الثلوج تكسو السواحل المرتفعة 3 أمتار عن مستوى البحر

وصل مستوى تساقط الثلوج، أمس، لمستويات لم تشهدها الجزائر، منذ 20 سنة خلت، واكتست الحلة البيضاء المناطق الموجودة في مستويات 3 أمتار فقط من مستوى سطح البحر، حيث عاشت مدن ساحلية تساقط الثلوج بشكل مكثف ومتواصل، تسبب حتى في غلق الطرقات في مناطق غير بعيدة من الشريط الساحلي، وجنوح سيارات عن مسار الطريق وحوادث انزلاقات مختلفة.
ورغم أن الحلة البيضاء التي عمت ربوع المناطق الشمالية خاصة الوسطى والشرقية كانت قد عرفتها الجزائر، في 25 جانفي 2005، غير أن حجم الثلوج وسمك التساقط لهذه السنة لم يحصل قبل 20 سنة خلت، باستمرار العاصفة الثلجية طوال، نهار أمس، وبلوغ سمك 20 سنتمترا وأكثر عبر المناطق الساحلية وأكثر من 70 سنتمترا في الجبال، وشكلت الثلوج فصل شتاء بكل معانيه بعدما أدت مساجد الوطن صلاة الاستسقاء، الأسبوع الماضي، خوفا من الجفاف وغياب المطر، شهر جانفي المنصرم.
وفي ذات السياق، أكد، بوعلام خليف، مهندس خبير في التنبؤات الجوية، في تصريح لـ "الشروق"، أن "هذه الحالة الجوية الاستثنائية على شمال إفريقيا لم نشهدها منذ 20 سنة وأكثر من تلك الحاصلة سنة 2005"، موضحا أن هذه الحالة "هي نتيجة ضغط جوي جد منخفض متمركز على سبيريا، ويمتد إلى غاية إسبانيا وكان متبوعا بكتلة هواء باردة تفوق 45 درجة تحت الصفر، وهذا الاضطراب توجه إلى شمال إفريقيا خاصة الجزائر وتونس إلى غاية شمال الصحراء"، مضيفا "وجبال النعامة وكذا الأوراس وجرجرة مرورا بجبال الونشريس والمدية والشريعة".
وأفاد خليف أن "ذات الاضطراب نتج عنه ثلوج جد معتبرة لاحظنا مرورها حتى بالمناطق الساحلية، بداية من 3 أمتار فوق سطح البحر، بسمك 20 سنتمترا وأكثر وبالجبال 70 سنتمترا وأكثر".
وقال المتحدث إن الحالة الجوية تستمر، إلى غاية يوم غد، مع أمطار غزيرة بمعدل ما بين 100 و120 ملم، على كل المناطق الساحلية الوسطى والشرقية، وبدرجة أقل بالمناطق الغربية، وسيكون هناك تحسن نوعا ما على بعض المناطق، اليوم، مع بقاء أمطار متفرقة وثلوج على مرتفعات 300 متر فما فوق، ويسجل تحسن بداية من غد الاثنين، ويبقى البحر هائجا مع انخفاض في درجة الحرارة