بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية للاخ الاكلبي وماخطتة اناملة من دافع غيرتة على دينة بلا شك والتحية موصولة لكل من شاركة وليس لدي ماضيفة على كلام من سبقني وأختصرها لمقال للاخ نايف الهاجري احد رجال التعليم بمحافظة بيشة تحت مسمى
دورنا في المواجهة
تتعرض الأمة الآن بشكل خاص إلى تحديات حضارية وثقافية مختلفة يشنها أعداء الإسلام وأذنابهم وأبواقهم من أبناء جلدتنا بقصد زعزعتها وتدمير وطمس معالم الإسلام في أرجائها. لقد بليت أمة الإسلام بغزو فكري احتل سماءها وافترش ثراها وسيطر على منابع الفكر والثقافة العربية الإسلامية فيها وزرع في أرضها بذورا غربية من ثقافات مستوردة لا تمت لأصالتها وتاريخها بصلة.. أوجه ندائي وما تسطره أناملي لأحبتي وزملائي مربو الأجيال ومعدو رجال المستقبل ومن يناط بهم الأمل بعد الله في توجيه الناشئة والوقوف ضد التيار الفكري المناهض لقيم وثوابت الإسلام الخالدة لكم أيها المعلمون المخلصون يامن أؤتمنتم على أغلى ماتملك الأمة أقول لكم مايلي/
إننا كمسلمين عموما وكأبناء لهذه البلاد المباركة مهبط الوحي وأرض الحرمين ومحضن دعوة التوحيد نواجه تحديا عقديا وثقافيا لابد أن نعي حقيقته وأن نتعرف على خطورته وهذه التحديات إن لم يتنبه لها المعلمون خصوصا وكل من ولي أمر أبناء المسلمين عموما فإنها تهدد بخطر تفسخ حضارة الإسلام وذوبان شخصيته وأصالته في غمار دعوات الفكر التغريبي المقيت الذي يلوث فكر أبناء أمة الإسلام خصوصا فئة الشباب وينزع عنه لباسه الأصيل وعزته المنيعة.. إن المتأمل لما يبث في بعض وسائل الإعلام المختلفة المقروء والمرئي والمسموع أو من خلال قنوات التواصل الإجتماعي بثورتها العارمة وتغلغلها الإعلامي القوي ليتيقن أن طلائع الغزو الثقافي جاءت لتطارد الدين الإسلامي في ميادين التربية والتعليم والتشريع لتكون أجيالا تنظر إلى ماضيها كله على أنه أنقاض أو مخلفات ينبغي أن تختفي ليحل محلها البناء الجديد الذي وضع الغرب حقيقته وتصوره كما ذكره الدكتور محمد الغزالي رحمه الله....
وهذه المحاولات المقيتة البائسة التي تهدف للتحرر من كل القيم السامية التي دعا لها نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم لم تتوقف مطلقا وهي تتشكل في كل يوم في صورة أو أخرى تنتهز كل وسيلة لبث سمومها وتجديد دعوتها التغريبية حتى وصل الحد لمن يرد أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم أو من يشنع على تنفيذ الحدود الشرعية أو من يرفض الولاء للدين وبرز كذلك في الساحة دعاة على أبواب جهنم كما وصفهم لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم صاغهم الغرب وأعداء الإسلام بفكرهم الإنحلالي يمجدون الغرب ويسبحون بحمده ويطالبون في الوقت نفسه بالإصلاح في كل المجالات التعليمية والإقتصادية والصحية. .
الفضلاء الكرام.....إن كتاب الله عز وجل المحفوظ بحفظه تعالى قد أوضح حقيقة هذا الغزو وهذه الدعوات المسمومة في قاعدة ثابتة حددت الصراع الأبدي بين الحق والباطل والخير والشر حتى تقوم الساعة فقال في آية تتلى حتى قيام الساعة ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) والقتال هنا عام سواء قتال حربي أو غيره من غزو ثقافي يشمل التشكيك في ثوابت الأمة ويستهدف عقيدتها والتي علم أعداء الإسلام علم اليقين أن هذه العقيدة الصافية هي العروة الوثقى لقوة المسلمين واستعادة حضارتهم المسلوبة وبسطهم للعدل والخير ودعوة الحق على هذه الأرض كما كان أسلافهم.. وحقيقة لا بد أن نعيها جميعا فحينما تتنافس التربية والإعلام في ترسيخ القيم بل وفي وظيفة التعليم نفسه يفوز الإعلام ويتفوق بوسائله وأدواته على التعليم وأجهزته ولذلك نلمس أن الدور التربوي الذي تقوم به وسائل الإعلام وتشمل الإعلام الجديد له بالغ الأهمية في تغيير الفكر ولذلك إستغلها دعاة الإنحلال الثقافي والفكري في حين غفلة من بعص المصلحين الذين وقفوا في بداية الأمر موقف المناهض لهذه الوسائل الإعلامية بحجة أنها وسائل للإفساد وسدا لذريعة الإنحلال الأخلاقي مما جعل المجال خصبا لمن يتقيأون ثقافتهم الممجوجة التي هاجمت الإسلام في عقر داره بالتشكيك في مبادئه وثوابته الرصينة .....من هذا المنطلق أذكر نفسي وزملائي المعلمين بدورنا المحوري في مواجهة هذا المد التغريبي المناهض لقيمنا وثوابتنا ولسياسة التعليم في بلادنا والتي استمدت قوتها من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم..هذا الدور يتمثل في أن نستفيد من الإعلام في طرائقه وتقنياته وتطوره وتوظف أساليبه ومناهجه في بث الفكر المضاد والمناهض لكل ما يمس عقيدتنا وثوابتها وهذا يوازي ما نقوم به من توجيه مباشر وتغذية عقلية وفكرية لممارساتنا التربوية داخل المدرسة وهذا يتطلب منا الحكمة في مخاطبة الناشئة بما يفهمون وما تستسيغه عقولهم لا بما يعجزون عن فهمه وطلابنا في حاجة لمعلمين يشرعون النوافذ لإبراز عظمة الإسلام وسموه والعمل على حماية العقيدة من دعاة الخرافة والشك والبدع والأهواء وكما يعلم الجميع أن سمة الشريعة هي عبادة الله وحده في الأرض وزمام ذلك وقطب رحاه هو الدعوة إلى ذلك وبثه بالأقوال والأفعال مستخدمين كل وسيلة إعلامية في خدمة ذلك..
وبما أننا نعيش عصر العولمة والضجيج الإعلامي بكافة أشكاله وبعض الفضائيات المشبوهة يواجه الطالب كم من الأفكار والأرآء والتوجهات المنافية للدين والأخلاق وهذا يتعين علينا كمعلمين أن نمتلك سعة الأفق والبعد عن التعصب وسماحة القول ومعالجة الفكر والرأي الخطأ بالحكمة والموعظة الحسنة كما أننأ لابد أن نخاطب طلابنا بلغة واضحة بعيدة عن الغموض والغرابة وأسلوب قوي متين سهل مشوق جذاب كما أن من الوسائل التي لا بد منها في مدارسنا ونمارسها مع طلابنا سواء عن طريق التلقي المباشر في الفصول أو بوسائل الإعلام الجديد وثورته التقنية هي قوة البيان وتنوع الأساليب وجاذبية العرض وقوة الحضور الذهني
أختم كلامي بضرورة حث طلابنا على إحترام العلماء سيما علماء بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية والرجوع لهم في كل نازلة تنزل بالأمة سواء في دينها أو دنياها فهم بإذن الله صمام أمان وأمن هذه البلاد ولا نزكيهم على الله وحثهم على وجوب طاعة ولاة الأمر واحترامهم وهو من واجباتهم على الأمة ولما في مخالفة ذلك من نشر المفاسد وإثارة الفتن والقلاقل..كما يجب علينا توعية طلابنا من خطر التفرق والإنزلاق في فتن التشكيك من الآخرين دون دليل ظاهر جلي مما يؤدي إلى الفرقة والشتات والتمزق وهذا مايريده أعداء الإسلام ومن اقتفى أثرهم من العلمانيين ومنافقي هذا العصر...
كتبه/ نايف بن سلطان الهاجري
الثلاثاء 1434/7/18
تقبلو تحياتي
السلطان
binjathen