عرض مشاركة واحدة
  #2572  
قديم 11-01-2011, 01:36 PM
السديم السديم غير متواجد حالياً
خبير طقس مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 2,898
معدل تقييم المستوى: 25
السديم is on a distinguished road
افتراضي رد: موضوع متجدد يوميا " رسائل يومية " ............

من أقوال المفسرين
في تفسير قوله (تعالى):

"ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير" (‏البقرة‏: 265).

‏* ذكر ابن كثير (يرحمه الله‏) ما مختصره‏: وهذا مثل المؤمنين المنفقين أموالهم ابتغاء مرضات الله عنهم في ذلك (وتثبيتا من أنفسهم‏) أي وهم متحققون ومتثبتون أن الله سيجزيهم عن ذلك أوفر الجزاء‏..‏
قال الشعبي‏: (وتثبيتا من أنفسهم أي تصديقا ويقينا‏).‏
وقوله تعالى‏: "‏كمثل جنة بربوة" أي كمثل بستان بربوة، وهو عند الجمهور المكان المرتفع من الأرض، وزاد ابن عباس والضحاك‏: وتجري فيه الأنهار
وقوله تعالى‏: "أصابها وابل" وهو المطر الشديد‏... "فآتت أكلها" أي ثمرتها "ضعفين" أي بالنسبة إلى غيرها من الجنان، "فإن لم يصبها وابل فطل".‏

قال الضحاك‏: هو الرذاذ وهو اللين من المطر، أي هذه الجنة بهذه الربوة لا تمحل أبدا لأنها إن لم يصبها وابل فطل، وأيا ما كان فهو كفايتها، وكذلك عمل المؤمن لا يبور أبدا بل يتقبله الله ويكثره وينميه، كل عامل بحسبه، ولهذا قال‏: "والله بما تعملون بصير‏" أي لا يخفي عليه من أعمال عباده شيء.
‏*وجاء في تفسير الجلالين (رحم الله كاتبيه‏) ما مختصره‏: "ومثل‏" نفقات "الذين ينفقون أموالهم ابتغاء‏" طلب "مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم‏" أي‏: تحقيقا للثواب عليه، بخلاف المنافقين الذين لا يرجونه، لإنكارهم له و "من" ابتدائية "كمثل جنة" بستان "بربوة‏" بضم الراء وفتحها، مكان مرتفع مستو "أصابها وابل فأتت‏" أعطت "أكلها" بضم الكاف وسكونها، أي‏: ثمرها "ضعفين" مثلي ما يثمر غيرها "فإن لم يصبها وابل فطل" مطر خفيف، يصيبها ويكفيها لارتفاعها، المعني‏: تثمر وتزكو، كثر المطر أم قل فكذلك نفقات من ذكر، تزكو عند الله كثرت أم قلت "والله بما تعملون بصير‏" فيجازيكم به‏.‏

‏*وذكر صاحب صفوة البيان لمعاني القرآن (رحمه الله رحمة واسعة‏) ما نصه‏: "وتثبيتا من أنفسهم‏" أي كما أنفقوا أموالهم في سبيل الله ابتغاء مرضاته أنفقوها توطينا لأنفسهم على حفظ هذه الطاعة وترك ما يفسدها، فـ "من" بمعني اللام، أو تثبيتا للإسلام وتصديقا به، وتحقيقا للجزاء الموعود به من أصل أنفسهم، فهي الدافعة له وهي المنشأ والمبتدأ‏. "جنة" تطلق على الأشجار الملتفة المتكاثفة، وهي الأنسب هنا، كما تطلق على الأرض المشتملة عليها‏.‏
"‏بربوة‏" بمكان من الأرض مرتفع عن السيل، والعادة في أشجار الربي أن تكون أحسن منظرا وأزكي ثمرا‏. "أكلها‏" ثمرها‏.وكل مأكول‏: أكل‏. "فطل‏" فمطر خفيف يكفيها لطيبها وكرم منبتها‏.والطل‏: أضعف المطر وهو الرذاذ، وجمعه طلال وطلل‏.‏
والمراد‏: أن هذه الجنة تزكو وتثمر، كثر المطر أو قل، فكذلك نفقة هؤلاء ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم تزكو عند الله وتطيب، كثرت أو قلت‏.‏

‏* وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم (جزاهم الله خيرا‏) ما نصه‏: حال الذين ينفقون أموالهم طلبا لمرضاة الله وتثبيتا لأنفسهم على الإيمان، كحال صاحب بستان بأرض خصبة مرتفعة يفيده كثير الماء وقليله، فإن أصابه مطر غزير أثمر مثلين، وإن لم يصبه المطر الكثير بل القليل فإنه يكفي لإثماره لجودة الأرض وطيبها، فهو مثمر في الحالتين فالمؤمنون المخلصون لا تبور أعمالهم والله لا يخفي عليه شيء من أعمالكم‏.‏
وجاء تعليق الخبراء في الهامش بالنص التالي‏: في تعبير القرآن الكريم بكلمة ربوة وهي الأرض الخصبة المرتفعة إشارة إلى ما كشفه العلم الحديث لأنه بارتفاعها تبعد عن المياه الجوفية ليغوص المجموع الجذري في التربة من غير ماء يضره، ويتضاعف عدد الشعيرات الماصة لأكبر كمية من الغذاء للسيقان والمجموع الخضري فيتضاعف المحصول، وللوابل من الأمطار فائدة فوق التغذية أنه يذيب بعض المواد التي لا تحتاج إليها النباتات، ويغسلها من التربة لأن وجودها مما يعطل نمو النباتات، كما يغسلها من الآفات‏.‏


توقيع : السديم
يمر السحاب على قرية .. بماء معين من المعصرات
يريد النزول فلا يستطيع .. لما حل فيها من المنكرات
رد مع اقتباس