استقرار الاجواء في المهرة، والأرصاد يحذر من استمرار المنخفض في بقية المحافظات
48 قتيلا ومفقودا جراء السيول في عدد من المحافظات اليمنية، وآلاف المشردين في العراء بعد فقدان منازلهم، وحضرموت الأكثر تضررا
24/10/2008 الصحوة نت – أحمد زين – عوض كشميم
في حين تشهد عموم المحافظات أمطارا غزيرة جراء المنخفض الجوي القادم من البحر العربي ارتفعت حصيلة القتلى والمفقودين إلى 48 شخصا في كل من حضرموت والمهرة وتعز.
وبحسب المعلومات الأولية فإن نحو 41 شخصا في حضرموت ما بين قتيل ومفقود بسبب السيول وخمسة في محافظة المهرة، واثنين في محافظة تعز.
وبحسب تأكيدات مراسلي الصحوة نت فإن المئات من الأسر أصبحت بلا مأوى بانتظار الإغاثة العاجلة لها خصوصا في تريم حضرموت مديرية ساه.
وتؤكد مصادر محلية في مديرية ساه لـ"الصحوة نت" أن منزلا انهار على أسرة في منطقة غيل عمر، ولم يعرف بعد عدد الذي كانوا متواجدين في المنزل.
من جهته أكد أمين عام المجلس المحلي بمديرية القطن أن عشرة من البيوت تهدمت كليا بينما تضررت أخرى في المديرية.
وأضاف لـ"الصحوة نت" أن خمس قرى مهددة بفعل الأمطار والسيول وذلك في منطقة الخديد والباطنة وحصن آل كوير وهينن، بينما تعرضت ضواحي مدينة القطن في المرقدة وحصن آل الزوع والكوس وبروس إلى أضرار أخرى حيث نزح سكان مدينة القطن إلى المدارس والمرفقات العامة، فيما نزح سكان الأرياف المتضررة إلى أقاربهم.
وفي تريم أكد علي صبيح عضو مجلس محلي في تريم أن مدينة تريم مغلقة الآن من الجهة الشرقية والغربية بفعل السيول.. مشيرا إلى أن مخاوف كبيرة من وصول سيول جديدة من وادي سر الأمر الذي سيفاقم الأوضاع هناك.
وأكد أن فرق إغاثة محلية تعمل على إيواء أكثر من 500 شخص من منطقة سبي التي هدمت فيها حوالي 30 بيتا ويسكنها أكثر من ستة آلاف شخص.
وحذر صبيح من أن السيل القادم من وادي سر يقترب الآن من منطقة السويري ما سيشكل خطرا جديدا في السيول التي تجري في وادي حضرموت.
وقال: إنه في الوقت الذي تم إيواء المتضررين من منطقة سبي لازال هناك عالقون في الجبال من مناطق مشطة والجشيل وحصن فلوجة.
وأضاف: هذه المناطق مقطوعة ولم نستطيع التواصل معهم.. مؤكدا أن الهيئة الإدارية في المجلس المحلي ورئيس المجلس وأمينه العام ومدير الأشغال والصحة والتربية يشكلون لجنة طوارئ ويعقدون اجتماعا مفتوحا لمتابعة الوضع.
وقال: إن سيارة بمكبر الصور انطلقت الآن لتحذير الناس بأخذ الحيطة والحذر.. مضيفا إلى أن هناك احتمالات بحدوث فيضانات جراء السيول هذه الليلة خصوصا وأن المنطقة تعيش حاليا في ظلام دامس.
وتؤكد المصادر في تريم أن نحو 200 منزل تعرض للإنهيار بين كلي وجزئي، وتم إيواء الأسر التي تقطن فيها ونقلهم إلى مناطق بعيدة ومرتفعة من السيول.
انتشال
إلى ذلك قالت عمليات امن محافظة حضرموت أنه تم انتشال ثمان جثث لضحايا السيول.
وأوضح مدير عمليات أمن حضرموت العقيد سالم السفرة أن ثلاث جثث تم انتشالها من منطقة شحير، وأربع جثث من منطقة بويش ، وواحدة في بورم.
واضاف: أن أكثر المناطق المنكوبة هي مديريتي ساه وتريم ، ولا تزال جهود الاغاثة مستمرة .
وتسببت الأمطار حتى مساء اليوم الجمعة في إلحاق أضرار بالغة بالمرافق العامة ومنها الكهرباء والطرق.
وبحسب عمليات حضرموت فقد تسببت الأمطار في قطع عدد من الطرق ومنها طريق بويش - المكلا، وفوه - المكلا، وبروم - المكلا في منطقة الساحل، فضلا عن قطع الطرقات بين شحير -الشحر، وشحير - الريان، و سيئون -تريم، ووادي العين وقهوة بن عيفان ووادي عمد ووادي دوعن في منطقة وادي حضرموت.
وتقوم وحدات من القوات المسلحة والأمن حاليا باستخدام الطائرات المروحية بعمليات الإنقاذ وتقديم المساعدات للمواطنين المتضررين من السيول .
وتشير الإحصاءات الأولية إلى تضرر 500 منزل في مديريات الوادي والصحراء، والمئات من المزارع، والممتلكات، وإلى جرف عشرات السيارات.
إستقرار في المهرة
وفي المهرة أكدت مصادر محلية استقرار الأجواء منذ ظهر اليوم بعد أن شهدت أمطارا غزيرة على مدى ثلاثة أيام مضت وتسببت في وفاة ثلاثة أشخاص وإحداث خسائر كبيرة بالممتلكات.
وقال عبد الله نيمر أمين عام المجلس المحلي في محافظة المهرة إن سيول الأمطار الغزيرة تسببت بخسائر وصفها بالجسيمة في الأرواح والممتلكات العامة للمواطنين وما تزال الخسائر في تزايد.
وأشار إلى أن ثلاثة ماتوا اثنين منهم في حصوين وواحد في الغيظة ولا يزال البحث جار عن اثنين مفقودين من المرجح أن تكون السيول حرفتهم إلى مناطق بعيدة.
وأكد أن خسائر مادية كبيرة بسبب السيول التي وصل ارتفاعها إلى أكثر من أربعة أمتار، حيث ألحقت أضرارا بالعديد من المنازل، كما جرفت عدد من المزارع وقوارب الصيادين والممتلكات العامة الأخرى مثل السيارات وغيرها من الممتلكات الخاصة بالمواطنين.
تقديم العون
من جهتها طالبت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة المهرة السلطات بالقيام بدورها في المتضررين من الأمطار الغزيرة التي تشهدها المحافظة.
وقال مختار عويض رئيس اللجنة التنفيذية مصدر مسئول إن هناك أضرار كبيرة في الأرواح والممتلكات، داعيا إلى تقديم العون والمساعدة للمنكوبين من الأمطار.
وأكد لـ"الصحوة نت" أن الأجواء بدأت تستقر، وأن الأمطار توقفت منذ ظهر اليوم الجمعية، وأن السيول التي كانت تحاصر عاصمة المحافظة بدأت تقل.
وأشار إلى السيول طمرت نحو بئرا وأكثر من ستين مزرعة، فيما هناك خسائرة كبير بين المواشي وأن عشرات الكيلو مترات من الإسفلت دمرت بفعل السيول.
الأرصاد يحذر
من جهته حذر المركز الوطني للأرصاد بالهيئة العامة للطيران المدني من حالة عدم الاستقرار للأحوال الجوية في عدد من المحافظات الساحلية والجبلية خلال الـ 12 ساعة القادمة.
وأهاب المركز بالمواطنين وسائقي المركبات في محافظات ( المهرة، حضرموت، شبوة، البيضاء، الضالع، مأرب، والجوف ) بأخذ الاحتياطات اللازمة من تدفق السيول في الوديان والمنحدرات الجبلية ومن تدني الرؤية الأفقية أثناء هطول الأمطار.
كما حذر الصيادين وربابنة السفن ومرتادي البحر من سوء الأحوال الجوية والإضطراب الملحوظ في البحر العربي وخليج عدن خلال الـ 12 ساعة القادمة.
وحسب النشرة الجوية للمركز الوطني للإرصاد - حصلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" على نسخة منها - فإن تحليل خرائط الطقس المختلفة وصور الأقمار الإصطناعية الخاصة بالغلاف الجوفي تبين استمرار التدفق الكثيف لبخار الماء القادم من البحر العربي وهو ما يجعل الأجواء مهيئة لهطول الأمطار خلال الساعات القادمة في عدد من المحافظات.
ويتوقع المركز احتمال هطول أمطار خفيفية الى متوسطة مصحوبة بالعواصف الرعدية في محافظة عدن والمرتفعات الجبلية الجنوبية والغربية من محافظات تعز، إب، ريمة، ذمار، صنعاء، حجة.