[عبدالقادر بن جليلة]

سيدي بلعباس،

عاش سكان ولاية سيدي بلعباس، بداية من مساء الإثنين الفارط، حالة من الذعر غير المسبوق، في أعقاب الأمطار الرعدية الطوفانية التي اجتاحت المنطقة قبل ساعات
من حلول ليلة الشك.
كانت كميات التساقط التي بلغت حوالي 40 ميليمترا في ظرف ساعات قليلة، قد خلفت حالة استنفار قصوى لدى السكان ومصالح الحماية المدنية التي جندت كل الوسائل البشرية والمادية لاحتواء أي طارئ.
وقد عرفت بعض أحياء مدينة سيدي بلعباس حركة غير عادية بعد أن اجتاحت مياه الأمطار عشرات المنازل، إذ لجأ عدد من المواطنين إلى قطع الطرقات أمام حركة السير باستعمال الألواح الخشبية والبراميل للحد من حركة البرك المائية، كما كان عليه الحال بحي ''ماكوني''، في الوقت الذي وقفنا فيه على صور تضامنية عديدة بين السكان أنفسهم، بعد أن خيّم شبح هيجان وادي ''المكرة'' في ليلة رمضانية ممطرة.
وكانت الأمطار الطوفانية التي استنفرت سيدي بلعباس، قد كشفت أيضا عن عيوب كبيرة في تهيئة التهمت خلال أمد غير بعيد الملايير من الخزينة العمومية، إذ تحوّل الممر السفلي للجسر المؤدي لحي سيدي الجيلالي إلى بحيرة تسببت في توقف حركة المرور وأعطاب أصابت العديد من السيارات. الأمر الذي خلف استياء كبيرا لدى المارة قبل حلول والي الولاية بالمكان، حيث وقف على حجم الكارثة، ليتقرر بعد ذلك غلق الممر أمام الحركة المرورية.
نفس الأوضاع عاشها أيضا النفق المحوّل من الطريق الوطني رقم 13 إلى حي سيدي الجيلالي، إذ شلت الأمطار الحركة عبره بعد أن تحوّل هو الآخر إلى ''مسبح''، بلغ علو مياه الأمطار على مستواه المترين تقريبا، وهو الذي لم يمر على إنجازه أكثر من ثلاث سنوات .