الحَدِيثُ ذُو شُجُون
واول من قال هذا المثل ضَبَّة بن ادّ ابن طابخة بن الياس بن مُضَر، وكان له ابنان يقال لاحدهما سَعْد وللاخر سعيد، فنقرت ابل لضبة تحت الليل، فَوَجَّه ابنيه في طَلَبها، فتفرقا فوجَدَها سَعْد، فردَّها، ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب، [ص 198] وكان على الغلام بُرْدَانِ فساله الحارث اياهما، فابى عليه، فقتله واخذ بُرْدَيْه، فكان ضبة اذا امسى فراى تحت الليل سَوَادا قال: اسَعْد ام سعيد؟ فذهب قوله مثلا يضرب في النجاح والخيبة، فمكث ضبة بذلك ما شاء الله ان يمكث، ثم انه حجَّ فوافى عُكَاظ فلقي بها الحارث بن كعب وراى عليه بُرْدَىْ ابنه سعيد، فعرفهما، فقال له: هل انت مُخْبِرِي ما هذان البردان اللذان عليك؟ قال: بلى لقيتُ غلاما وهما عليه فسالتهُ اياهما فابى علي فقتلته واخذتُ بُرْدَيه هذين، فقال ضبة: بسيفك هذا؟ قال: نعم، فقال: فاعْطِنِيه انظر اليه فاني اظنه صارما، فاعطاه الحارث سيفه، فلما اخَذَه من يده هَزَّهُ، وقال: الحديثُ ذو شجون، ثم ضربه بِهِ حتى قتله، فقيل له: يا ضبة افي الشهر الحرام؟ فقال: سَبَقَ السيف العذل، فهو اول مَنْ سار عنه هذه الامثال الثلاثة. قال الفرزدق