رفعت الأمطار والسيول التي استقبلها سد الملك فهد في بيشة منسوب المياه بالسد إلى 10.30م. وكانت بحيرة السد قد جفت تماماً العام الماضي، واستمر جفافها ما يقارب العام، الأمر الذي تسبب في أزمة مياه بالمحافظة، نتج عنها رفع أسعار الوايتات إلى 400 ريال للوايت. وحظيت أخبار ارتفاع منسوب مياه السد باهتمام المجالس والمنتديات في محافظة بيشة، لكون مياه الأمطار المصدر الرئيس للشرب في المحافظة.
وتعد بحيرة السد أكبر وسيلة لمد المحافظة بالمياه النقية من خلال محطة تنقية المياه المتواجدة فيه. وحرص الكثيرون من أهالي وزوار بيشة على زيارة السد خلال الأيام الماضية للاستمتاع بمناظر البحيرة والسيول، إلا أنهم فوجئوا بإغلاق بوابة السد.
وأوضح مدير فرع المياه في بيشة فايز بن ناصر عيسوب أن السد جفت بحيرته تماماً في شهر شوال عام 1430 واستمرت على هذه الحال حتى الأسبوع ما قبل الماضي، حيث استقبل السد سيول وادي بيشة التي رفعت منسوب مياه السد من الصفر إلى 10.30م، مشيراً إلى أن ارتفاع السد يبلغ 103 أمتار من الأساسات بسعة تخزينية تبلغ 325 مليون متر مكعب. ويبلغ طول بحيرة التخزين 18 كيلو مترا، وأن أعلى منسوب لارتفاع المياه شهدته بحيرة السد كان 50 متراً عام 1420.
وبين عيسوب أن أكثر من 200 ألف نسمة يقطنون بيشة ومراكزها وقراها يستفيدون من مياه السد بواسطة محطة التنقية البالغة تكلفتها 80 مليون ريال، مشيراً إلى أن احتياج محافظة بيشة اليومي من المياه يصل إلى عشرين ألف متر مكعب. وقال: من المحتمل أن يكفي منسوب المياه الحالي 6 أشهر. وأضاف أنه لا يمكن تشغيل الشبكة في الفترة الحالية حيث إن الكمية الحالية لا تسمح بذلك، لكن في حالة ارتفاع المنسوب، ورأينا أنه كاف لذلك، فسيتم تشغيلها فوراً.
وحول ما تداولته بعض المنتديات من أن هناك بعض القصور في الأمور الهندسية للسد مما يشكل خطورة على المحافظة، أكد عيسوب أن السد يعد من أقوى السدود في الشرق الأوسط، ويتمتع بجودة إنشائية من النواحي الهندسية والخرسانية والميكانيكية غاية في الدقة، مشيراً إلى أن السد خرساني ثقلي وأن كمية الخرسانة المستخدمة في إنشاء جسم السد تبلغ مليون و422 ألفا و800 متر مكعب. وأضاف أن السد مزود بشبكة من الأنفاق الداخلية على ستة مناسيب مختلفة مجموع أطوالها الكلي حوالي 3281 مترا، وذلك لمتابعة أعمال التشغيل والصيانة والرصد. وقال إنه مركب بهذه الأنفاق 6 أنواع مختلفة من أجهزة الرصد والمراقبة لمراقبة سلامة السد، وتقوم هذه الأجهزة بقياس الحركات الرأسية والحركات الأفقية ودرجة حرارة الخرسانة في جسم السد وحركة الفواصل بين البلوكات وضغط المياه أسفل القاعدة والانحراف في محور السد ولم تسجل هذه الأجهزة أية قراءات غير عادية منذ بداية تشغيل السد مما يؤكد عدم وجود أي خطورة على السد.
وعن أسباب إغلاق السد ومنع المواطنين من زيارته، أوضح أن الزيارة مفتوحة أمام المسؤولين والزوار من خارج المحافظة وأهالي المحافظة على أن يتم ذلك من خلال إجراءات محددة بالحصول على موافقة رسمية وترتيب مسبق مع إدارة المياه لتكون الزيارة بإشراف المديرية.
نقلا عن جريدة الوطن