في يوم العاشر من شهر إبريل الماضي ..
سرت برفقة خبيرة إلى عمق الماضي ..
رحلة للوقوف على أثر من آثار رحلة أبرهة الأشرم ..
حيث أجمعت الروايات من أهل البادية هناك نقلا عن
أجدادهم أن هذا المكان مليء بالرسوم والنقوش
ومن بينها صورة فيل وجنود وجدت قرب هذا المكان ..
وهو مجمع للماء في علو جبل في مضيق جبال ( الخانق ) ..
حيث نزل به أبرهة وجيشه طلبا للماء بعد عبوره عبر جبال جنوب شرق عسير ..
متجها نحو مركز الحفائر الحالي وهو بالقرب من المضة والذي به توجد آبار الحفائر
الشهيرة التي حفرها أبرهة والتي وضعت عليها هيئة الآثار والسياحة سياجا لحمايتها ..
ومن أهداف رحلتنا الوقوق على آثار سيل الخانق ويدمة وقمشان والمناطق التي حولها ..
والتي كانت قبل مسيرنا بستة أيام من سحابتين بردتين وصفها سكان تلك المناطق بالعنيفة ..
سرت من وادي الدواسر ظهر ذلك اليوم ..
عابرا طريق وادي الدواسر - أبها
حتى وصلنا هجرة ( القيرة ) ( 100 كلم ) غرب الوادي ..
ثم بعد ( القيرة ) بعدة كيلو مترات انعطفنا يسارا مع طريق ممهد حديث
يصل طريق الخميس - الوادي بيدمة شمال نجران ..
وهذا أخصر الطرق للوصول إلى هذه المنطقة الساحرة الأخاذة ..
خريطة تبين موقع المكان الذي قصدناه ..
الطريق الممهد بعد مركز القيرة يسارا متجها نحو يدمة ..
معالم راسخة في عقل الزمن على هذا الطريق ..
رمال وجبال وجمال وخيال ..
آثار الرحلة على الرمال لم تذريها الذواري ..
آثار السيل العارم على جبين هذه الأرض ..
أول اختبار صعب لعبارات هذه الطريق ..
بحيرات من المياه يردها أهل البادية هناك ..
السيل مر من هنا وبقيت رضوضه على وجه الثرى ..
خنادق حفرها الماء المنهمر من سفوح الجبال ..
قيلولة قبيل العصر في ظل جبل باذخ ..
وشجرة دوحاء ..
وعلى كرامة هذا الضيف العزيز ..
الذي ضحى بنفسه من أجلنا ..
فنجال العصر غير ..
السيل حينما تعانده الرمال ماذا يفعل ؟
وهاهي بشائر الربيع تلوح بيدها للجميع ..
جبل قمشان وهجرة قريبة منه ..
سلسلة جبال الخانق وبينها مضيق للعبور للجهة الأخرى ..
وترى ملامح السيل قد شاخت في محيا هذا الوادي ..
حصون من الجبال الشاهقة ..
جمال تسير على الأرض كالجبال ..
الجو كان غير صافي ولكن روعة المكان تسحرك ..
وهنا كان موقع الآثار والذي قصدناه في رحلتنا ..
صور للرسومات والآثار التي كانت تنتشر في هذا المكان بكثرة ملفتة ..
بعض النقوش كانت غير واضحة فاضطررت لتعديل ألوانها لتتضح أكثر ..
هذه أوضح صورة استطعت التقاطها لنقش الفيل ..
حيث كانت باهتة جدا وصغيرة فاضطرت لخفت لونها وتكبيرها لتتضح أكثر ..
حروف وعبارات من لغات قديمة ..
هنا مكان اجتماع المياه التي تهطل من أعلى الجبل لتحفظ بها الصخور لعابري السبيل ..
استراحة مكتشفي الأثار بعد عناء المشوار ..
هذا المكان لم أجد من أشار إليه من مشاهير البلدانين والجغرافيين ..
ولم أستند في بحثي على مصادر بخصوص هذا المكان ..
ولكنها هواجس وخواطر دعتني لتسليط الضوؤ على أماكن قد تفتح لنا آفاقا رحبة
في البحث والتدقيق والإكتشاف ..
وأطرحه هنا ليكون محل النقاش وإبداء المشورة العلمية الناجعة بإذن الله ..