدخل البشري المحدود والمسموح به شرعاً وأخلاقاً وطفل الأنابيب أو طفل التلقيح الصناعي لا يُسمى طفلاً صناعياً ويجب أيضاً ألا نسمي الاستمطار مطراً صناعياً فالخالق هو الله وفعل الإنسان سبب.
*****
:. يقول الخالق عز وجل (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ؟ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ؟) وهذه منة أخرى من المنان سبحانه وتعالى يذكِر بها عباده أنه هو وحده سبحانه منزل الماء من السحاب ... وتدخل الإنسان المحدود في عملية بذر السحب أو التلقيح الصناعي هو سبب تحت مشيئة الله إن شاء الله أمضاه وإن شاء أبطله (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) و تلقيح السحب مقدر من الله وهو عمل مشابه لما يقوم به المزارع في إضافة السماد أو في تلقيح النخل على سبيل المثال فكل هذا سبب واقع تحت مشيئته وقدرته سبحانه وتعالى إن شاء أمضاه وتضاعف المحصول، وتلقح النخل، وسقط المطر وإن شاء سبحانه وتعالى أبطله وأبطل مفعوله.
*****
:.وأيضاً قال الله عز وجل (لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ) نعم لقد منّ الخالق على عباده أن جعل المطر عذباً فراتاً لا ملحاً أجاجاً، ومع ذلك توجه الإنسان للبحر الأجاج فقام بتحلية مياهه عبر تقنية عصرية. والتحلية محاكاة صناعية بشرية لآلية الدورة المائية الطبيعة بمعنى آخر التحلية (مطر صناعي) ولم يعد ذلك العمل وتلك التقنية محاكاةً ومضاهاةً لخلق الله بل هو مما أتاحه وأباحه الله عز وجل.
لذا فالاستمطار ـ والله أعلم ـ عمل مشروع (إذا ثبتت جدواه الاقتصادية) وليس فيه محادة للخالق عز وجل في علاه، ومن أجل بقاء الحياة في ظروف مناخية صحراوية قاسية وتوفير الماء للبلاد والعباد فنحن مأمورون شرعاً بفعل الأسباب الحسية كحفر الآبار الارتوازية، وإقامة السدود في المناطق الجبلية، وتشييد القنوات المائية، وتحلية مياه البحر الملحية، وأخيراً تفعيل تقنية الاستمطار لزيادة الكمية.
صورة فضائية لأكبر سد في السعودية سد الملك فهد بوادي بيشة يصل ارتفاعه إلى 103م.
:. ومع هذا كله يبقى الإنسان ضعيفاً ذليلاً لخالقه فلا يستطيع الإنسان تبخير المحيطات وترطيب الأجواء والسموات وسوق الرطوبة إلى القارات وتكثيفها والتأليف بينها لتكون ركاماً يحمل الخيرات بل هذا لله وحده الخالق المالك المدبر ... وفي هذا الموسم 1428-1429هـ على سبيل المثال عبرة لمن التبس واشتبه عليه الأمر فطائرات الاستمطار رابضة في مدارجها لم تتحرك طول موسم الشتاء لأن الخالق لم يشأ أن يسوق لنا المنخفضات الجوية الحاملة للأمطار (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
طائرة الاستمطار تربض في أرض المطار بالرياض.
*****
ماهية الاستمطار
:. الاستمطار هو تدخل بشري تقني محدود لتلقيح أو زرع السحاب بمواد التكثف الطبيعية أو الكيميائية، وهو تقنية وهبها الله تعالى للإنسان بالعلم والتعلم (وَعَلَّمَكَ مَالَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَاَنَ فَضْلُ اْللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) من أجل السعي لتعديل الظروف المناخية بشكل محدود وترويضها لخدمته (إن استطاع) قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً).
ومصطلح زراعة أو بذر السحب Cloud seeding "يقصد به نثر قطع من مادة صلبة في محلول فوق مشبع ببخار الماء ليدفع ذلك إلى هطول المحلول، أو نثرها في محلول فوق مبرد لتتسبب في تجمده، وهذا هو مبدأ الكيمياء الفيزيائية للبذر، هذه المواد الصلبة أو ما يعرف باسم نويات التكاثف أو التجمد، هي ما يطلق عليه أيضا اسم محرضات السحب على الهطول ووظيفتها استقطاب جزيئات بخار الماء لتتجمع وتتراكم عليها، وكلما ازدادت كمية هذه النويات في السحابة إلى حدود معينة أدى ذلك إلى تشجيع نمو مكونات السحابة وحدوث الهطول وتعاظم كميته"1
*****
محرضات السحب
:. إن آلية تشكل ونمو السحب الدافئة تختلف عن آلية تشكل ونمو السحب الباردة، لذلك فإن هناك اختلافاً في مواد البذر المستخدمة لإدرار حمولة السحابة من مكوناتها منها تعمد تقنية الاستمطار إلى التفريق بين السحب الباردة والسحب الدافئة فلكل نوع طريقة ومسار على النحو التالي:
أولاً: في حالة السحب الباردة تستخدم مادتان الأولى حبيبات ثاني أكسيد الكربون الجاف(الثلج الجاف) Dry ice والثاني أيود (آوديد) الفضة Silver iodide وهو أفضل المواد الكيميائية في تلقيح السحب الباردة وهو المستخدم في المشروع السعودي للاستمطار. "ويكفي غرام واحد من يوديد الفضة لصناعة عشرة مليارات جزيء بقطر معدله أقل من ميكرومتر (مايكرون = واحد بالألف من الملم). وحول هذا الجزيء تتجمد المياه بسرعة لتتساقط بلورات الجليد الصغيرة وفي طريقها إلى الأسفل تجرف معها قطرات دقيقة إضافية وتتحول إلى كرة ثلج بقطر 1-2 ملم تصبح قطرات مطر عند اصطدامها بطبقات جوية أكثر سخونة"2.
ثانياً: في حالة السحب الدافئة يستخدم ملح الطعام ليشكل نويات تتكاثف حولها قطرات الماء عن طريق نثر دقائق الملح في الهواء المتصاعد إلى جرم السحابة.
نشر مواد التلقيح يكون فوق أو تحت السحب حسب درجة حرارة السحب.
علماً أنه إذا ما تركت السحابة لطبيعتها فإنها (قد) تلقح بمواد عالقة في الجو كالغبار والرماد البركاني وغبار اللقاح الزهري والملح والدخان ورماد الشهب ونحوها ومن ثم يسقط المطر (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) ... ولكن عند استثارتها عبر تقنية الاستمطار تكون بإذن الله تعالى تحت تأثير مزدوج اللقاح الطبيعي والصناعي فتكون نسبة التهطال وقوعاً وكماً أعلى والله وحده أعلم.
ونظراً للتعقيد الشديد الذي يشوب ويلف آلية تخلق المطر ودخول أكثر من عامل مؤثر فإن المستمطرين لا يستطيعون تحديد الزمان والمكان لهطول المطر (فقد) يتم الرش فوق الرياض ويسقط المطر فوقها أو فوق الدهناء مثلاً و يتم الرش فوق منطقة القصيم ويسقط المطر فوق الزلفي مثلاً وهذا يحصل في كل أنحاء العالم فعلى سبيل المثال السحب المستمطرة في الإمارات أحياناً تسقط حمولتها في الخليج، وإسرائيل تستمطر فيسقط المطر أحياناً على الأردن فتنبهت لهذا وبدأت تستمطر السحاب فوق البحر المتوسط ليهطل فوق فلسطين. ومن جانب آخر لا يوجد فرق بين نوعية المطر الملقح بالطائرات أو المطر الملقح بالرياح طبيعياً وبالتالي لا توجد آثار سلبية على الناس ومصالحهم الزراعية والله أعلم.
*****
طرق الاستمطار
:. لتقنية الاستمطار طريقتان رئيسيتان:
الأولى: طريقة جوية بواسطة طائرة خاصة تحلق تحت أو فوق أو داخل السحابة وفقاً لطبيعته وهذه الطريقة أكثر فاعلية وتستخدم في كثير من دول العالم التي تعاني من الجفاف.
الثانية: طرق أرضية عبر المدافع المضادة للطيران وتستخدم كثيراً في الصين.
تستخدم المدفعية المضادة للطائرات لإطلاق مواد التلقيح إلى مستوى السحب.
*****
تاريخ تقنية الاستمطار
:. قد يعتقد بعض الناس أن تقنية الاستمطار حديثة وجديدة بل أنها قديمة نسبياً، ففي فرنسا وسويسرا على سبيل المثال أجريت تجارب أولية للتأثير على الغيوم باستخدام قذائف المدفعية وذلك في أوائل القرن الماضي. وفي عام 1931م ولأول مرة في التاريخ تمكنت نيوزيلندا من إثارة المطر صناعياً عندما قذفت حبيبات ثاني أكسيد الكربون الصلب في الجزء المحتوي على مياه فوق مبردة من الغيوم بواسطة الطائرة، وفي عام 1946م تمت واحدة من أوائل التجارب العلمية في التأثير على السحب العالية البرودة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
*****
الجفاف في السعودية:
:. قدرنا نحن العرب أن نكون في موقع فلكي يصنف مناخياً أنه مداري جاف طول العام، وأمطاره قليلة شحيحة تسقط شتاءً بشكل متقطع وغير منتظم عدا منطقة المرتفعات الجنوبية فهي طول العام، ويصل متوسط التهطال إلى حوالي 100ملم سنوياً فقط يتبخر جله ويتسرب في جوف الأرض بعضه. هذه الظروف الجافة وأنشطة الناس المختلفة وخاصة الزراعية أثرت على مستوى المياه الجوفية العميقة والذي يتعرض إلى استنزاف غير مسبوق وبصورة غير مسؤولة حتى جفت العيون التاريخية وبعض الآبار الارتوازية والبحيرات السطحية فأصبحت أثراً بعد عين.
بحيرة ليلى بالأفلاج عام 1980م (مؤشر مستوى المياه الجوفية فوق السطح).
بحيرة ليلى بالأفلاج عام 1986م بعد دعم زراعة القمح والتوسع بزراعته.
بحيرة ليلى بالأفلاج عام 1996م "لا حياة لمن تنادي"
بحيرة ليلى بالأفلاج عام 2000م أصبحت أثراً بعد عين.
لذا عمدت حكومة المملكة العربية السعودية إلى خيارات عدة لمواجهة الأزمة، ومنها الاتجاه إلى تقنية تحلية المياه من البحر لتعزز نقص المياه والطلب المتزايد على الماء، ومنها تقنية الاستمطار والذي من فوائدة:
1. مضاعفة كمية المطر بشكل نسبي.
2. يساعد نسبياً على الحد من الجفاف.
3. زيادة الجريان السطحي.
4. زيادة المخزون المائي في السدود.
5. تغذية الخزانات المائية الجوفية.
6. يحسّن الميزانية المائية.
7. الحد من التلوث الجوي.
8. مكافحة التصحر والجفاف.
9. وأخيراً تستخدم تقنية الاستمطار في بعض دول العالم من أجل كبح جماح الأعاصير والتقليل من حدة موجات البرد والصقيع وأحياناً من أجل إطفاء حرائق الغابات الكبرى فسبحان من علم الإنسان ما لم يكن يعلم.
الجفاف سمة المناخ في الجزيرة العربية.
*****
الاستمطار في السعودية
:. تقنية الاستمطار طبقت في دول مختلفة منها: روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وليبيا والأردن وسوريا والمغرب العربي والإمارات وأخيراً الصين وهي أكبر دولة عاملة في هذا المجال.
وتعد تجربة الاستمطار في المملكة العربية السعودية واحدة من عدة تجارب قامت في دول عربية مختلفة، حيث أجريت لأول مرة عام 1988م في منطقة عسير بينما التجربة الثانية بدأت عام 2006م ولتغطي ثلاث مناطق وسط المملكة (الرياض والقصيم وحائل).
مواقع تجربة الاستمطار السعودية الأولى في المنطقة الوسطى (الرياض، القصيم، حائل).
*****
تقويم تقنية الاستمطار
:. والسؤال المشروع في هذا السياق هل فعلاً ما يهطل من أمطار هو بفعل الاستمطار؟ وكيف نفرق بين هذا وذاك؟ فإن كان الجواب بالإيجاب، فما الجدوى المائية المترتبة على عملية الاستمطار؟
أولاً عندما تقوم الطائرات بالتحليق فوق السحب وبذر الغيوم ومن ثم تسقط الأمطار؛ أزعم أنه لا يستطيع أحد إبتداءً الجزم أن الأمطار التي تهطل هنا أو هناك هي بفعل الاستمطار! وعلمياً يتطلب الجواب على السؤالين السابقين تكرار عملية الاستمطار في منطقة مختارة بضع سنوات، وقياس المطر (الكمية و الشدة والنمط) في المنطقة المستهدفة في كل موسم وبكل دقة، ومن ثَم إخضاع النتائج إلى عمليات إحصائية علمية متقدمة تتضمن مقارنة النتائج بنتائج سنوات قبلها، وأيضاً مقارنة النتائج نفسها بنتائج مناطق مجاورة ومماثلة لها جغرافياً ومناخياً منها نستطيع الإجابة على السؤالين السابقين والله أعلم.
:. وعالمياً "أكدت التجارب حتى الآن أن نجاح عمليات الاستمطار تتراوح بين 5-20% زيادة في التهطال في مساحات كبيرة ولفترات زمنية طويلة. ومن الغيوم الركامية قد تصل 100% ولكنها تقل بالنسبة للسحب الطبقية وممكن أن تصل إلى 300% من غيوم محددة"3 ومع ذلك تختلف الظروف المكانية وبالتالي النسبة.
*****
مسميات الاستمطار
:. الاستمطار أحد فروع ما يسمى تعديلات الطقس Weather modification وله عدة مسميات منه: استحلاب السحب، زراعة الغيوم، بذر الغيوم Cloud seeding ، اصطياد السحب والمطر، تلقيح السحب، حقن السحب، وكذلك يطلق عليها صناعة المطر rainmaking وهذا مصطلح منكر ومظلل والله أعلم.
رادار دوبلر لمراقبة السحب المستهدفة في مطار القصيم.
*****