نوء سهيل ( الصفري ) .
 
هو النوء الذي يحل بعد نوء ( الكليبين ) مباشرة ، ويأتي بعد نهايته نوء ( الوسم ) .
 
ويبدأ أول أيام نوء سهيل من يوم 24 آب ( أغسطس ) ، وينتهي بنهاية يوم 15 تشرين أول ( أكتوبر ) . 
 
وذلك مدة ( 53 يوما ) .
 
 
 
ونوء ( سهيل ) يجمع عددا من منازل الشمس ، والقمر ( تقع بين منزلة النثرة في نوء الكليبين ، ومنزلة العواء 
في نوء الوسم ) ، التي تتشابه مجموعة الأيام فيهن في عدد من الصفات المناخية ، والنباتية ، والمظاهر البشرية .. 
 
 
 
وعرفت مجموعة هذه الأيام باسم نوء ( سهيل ) ، نسبة لطلوع نجم سهيل المعروف ، في ذلك الوقت من الزمان ، ليلا في السماء الجنوبية . 
 
 
 
ونجم سهيل يقع نجم سهيل ملاصقا للأفق الجنوبي ، جنوب كوكبة ( الكلب الكبير ) . بين كوكبة الحمامة 
في الشمال ، وكوكبة الكوثل في الشمال الشرقي ، وكوكبة الشـراع ، والجؤجؤ في الجنوب الشرقي جنوب خط الاستواء الفلكي .
 
 
 
المميزات الفلكية :
 
 
نجم سهيل هو أحد نجوم كوكبة الجؤجؤ ( قاعدة السفينة ) ؛ بل أهم نجم فيها !
 
 
وتشكل كوكبة الجؤجؤ مع كوكبات كل من : الشراع ، الكوثل ( مؤخرة السفينة ) ، و الجؤجؤ
( قاعدة السفينة ) ما يعرف بكوكبة السفينة ( أرغو ) . التي حملت القبطان ( جايسون ) ، 
ومجموعة من البحارة ، من اليونان ، لينطلقوا جنوبا للبحث عن أصواف مذهبة كما جاء في الحكاية اليونانية .
وسهيل ، نجم ساطع ، لماع ، وحيد ، أجمل ما فيه لمعانه المتوهج ، بعدة ألوان مختلفة ، وبسرعة 
خاطفة من اللون الأزرق المخضر ، إلى اللون الأحمر ، فالأصفر ... وهكذا .
وأفضل وقت لرؤية نجم سهيل ( ليالي أشهر الشتاء ) .
 
ونظرا لوقوعه جنوبي السماء - على ع** النجم القطبي الواقع شمال السماء ) - فانه 
يرى لأهل النصف الشمالي من كوكب الأرض مرتفعا فوق الأفق بمقدار ضئيل جدا ، لا يزيد على بضع درجات .. 
 
 
أما أهل جنوبي الكرة الأرضية ( أسترالية مثلا ) فإنهم يرون نجم سهيل فوق الرأس تماما في منتصف فصل الصيف - عندهم - أي في شهر كانون الثاني ( يناير ) .
أما في فصل الشتاء جنوبي الكرة الأرضية ( فصل الصيف في شماليها ) فان سهيل يكون محجوبا عنهم كليا .
 
والجدير ذكره أن نجم سهيل يبعد عن الأرض بمقدار 10 سنوات ضوئية ( 60 مليون مليون 
ميل ) ! 
ويظهر نجم سهيل صبيحة يوم 24 آب ( أغسطس ) من كل عام ، ثم يأخذ ظهوره بالتقدم يوما 
بعد يوم ، حتى يرتقي وسط السماء منتصف الليل في نهاية كانون أول ( ديسمبر ) . 
 
ثم يبدأ بالظهور بعد غروب الشمس ( في الأفق الجنوبي الغربي ) مع نهاية شهر آذار ( مارس ) ، يختفي بعدها خلال الفترة من شهر نيسان ( أبريل ) حتى 23 آب ( أغسطس ) ، ثم يطلع من جديد في 24 آب ( أغسطس ) . 
 
وليس لطلوع نجم سهيل ( ككل الأنواء ، والمنازل ) تأثير مباشر على كوكب الأرض من أحوال 
في الطقس ، وتغيرات في المناخ ، وتبدلات في مظهر النبات .. 
إنما التغيرات هذه ، والتبدلات هي ( من عند الله سبحانه وتعالى ) جاءت نتيجة ، وسببا ؛ لتزامن نزول الشمس ظاهريا وقت الصباح ) بنجوم كل من : 
( الطرفة ، الجبهة ، الزبرة ، والصرفة ) .. 
مجموعة نجوم برج الأسد ، خلال الفترة من 24 آب ( أغسطس ) ، لنهاية 15 تشرين أول ( أكتوبر ) ...
لذلك فقد عبروا عن أنوائهن بطالع نوء ( سهيل ) ، أو ( الصفري ) . 
 
 
و قالت العرب لطلوعه :
( إذا طلع سهيل برد الليل ، وخيف السيل ، وامتنع القيل ، ولأم الفصيل الويل ، ورفع الكيل ) .
 
 
وأيضا قولهم : 
( الصيف أوله طلوع الثريا ، وآخره طلوع سهيل ) .
 
 
وقال ابن هرمة في سهيل :
( وبدا سهيل كالشهاب مشبها .... راع على شرف العرينة ساير ) .
أهم مظاهر طلوع ( أنواء ) نجم سهيل صباحا :
 
 
1 – تلطف الجو مساء .
 
2 - استمرار الحر ، والسموم نهارا .
 
3- زيادة طول الليل بأخذه ساعات من النهار .
 
في أول ظهور نجم سهيل يبلغ طول النهار ( 12 ساعة و50 دقيقة ) ، وطول الليل ( 11 ساعة و 10 دقائق ) . 
 
ثم يستمر الليل بأخذ عشرين درجة من النهار (ساعة و 21 دقيقة ) حتى يبلغ طوله في نهاية 
سهيل ( 12 ساعة و 31 دقيقة ) .
 
4 - دخول ( نوء الطرفة ) ، ونجم سهيل هو بداية فصل الخريف على مذهب الفلاحين .
 
5 - يبرد فيه آخر الليل ، ويتحسن الطقس نهارا ، خصوصا في الصباح ، والمساء ، مع استمرار الحر في وسط النهار .
 
6 - يبلغ طول ظل الزوال في أول سهيل قدمان اثنان ( 60 سنتيمتر ) .
 
7 - فيه ابتداء نضج التمر ، والليمون ، والرمان وطيب تناوله .
 
8 - أول زرع اللفت ، والسلق ، ووجود سائر الفواكه .
 
9 – يتم فيه غراس ، وقلع شجر النخيل .
 
10 - يتم فيه الاكثار من جني محصول التمر من شجرالنخيل .
 
11 - معظم هبوب الرياح من الجهة الجنوبية ، والجنوبية الشرقية .
 
12 – تختفي في آخره السحب القادمة من الشرق ، وتتلاشى الرطوبة والسموم ، و يبدأ ظهور السحب من الغرب .
منزلة الطرفة .
الموقع الفلكي :
 
تقع بين منزلة النثرة ، وبرج السرطان غربا ، وبين منزلة الجبهة في برج الأسد في الشمال 
 
الشرقي شمال خط الاستواء السماوي ، ويمر بقربها مدار البروج .
 
وأفضل وقت لرؤيتها مساء أشهر فصل الربيع من شهر آذار ( مارس ) .
 
 
 
وقت دخولها :
 
تنزلها الشمس ظاهريا يوم 24 آب ( أغسطس ) ، لنهاية يوم 5 أيلول ( سبتمبر ) لمدة 13 يوما .
الموافق 17-10-1434هـ الى 29-10-1434 هـ
المميزات الفلكية :
 
هي طرف الأسد ، وهما نجمان خفيان ( من القدر الرابع ) ، مقترنان ، يبتدئان الجبهة ، بين يديها .
سميا بذلك لموقعهما موقع عيني الأسد ، وقدامهما ستة نجوم صغار تسميها العرب الأشفار .
اثنان منها في نسق الطرف ، والأربعة البواقي بين يديه .
 
وهما جزء من مجموعة نجوم برج الأسد .
 
وبرج الأسد على صورة أسد في وسط السماء ، فمه مفتوح إلى النثرة ، وعلى رأسه نجوم 
مضيئة ، والطرفة على عنقه ، والجبهة على صدره ، وقلبه النجم الجنوبي المضيء من النثرة ( قلب الأسد ) ، وهو عظيم النور .
 
وكاهله نجوم خفية ، خارجة عن الطرف ، والجبهة إلى الشمال ، والخراتان خاصرته ، والصرفة ذنبه ، وكفه المتقدمة في آخر السرطان .
 
 
وكفه الأخرى بعد هذه الكف إلى المشرق ، ورجله الأولى تخرج من النجم القبلي من الخراتين 
الى الجنوب والأخرى تحت هذه للمشرق ، وكبده نجم يتوسط مع الجبهة شمالي منها ، وسائر فقاراته إلى المشرق .
 
وقد تصور الأقدمون نجوم هذا البرج على هيئة الأسد المتميز برأسه المرفوعة ، وقدمه الممتدة إلى 
الأمام ، وذيله المدبب . 
 
 
وعند مختلف الأمم السابقة من كلدانيين ، وهنود ، وفراعنة ، عرفت باسم ( الأسد ) .
 
وشبهها قدماء المصريين بأبي الهول . وقد أولع الفرس بتقديس الأسد ، وتصوروه يحمل الشمس
على ظهره .
 
وفي خرافات اليونانيين أن هذا الأسد ، هو الذي قتله هرقل في الألعاب الأولمبية .
 
ويعتبر اسم هذا البرج ، وبرج العقرب ، أقرب الأسماء إلى أشكالها من بقية أسماء وأشكال البروج .
 
ويتكون هذا البرج من النجوم التالية :
 
نجمي الطرفة ( طرف الأسد ) .
 
 
نجوم نوء الجبهة ( جبهة الأسد ) .
 
 
نجمي نوء الزبرة ( كاهل الأسد ) .
 
 
نجم الصرفة ( ذنب الأسد ) ، أو قنب الأسد . 
 
 
وأشهر هذه النجوم نجم قلب الأسد ( المليك ) .
 
 
وهو يبعد عن الأرض بمقدار ( 56 سنة ضوئية ) _ السنة الضوئية تساوي 6 مليون مليون ميل 
 
 
ويبلغ قدره الإشعاعي ( 1.3 ) . وهو ذو لونين ( أبيض و أزرق ) . ويمر به مدار البروج . 
 
· الظواهر الطبيعية :
 
 
- يستمر فيها الحر ، والسموم نهارا ، ويتلطف فيها الجو ، خاصة بعد غروب الشمس .
 
- يبرد فيها ( آخر الليل ) مع مرور الأيام .
 
- الرياح في معظمها تهب من الجهتين : الجنوبية ، والجنوبية الشرقية .
 
- يفيء فيها الظل .
 
- يبلغ طول ظل الزوال فيها قدمان اثنتان ( 60 سنتيمتر ) .
 
- يرى فيها نجم سهيل بالبصر .
 
- فيها ابتداء نضج الليمون ، وطيب تناوله . 
 
- فيها وجود سائر الفواكه . 
 
- فيها نضوج التمر ، وكثرة خرافه ، ونزوله إلى الأسواق .
 
- يقل فيها البطيخ .
 
- يبلغ فيها متوسط درجة الحرارة الصغرى ( 26 درجة مئوية ) .
 
- يبلغ فيها متوسط درجة الحرارة الكبرى ( 44 درجة مئوية ) . 
 
- يبلغ طول النهار في أولها ( 12 ساعة و 50 دقيقة ) . 
 
- يبلغ طول الليل في أولها ( 11 ساعة و 10 دقائق ) .
 
- يستمر فيها الليل بأخذ خمس درجات من النهار ( 19 دقيقة ) حتى يبلغ طوله في نهاية 
منزلة الطرفة ( 11 ساعة و 29 دقيقة ) .
 
- تهاجر فيها طيور الصغيرة ، مثل : الدخل .
 
- تهاجر فيها طيور الصفار ( واحدته صفارة ) .
 
- فيها بداية هجرة طائر القمري ( القميري ) .
 
- تتواجد فيها بعض الطيور المهاجرة .
 
 
المظاهر البشرية :
 
- المنزلة السابعة والأخيرة من منازل فصل الصيف .
 
- أولى منازل نوء سهيل ( الصفري ) .
 
- فيها بداية حسابات معظم المهتمين بعلم الفلك ...
 
وفيها القول المشهور : 
 
( سهيل مكذب العداد ) .
 
- تنشر فيها أقمشة الصوف ، والجوخ ، لئلا يدخلها السوس .
 
- يستمر فيه زراعة ، وقلع شجر النخيل .
 
- يستمر فيها جني محصول التمر من أشجار النخيل . 
 
يزرع في منزلة الطرفة :
 
- فسائل النخيل .
 
- البطيخ .
 
- الشمام .
 
- البرسيم الخريفي .
 
- الباذنجان .
 
- الذرة الصفراء .
 
- القثاء .
 
- الخيار .
 
- الملفوف .
 
- القرع ، والكوسة .
 
- الباميا ، الفاصوليا ، واللوبيا.
 
- البصل ، والفلفل .
 
- زهرة القرنبيط .
 
- السمسم .
 
- اللفت .
 
- السلق .
 
- السبانخ .
 
- الطماطم ( زرعة خريفية ) مع ملاحظة جعلها في موضع دافئ .
 
- الخضار .
 
- الأشجار .
 
تقول العرب في طلوعها : 
 
( إذا طلعت الطرفة بكرت الخرفة ، وهانت للضيف الكلفة ) .
 
يريدون أن خرفة التمر تبكر في ذلك الوقت .
كتاب مصابيح الضياء في معرفة المنازل والأنواء "
للأستاذ عبدالله الدرع