عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 09-18-2012, 12:10 PM
محب سدير محب سدير غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 212
معدل تقييم المستوى: 0
محب سدير is on a distinguished road
افتراضي رد: المعتصر شرح كتاب التوحيد

الزماني: هو الذي قد مات. المكاني: هو من كان في مكان آخر.
ما حكم قول القائل "وامعتصماه" أو "يا رسول الله لو كنت حاضرًا ورأيت..." أو "أين أنت يا صلاح الدين"؟
هذه الألفاظ لا يقصد بها النداء الحقيقي.
فإن قصد بها النداء الحقيقي واعتقد أنه يسمعه وينفعه، فهذا لا شك أنه من الشرك الأكبر. أما إذا كان لا يقصد بها النداء وقصد بها استثارة الهمم، فلا ينبغي استعمال هذه الألفاظ الموهمة التي يمنع منها سدًا للذريعة ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا[ [البقرة: 104]. وللشيخ عبد الله (أبابطين) كلام حولها لو قيلت من باب الشعار في الحرب بالجواز راجح تأسيس التقديس تأليف أبابطين ص152.
حكم الاستعاذة والاستغاثة بالكفار؟
هذه المسألة بحثها الفقهاء تحت باب الاستعانة بالكفار، وقال r: «ارجع فلن نستعين بمشرك» لذا فلا يجوز الاستعانة بهم.
الاستعاذة: تكون قبل وقوع الشيء أو الشر، فقبل وقوع المخوف تستعيذ، فهي هرب من شيء تخافه لم يقع.
أما الاستغاثة: فهي طلب رفع شيء مضى أو وقع، فنداء الغريق والحريق استغاثة. إذا خاف الإنسان من شيء مخوف هل يستحب أن يستعيذ أو يسن تركه؟ هذه المسألة متعلقة بتحقيق التوحيد، أما الجواز فجائزة.
وقوله تعالى: ]وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا[ [الجن: 6]. هذه الآية تدل على أن الاستعاذة بالجن من أعمال الجاهلية.
ما حكم الاستعاذة والاستغاثة بالجن؟ لا يجوز، وعلاقته بالتوحيد أنه يعتبر شركًا أكبر؛ حتى ولو كانوا يقدرون على هذا الشيء كما في هذه الآية.
مسألة: يقول بعض العوام للأطفال: "خذوه" للجن. وهذه لا تجوز.
1- لأن فيها ترويع للمسلم. 2- أن فيها مشابهة لأعمال الجاهلية.
ويقول بعض العوام إذا ضاع له شيء: «يا إبليس فك الكيس ما هو حقي حق الناس».

فهذه مثل الكلمة الأولى، ويخشى أن يكون فيها اعتقاد.
ما حكم مخاطبة الجن؟
المخاطبة قسمان:
1- أن تكون مخاطبة عن حضور معلوم بأحدى القرائن، كمخاطبة المصروع، ومثل ما جاء في الحديث الصحيح أن أبا هريرة حاور الشيطان، فهذا جائز.
2- أما إذا لم يكن عن حضور ولا قرائن، فلا شك أنه يحرم، كقولهم «أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه» وهذا من جنس فعل المشركين، وقال r: «من تشبه بقوم فهو منهم» وهو من الشرك الأكبر.
خولة بنت حكيم: سيأتي حكم التسمية "بحكيم".
فقال: الفاء للتعقيب، أي يكون محل الذكر بعد النزول، وإن نزل ونسيه يقضيه ما دام نازلا.
وقال: يقصد به قول القلب واللسان.
أعوذ: ألتجئ.
هنا استعاذ بصفة من صفات الله وهي الكلمات، والاستعاذة بالصفة كالسؤال بالصفة، وهذا جائز، والممنوع سؤال الصفة.
كلمات الله: من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، والجهمية والمعتزلة والأشاعرة يجعلونه من باب إضافة الخلق إلى الخالق.
من شر ما خلق: ولم يقل مما خلق. والمعنى من شر كل مخلوق فيه شر؛ لأن هناك مخلوقات لا شر فيها.
لم يضره: نفى الضر، ولكنه لم ينف الإصابة، فقد يصيبه شيء ولكنه لا يضره، إلا إن تخلف شيء بسبب الاعتقاد.
حتى: لانتهاء الغاية.
مسألة: بعض الصغار عند الخوف أو إذا فاجأه شيء قال (يا أمه) وبلغة العوام (يمّه). وهنا لا يريد الاستغاثة إنما هي تعبير عن الخوف فقط ولحديث: «إنما الأعمال بالنيات». وهي مثل كلمة لا أم لك ليست دعاء إنما هي كلمة تذمرّ ومثل تربت يداك ليست على حقيقتها وهكذا وهذه مثلها.

باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره
وقوله تعالى: ]وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ[ [يونس: 106، 107]. الآيتان. وقوله: ]فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ[ [العنكبوت: 17] الآية. وقوله: ]وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ[ [الأحقاف: 5] الآية. وقوله: ]أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ[ [النمل: 62].
وروى الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي r منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغث برسول الله r من هذا المنافق. فقال النبي r : «إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله عز وجل».
قال الشارح:
أقسامه مثل أقسام الاستعاذة تماما وقد سبقت فراجعها.
يستغيث: طلب الغوث، وهو طلب إزالة الشيء.
أو يدعو: من عطف العام على الخاص.
هناك من عباد القبور من يستدل ببعض الأدلة:
«يا عباد الله أعينوني»، «يا عباد الله أجيبوا».
والأول: حديث منقطع، رواه الطبراني.
والثاني: قال ابن عدي: إنه حديث منكر.
هناك حديث آخر مرفوع «إن لله خلقًا خلقهم لحوائج الناس...».
قال ابن عدي: حديث ضعيف جدًا، بل إن فيه رجلاً متهمًا بالوضع.
ولا تدع: يشمل الاستغاثة والاستعاذة.
لا ينفعك ولا يضرك: بذاته ولا بالشفاعة.
الظالمين: أل للعموم. الظلم يقصد به الأكبر؛ لأنه شرك.
وقال تعالى: ]فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ[ [العنكبوت: 17].
الشاهد منه: ]اعْبُدُوهُ[.

وقال تعالى: ]وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ[ [الأحقاف: 5].
ومن أضل: أي لا أحد.
يدعو: سواء كان دعاء مسألة أو دعاء عبادة.
]أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ...[ [النمل: 62].
أمن يجيب: أي لا أحد.
وروى الطبراني: وهذا الحديث فيه ابن لهيعة، وهو رجل ضاعت كتبه واختلط.
فالحديث ضعيف، ورواه أحمد، ولكن فيه نفس الرجل.

باب قول الله تعالى
]أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ[ [الأعراف: 191].
وقوله: ]وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ[ [فاطر: 13] الآية.
وفي الصحيح عن أنس قال: شج النبي r يوم أحد وكسرت رباعيته، فقال: «كيف يفلح قوم شجوا نبيهم»؟ فنزلت: ]لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ[ [آل عمران: 128]، وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله r يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر: «اللهم العن فلانًا وفلانًا» بعدما يقول: «سمع الله لمن حمد، ربنا ولك الحمد» فأنزل الله تعالى: ]لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ[ [آل عمران: 128] الآية، وفي رواية: يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو والحارث ابن هشام، فنزلت ]لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ[ وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله r حين أنزل عليه: ]وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ[ [الشعراء: 214] قال: «يا معشر قريش – أو كلمة نحوها – اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفية عمة رسول الله r لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمد سليني من المال ما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا».
قال الشارح:
هذا الباب عقده المصنف ليذكر أدلة وبراهين عقلية تدل على بطلان الشرك وعبادة غير الله وخصوصًا عبادة الرسول بالذات؛ لأن هناك من يستغيث بالرسول ويدعوه، فبين المصنف أن الرسول لا ينفع ولا يغني عن أحد شيئًا، فإذا كان كذلك فكيف يعبد؟
الكلام: باعتبار الأصل فهو صفة ذات، وأما باعتبار الآحاد فهو صفة فعل متعلق بالمشيئة.
وأما المعطلة من الجهمية والمعتزلة: فهم ينفون الكلام والقول عن الله سبحانه وتعالى، وأن الكلام مخلوق، وأما الأشاعرة: فيثبتون ما يسمى بالكلام النفسي.

الله: هو المألوه المعبود.
تعالى: صفة فعل، علو ذات وقدر وقهر.
الآية الأولى:
الآية دلت على بطلان عبادة غير الله، لأن الله ذكر صفات من يعبدونه من دون الله، فذكر صفتين كلتيهما تدلان على بطلان عبادته.
1- أنه مخلوق والمخلوق لا يكون شريكًا، وهذا عقلاً.
2- لا يستطيعون لهم نصرًا؛ بل ولا ينصر نفسه. ومن كان عاجزًا عن النصر فكيف يُعبد؟
أيشركون: الاستفهام إنكاري، كيف تجعلون لله شريكًا عاجزًا؟
الآية الثانية:
في الآية دليل عقلي على بطلان عبادة غير الله، فذكر حال المدعو أنه لا يملك حتى أقل الأشياء، حتى القطمير، وهو: قشرة نواة التمرة لا يملكونها ملك استقلال، ولا يمكنهم التصرف فيها، والذي لا يملك لا يُعبد.
]وَالَّذِينَ تَدْعُونَ[ هل هو دعاء مسألة أو دعاء عبادة؟ كلاهما دعاء العبادة والمسألة، كسؤالهم ما لا يقدر عليه إلا الله.
فيشمل "سؤالهم مطلقًا وهم أموات".
الحديث: متفق عليه عن أنس.
الشجة: هي الجرح يكون في الرأس والوجه، والشج: هو الشق، وهو هنا في الوجه.
يوم أحد: سمي اليوم بالمكان، وهذه التسمية جائزة أن تسمى بعض الوقائع بأحداثها كالأحزاب، وأماكنها كبدر وأحد، فهذا جائز إذا لم يكن في الاسم سب أو تنقص، كاليوم الأسود، ويوم النكسة، وهذا من باب سب الأيام وسيأتي إن شاء الله.
يوم أحد: هل يجوز تعظيمه؟
لا. لا يعظم ولا يحزن عليه لوقوع المصيبة.
كسرت رباعتيه: هي ما بعد الثنية.

والرسول r وقعت له حوادث خاصة كتساقط بعض الأسنان وشج الوجه.
فقال: «كيف يفلح قوم شجوا نبيهم» حيث فعلوا أشياء لم يفعلها غالب الكفار.
فنزلت: الفاء سببية.
وقوله: نزلت: فيه إثبات العلو لله عز وجل.
ليس لك: اللام في "لك" تفيد الاختصاص والتصرف.
من الأمر: أي أمر الله، وهو أمر التصرف والحكم، فأل للعهد، أي أمر الربوبية، فنفت الأمر المطلق، وهذا موضوع الشاهد من الحديث للباب. فإذا كان أمر الربوبية والتصرف ليس للنبي r فكيف يُعبد ويذبح له وغير ذلك؟
الحديث الثاني:
سمع: يدل أنه r جهر بالقنوت، وهذا الحكم حتى في الصلاة السرية.
إذا رفع رأسه من الركوع: هذا موضع القنوت.
والقنوت يكون بعد الرفع من الركوع بعدما يرفع رأسه، ويرفع ظهره: بدلالة اللزوم.
وهل يجوز القنوت قبل الركوع؟ نعم ثبت عن النبي r أنه قنت قبل الركوع. وأيهما أفضل؟ يجوز هذا ويجوز هذا، والأغلب أن يكون بعد الركوع، ويكون في الركعة الأخيرة.
وهذا فيه استحباب القنوت عند النوازل.
ومن الذي يقنت؟
1- القنوت يكون للإمام، ذكره الحنابلة.
2- كل إمام جماعة، وهو الراجح ]لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[ [الأحزاب: 21].
3- كل مصل له أن يقنت، وهو قول ابن تيمية.
مسألة: وفيه قضية معاصرة وهي أنه درج بعض المعاصرين على منع القنوت إلا بإذن الإمام هذا قول مرجوح مسيس يخدم الحكام وهو خلاف عمل الصحابة فقد جاء عن خمسة من الصحابة أنهم قنتوا بعد وفاة رسول الله r وهم ليسوا أئمة ولا نوابا للإمام كأمثال أبي هريرة والبراء ومعاوية في الشام.

اللعن: الطرد والإبعاد من رحمة الله، ومن المخلوق الدعاء.
حكم الدعاء على الكافر؟
أما على وجه العموم فهذا لا خلاف فيه ]أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ[ [هود: 18]. أما لعن الكافر المعين، المصنف وغيره قالوا: يجوز لعن الكافر وهو الراجح فقد دعا النبي r على رعل وذكوان ولعنهم شهرا وصح عن رسول الله r أنه لعن أبا جهل وعقبة والوليد ونفرا من أئمة قريش.
حكم الدعاء لهم؟
ذكر أهل العلم أن الدعاء للكافر على قسمين:
1- الدعاء له بالهداية، وهذا جائز «اللهم اهد دوسًا» في غير المحارب وإنما فيمن دلت القرائن على قبوله ورغبته في الإسلام.
وجاء في السير «اللهم اهد أحب العمرين إليك».
2- الدعاء له بالرحمة والمغفرة والجنة، لا يجوز ]مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى[ [التوبة: 113] وجاء في الصحيح أن النبي r استأذن الله أن يدعو لأمه فأبى.
لذا من الخطأ ما يقع في الجرائد من قول "المرحوم" إذا مات نصراني.
دعاؤه: هل الكافر له أن يدعو الله؟
قال تعالى: ]أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ[ [النمل: 62] وقال r: «اتق دعوة المظلوم».
وفي الحديث جواز ذكر المدعو لهم أو عليهم بأسمائهم في الصلاة، أما قوله r: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس». فهذا إذا كان على وجه المخاطبة.
مسألة: ما حكم لعن المعين؟
لعن المعين جائز بشرطين، وكذلك تبديع المعين وتفسيقه وتنفيقه:
1- وجود الأسباب: أن يقوم فيه الكفر أو الفسق أو البدعة أو النفاق.

رد مع اقتباس