سأقوم بإذن الله بشرح أهمية المنخفض العلوي لحالات عدم الإستقرار ... للمنخفض العلوي أهمية أساسية و كبيرة جدا في أي حالة عدم إستقرار واسعة و شاملة سواءا كانت مع منخفض حركي أو منخفض مداري . 1- لابد لتكون و نشأة المنخفض الحركي العميق في العروض الوسطى و ما جاورها من إنحدار لسان منخفض علوي من الشمال إلى الجنوب ,فعندما تنثني التيارات القطبية النفاثة في مساراتها نحو الجنوب و تلتوي يتكون ما يشبه اللسان الممتد جنوبا من الضغط المنخفض في طبقة 500 مليبار أو ما فوقها ,و عندما يصل اللف و الدوران في حركة الرياح إلى مرحلة معينة من النضج يتكون و ينشأ منخفض حركي على السطح تحت المنخفض العالي ,ثم يتحرك هذا المنخفض السطحي المتكون مع حركة التيارات النفاثة نحو الشرق كما هو موضح أدناه لنوع من المنخفضات الحركية و هو المسمى (cut off lows)... و هذا يعني أن نشأة المنخفضات الحركية العميقة تبدأ في طبقات الجو العليا أولا ثم تتضح على السطح بعد ذلك و عادة يقع المنخفض العلوي غرب أو شمال غرب أي منخفض حركي . 2- تستجيب المنخفضات المدارية للمنخفضات العلوي إذا إقتربت منها شمالا و إنحدرت نحو العروض الدنيا و هذا يؤدي لتحرك المنخفض المداري الدافىء نحو الشمال و نشاطه. و عندما تلتقي الرياح في المنخفض المداري و تصعد في الطبقات العليا ضمن منطقة المنخفض نفسه يكون منفذها و مسارها نحو الضغط المنخفض في الطبقات العالية عبر بقية الطبقات كما هو واضح في الصورة أدناه . و هذا يعني أن المنخفض المداري إذا لم يجد منفذا في طبقات الجو (إتصال من خلال ضغط منخفض) إلى المنخفض العلوي في الشمال ,كأن يكون بعيدا جدا يصبح إمتداده إمتدادا حراريا فقط . و المنخفض العلوي يقع عادة إلى شمال أو شمال غرب المنخفض المداري . و الدور الآخر الذي تلعبه المنخفضات العليا بالنسبة لنشاط المنخفضات الحركية و المدارية - بعد دور النشأة بالنسبة للأولى و دور المنشط بالنسبة للثانية - هو في تدفق الأخاديد الباردة عبر طبقات الجو العليا ,و إحداث الفرق الحراري الطبقاتي اللازم لأي حالة عدم إستقرار معتبرة. المنخفض الحركي أو المداري إذا تواجد في أي منطقة يعني أنه يحوي كتلة هوائية أدفأ مما حولها و بالتالي يصعد الهواء الدافىء عبر المنخفض إلى الأعلى بعد إلتقاءه فيه ,و وجود المنخفض العلوي غرب أو شمال غرب المنخفض الحركي أو المداري يدفع بالتيارات الباردة إلى الهواء الدافىء الصاعد ,و هنا تحصل عملية تصادم بين الهواء البارد و الهواء الدافىء و يبدأ تكون السحب الركامية أو الطبقية الممطرة مع حالة عدم الإستقرار . للعلم إذا ترافق المنخفض الجوي بمنخفض جوي في الطبقات العليا صار منخفضا جويا نشطا . و إذا ترافق بمرتفع جوي في الطبقات العليا صار منخفضا جويا حراريا . إذا ترافق المرتفع الجوي بمنخفض جوي في الطبقات العليا أصبح مرتفعا جويا باردا . و إذا ترافق بمرتفع جوي في الطبقات العليا أصبح مرتفعا جويا دافئا . [IMG]http://www.*******.com/pix/upload02/images64/mk62535_2004.jpg[/IMG] 1- المنخفض المداري يكون دائما في الطبقة السطحية (1000مليبار تقريبا تزيد أو تنقص قليلا) و لكنه يظهر في حال تعمقه و شدته في طبقة 850 مليبار المنخفضة . 2- المنخفض الحركي يظهر في الطبقة السطحية و المنخفضة و قد يتضح أيضا في طبقة 700 مليبار المتوسطة . 3- المنخفض العلوي هو الذي يظهر في طبقة 500 مليبار العالية و ما فوقها . لابد لكل حالة عدم إستقرار شاملة و قوية أو مثمرة كما عبرت من تواجد منخفض علوي للعلم المنخفضات الحركية والقطبية منخفضات لا تاتي سطحية فقط فهي مخفضات تصل الى مستويات علوية .. بمعنى انها دائما متصلة لطبقة 500.. وهي تنشا بسبب الانخفاض العلوي ووضعيات مناسبة للانظمة السطحية ذات ضغط مرتفع..ليسمح للهواء للتحرك الى اعلى.. واحيانا تصل نهاية الترابوسفير او بداية الستراتوسفير. وهي منخفضات هنا تكون عميقة جدا ..وتؤثر بحالة جوية شديدة.. عكس المنخفضات الحرارية التي تنشا بسبب الاشعاع الشمسي والتي غالبا نراها في المناطق القريبة من خط الاستواء.. والتي قد تمتد حراريا بدون اي نشاط ديناميكي بسبب استقرار الهواء.. الا اذا كان هناك انخفاض في الضغط في الطبقات الاعلى لتحث الهواء الى التحرك للاعلى ليملا الفراغ فيحصل عملية تكثف..وهذا نشاط ديناميكي. أما نشاة المنخفضات العلوية في الشمال له علاقة بشكل أو بآخر بالمنخفض الآيسلندي العملاق الدائم في شمال المحيط الأطلسي و الذي يضعف صيفا و يقوى شتاءا ,و تكونه في الشمال راجع إلى أن أجواء المياه تكون أدفأ من أجواء اليابسة المجاورة لها . إنظر الخارطة ..