وفي الأراضي الفلسطينية.. 
<table class="ARTICLE" id="tblArticle" style="direction: rtl; text-align: center;" border="0" cellpadding="2" cellspacing="5" width="99%"><tbody><tr></tr><tr>                                 </tr>                                 <tr>                                     <td id="TIT" colspan="2" style="text-align: center;" align="right" valign="top">                   ثلوج خفيفة تكسو "رام الله والبيرة" والأمطار الهاطلة تبدّد المخاوف من موسم جاف</td></tr></tbody></table>
كتب يوسف الشايب:
"الحمد لله"، "اللهم زد وبارك"، "وأخيراً"، "ربك ما بنسى عباده" ... بهذه العبارات عبّر العديد من الـمواطنين عن سعادتهم بموجة الأمطار الـمتواصلة لأيام، وبعض الثلوج الخفيفة التي سقطت على عدد من الـمحافظات، وبينها رام الله والبيرة، وذلك بعد أشهر من الجفاف، وصلوات الاستسقاء، والتحذير من صيف جاف.
واستيقظ سكان بعض أحياء رام الله، أمس، على مشهد لـم يكن يخطر لهم على بال بعد موجة الجفاف التي سادت خلال الأشهر الـماضية، حيث كست الثلوج "الخفيفة" بعض الـمساحات؛ ما أتاح للأطفال والأهالي الاستمتاع بها بعد طول غياب، قبل أن تختفي.
ويرى الـمواطنون في موجة الأمطار الـمتواصلة منذ أيام ما يبشر بالخير، بعد أشهر من امتناع السماء عن ذرف دموعها على الأراضي الفلسطينية. ويقول الحاج جمعة الكايد: "كنا نعتقد بأن الـمزروعات ستجف، وأننا مقبلون على عام صعب، لكن هذه الأمطار روت الـمزروعات، وأعادت إليها الحياة، نحن الفلاحين كنا ننتظر الـمطر بفارغ الصبر، هذه أكبر هدية من الله، نحمده عليها .. كنا نعتقد بأن الـمطر لن يأتي، ومع كل تحذير كنا نسمعه عن موسم جاف، كنا نزداد إحباطاً ... صدقني إنني في قمة السعادة؛ فالـمطر خير".
وكان الـمزارعون متخوفين من انحباس الأمطار منذ بدء فصل الشتاء؛ الأمر الذي كان من شأنه أن يهدد عشرات الدونمات الـمزروعة بمختلف الـمحاصيل، وبالتالي إلحاق الخسائر الفادحة بقطاع الزراعة ولاسيما الزيتون ومحاصيل الحبوب التي تحتاج كمية كبيرة من الـمياه حتى يكتمل نموها.
وكان الخبراء ــ قبل موجة الأمطار الأخيرة ــ يشيرون إلى أن كمية الأمطار التي هطلت على الأراضي الفلسطينية خلال الأشهر الخمسة الـماضية لـم تتجاوز ثلث الكمية اللازمة أو الاعتيادية التي تسقط عادة، ما ينذر بحلول كارثة على هذا القطاع الذي يساهم بما يزيد على 30% من الاقتصاد الوطني.
وأكدت سناء محمد، التي تعمل في إحدى شركات القطاع الخاص برام الله، أنه رغم ما تسببه الأمطار والثلوج والبرد الشديد من معاناة للـموظفين، وصعوبات في الوصول إلى أماكن أعمالهم، إلاّ أن الجميع سعيد بهذه الأمطار، وقالت: "اشتقنا للـمطر .. في الأسبوعين الأخيرين هطلت الأمطار بكثافة في رام الله وعموم فلسطين .. كنا نقرأ في الصحف تقارير عن صيف جاف .. وأعتقد الآن بأن الأمر قد تحسن، ونأمل أن تتواصل الأمطار".
وفي اليوم التالي للإضراب الذي دعت إليه منظمة التحرير؛ تضامناً مع أهالي "حي البستان" في سلوان، الـمهددين بالتهجير القصري من منازلهم، فرضت الأمطار الغزيرة على رام الله حالة من حظر التجول، فخلت الشوارع من الـمارة، إلا ما ندر.